ينتظر الرئيس الجزائري الانتقالي عبد القادر بن صالح، نتائج خطابه أمس، وما إذا كان سيحول دون استمرار التظاهرات المناهضة للحكومة في الأسابيع القليلة المقبلة لم يفقد الرئيس الجزائري الانتقالي عبد القادر بن صالح، الأمل في أن تنجح محاولات التهدئة في تجنيب الجزائر مزيدا من التخبط السياسي، وترجيح الحكمة لتجاوز الأزمة الراهنة في البلاد، لا سيما أن دعوات التظاهر والحراك لا تزال رافضة للشكل السياسي الحالي. وشهد خطاب ابن صالح، أمس الخميس، محاولة جادة من أجل تجنيب البلاد مزيدا من التوترات، إذ دعا المجتمع المدني إلى حوار توافقي بشأن تنظيم انتخابات رئاسية خلال أقرب فرصة، متناسيًا صعوبة إجراء انتخابات مطلع الشهر المقبل. ورأت شبكة "فرانس 24" أن ابن صالح يعوّل بقوة على أن يسهم خطابه الجديد في تغيير مسارات التشكيك التي أدت إلى تظاهرات عارمة طيلة أيام الجمعة من شهر رمضان، الأمر الذي دفعه للتشديد على ضرورة مواصلة الحوار. وعلى الرغم من تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في مطلع يوليو المقبل، فإن الحراك الجزائري لا ورأت شبكة "فرانس 24" أن ابن صالح يعوّل بقوة على أن يسهم خطابه الجديد في تغيير مسارات التشكيك التي أدت إلى تظاهرات عارمة طيلة أيام الجمعة من شهر رمضان، الأمر الذي دفعه للتشديد على ضرورة مواصلة الحوار. وعلى الرغم من تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في مطلع يوليو المقبل، فإن الحراك الجزائري لا يزال يرى أن هناك المزيد من التنازلات التي يجب على النظام الحالي تقديمها من أجل إحداث حالة من التوافق بين القوى السياسية المختلفة وتسيير مجريات الأمور بما يخدم حالة التوافق الوطني التي دعا إليها الرئيس الانتقالي. تأجيل الانتخابات الجزائرية.. نصر محفوف بالمخاطر خلاف بشأن الانتخابات وأشارت إلى أن حالة الصدمة في قوى الحراك السياسية جاءت في أعقاب خطاب 5 مايو الشهير قبل شهر رمضان، والذي كان من المتوقع أن يشهد إعلان ابن صالح انسحابه من المشهد السياسي في الجزائر، إلا أنه -على غير المتوقع- تمسك بتنظيم الانتخابات، ودعا إلى إجرائها في أقرب وقت ممكن. وقال الرئيس الانتقالي خلال خطابه: "يحتم علينا الوضع الراهن ترجيح الحكمة لتخطي العقبات والوصول إلى المرحلة المقبلة". وشدد على أنه يدعو الجميع إلى إجراء حوار شامل لوضع خارطة طريق للوصول إلى صناديق الاقتراع وسط حالة من التوافق، متعهدًا بأن تتم الانتخابات في أجواء حرة ونزيهة. وعلى الرغم من رفض الحراك الثوري في الجزائر دعوات إقامة انتخابات رئاسية خلال الوقت الحالي، فإن ابن صالح لم يدعُ إلى موعد جديد لإجراء الاستحقاق الرئاسي، وهو الحل الذي رأته الأوساط السياسية أكثر توافقا مع متطلبات وتوصيات المجلس الدستوري، الذي أكد "استحالة" إجراء الاستحقاق في الموعد المقرر. رئيس الجزائر: الوضع الحالي يجبرني على الاستمرار تنازلات متوقعة ويرى البعض أن تغاضي ابن صالح عن التطرق إلى موعد محدد وثابت لإجراء الانتخابات الرئاسية قد يكون سببًا في تقديم مزيد من التنازلات بالمستقبل القريب، وذلك لإرضاء الحراك الثوري على أمل أن يكون ذلك بداية واضحة لإمكانية حدوث حالة من التوافق. وبحسب موقع "تي إس إيه" الجزائري، فإن المتابعين يرجحون أن تكون تلك التنازلات معنية بشكل رئيسي بالحكومة الانتقالية، التي يقودها نور الدين بدوري، وهي أيضًا ليس عليها وفاق كامل في الشارع الجزائري، ومن المتوقع أن تتلخص التنازلات السياسية من جانب المسؤولين الانتقاليين -إن حدثت- في إمكانية التضحية بالحكومة. حراك الجزائر ينتصر.. انتخابات الرئاسة «لم يترشح أحد» وتناولت بعض التقارير الإعلامية خلال الساعات القليلة الماضية إمكانية رحيل حكومة قدري خلال الفترة المقبلة، إلا أن غياب أي ذكر يتعلق بالحكومة الانتقالية منح إشعارا بأن التنازلات السياسية التي قد يقدمها ابن صالح لن تتجاوز النزول عن رغبة المجلس الدستوري في تحديد موعد إجراء الانتخابات. ولا يزال من المتوقع أن ترى الجزائر حالة توافقية بين القوى السياسية المختلفة، إلا أن ذلك يعتمد في المقام الرئيسي على حجم التنازلات التي قد يمنحها كل طرف للآخر خلال المستقبل القريب.