تعد الهوية الأمازيغية، التي ينتمي إليها ربع السكان، أو 10 ملايين شخص، يعيشون بشكل رئيسي في منطقة القبائل في شمال البلاد، موضوعا حساسا في الجزائر. للأسبوع الثامن عشر على التوالي، تستمر المظاهرات في شوارع مدن الجزائر، للمطالبة باستبعاد وجوه النظام البائد، بعد إسقاط الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، والدعوة لبدء فترة انتقالية تديرها وجوه جديدة متفق عليها. إلا أن السلطات الجزائرية وعلى رأسها القوات المسلحة والرئاسة، تصر على اتباع الحل الدستوري، المتمثل في الدعوة لعقد انتخابات رئاسية. وشهدت مظاهرات اليوم أزمة جديدة، بعد أن نشبت مناوشات بين السلطات الأمنية وشبان يحملون الأعلام الأمازيغية، اعتراضا على قرارات المسؤولين بحظر رفع أي أعلام غير وطنية في المظاهرات. وكان رئيس أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح، قد حذر يوم الأربعاء الماضي من رفع أي علم آخر غير علم الجزائر خلال المظاهرات. ونقلت شبكة "فرانس 24" الفرنسية، عن قايد صالح تأكيده، أنه "تم إصدار أوامر صارمة لقوات الأمن من أجل التطبيق الصارم والدقيق للقوانين سارية المفعول والتصدي لكل من يحاول مرة أخرى المساس وكان رئيس أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح، قد حذر يوم الأربعاء الماضي من رفع أي علم آخر غير علم الجزائر خلال المظاهرات. ونقلت شبكة "فرانس 24" الفرنسية، عن قايد صالح تأكيده، أنه "تم إصدار أوامر صارمة لقوات الأمن من أجل التطبيق الصارم والدقيق للقوانين سارية المفعول والتصدي لكل من يحاول مرة أخرى المساس بمشاعر الجزائريين في هذا المجال الحساس". وأضافت أن رئيس الأركان لم يوضح طبيعة الأوامر أو التدابير التي ستتخذ بحق هؤلاء المخالفين. ويبدو أن القضية تشغل حيزا كبيرا في تفكير واهتمامات قايد صالح، الذي أشار لها المرة الثالثة خلال ثلاثة أيام، واستنكر خلالها ما قال إنها "قضية حساسة تتمثل في محاولة اختراق المسيرات"، عبر "رفع رايات أخرى غير الراية الوطنية من قبل أقلية قليلة جدا". تأجيل الانتخابات الجزائرية.. نصر محفوف بالمخاطر وقال قائد الجيش الجزائري: "للجزائر علم واحد استشهد من أجله ملايين الشهداء، وراية واحدة هي الوحيدة التي تمثل رمز سيادة الجزائر واستقلالها ووحدتها الترابية والشعبية". تصريحات قايد صالح لم تشر صراحة إلى من هم المقصودين ب"أقلية قليلة جدا"، إلا أن العديد من المتابعين أكدوا أن رئيس الأركان يشير بوضوح إلى العلم الأمازيغي. ويرى محسن بلعباس رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أن تصريحات قايد صالح محاولة من السلطة الحالية لإخراج الحراك عن مساره. فيما وصف أرزقي فراد الناشط الأمازيغي والباحث في التاريخ، خطاب قائد جيش الجزائر ب"الخطير" معتبرا قراراته "تجنيا واضحا على ثوابت الهوية الوطنية". تصريحات قايد صالح أثارت حالة من الانقسام على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعلن عدد من النشطاء رفضهم القاطع لظهور راية حركة "الماك" الانفصالية في المظاهرات. خطبة العيد في الجزائر.. رسائل للحكومة والمعارضة الوضع على الأرض في مظاهرات اليوم كان أكثر حدة من خلافات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شهدت شوارع العاصمة الجزائر توافد عدد كبير من المتظاهرين استعدادا للمسيرات الأسبوعية. وذكرت الناشطة الأمازيغية حياة عبة لقناة "الحرة" أن المتظاهرين من حاملي العلم الأمازيغي "الذي يرمز لهوية الأجداد"، رفضوا الانصياع ل"أوامر" قايد صالح فحدثت مشادات بينهم وبين بعض رجال الأمن في العاصمة. ورغم الحظر المفروض على رفع أعلام غير وطنية، أظهرت مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، متظاهرين يحملون الأعلام الأمازيغية. ويرى نورالدين عليوي الناشط من الحركة الجمعوية بالعاصمة أن قيادة الجيش "آثرت تغيير محور اهتمام المتظاهرين من التركيز على رموز النظام إلى قضية الرايات الأمازيغية"، وفقا ل"الحرة". وأضاف أن بعض الشباب طلب من المتظاهرين الانصياع لطلبات رجال الأمن بخفض الرايات الأمازيغية "حفاظا على سلمية الحراك وحتى لا نحيد عن الهدف الأسمى وهو إسقاط بقايا نظام الرئيس بوتفليقة". «حراك الجزائر» يرفض الحوار.. ويصر على رحيل «بن صالح» وتعد الهوية الأمازيغية، التي ينتمي إليها ربع السكان، أو 10 ملايين شخص، موضوع حساس في الجزائر، حيث يعيشون بشكل رئيسي في منطقة القبائل في الشمال، وكذلك في وسط وشرق وجنوب البلاد. واعترفت الجزائر باللغة الأمازيغية، كلغة وطنية في البلاد، عام 2002، إلا أنه لم يتم تكريسها كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية في الدستور المعتمد حتى عام 2016.