شهد البيت الأبيض صراعًا سياسيا خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما حاول بعض مستشاري ترامب إقناعه بأهمية الدخول في مواجهة عسكرية لحماية القوات الأمريكية بالخليج لم يخرج قرار إعادة انتشار القوات الأمريكية في منطقة الخليج العربي إلا بعد مشاورات مكثفة بين العديد من الجهات والشخصيات داخل البيت الأبيض، على رأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. المشاورات التي شهدها البيت الأبيض على مدى الأيام التي سبقت اتخاذ القرار السياسي، أشارت بشكل واضح إلى أن هناك العديد من المشكلات التي سبقت الاتفاق على الرأي الذي تم تنفيذه بشكل فعلي، لا سيما في ظل اختلاف الرؤى بين الرئيس الأمريكي وعدد من كبار مستشاريه حول رد الفعل الأمريكي على الأنشطة الإيرانية. وبحسب ما جاء في شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن العديد من المناقشات سارت على عكس ما كان ترامب متوقعًا، خاصة أنه لم يأمر قط بالاستعداد إلى أي مواجهة عسكرية مع إيران. إيران تضع خططا عسكرية لإنقاذ الحوثيين من الانهيار.. و«الأمير» كلمة السر وقالت الشبكة الأمريكية إن ترامب كان يشعر بالإحباط من وبحسب ما جاء في شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن العديد من المناقشات سارت على عكس ما كان ترامب متوقعًا، خاصة أنه لم يأمر قط بالاستعداد إلى أي مواجهة عسكرية مع إيران. إيران تضع خططا عسكرية لإنقاذ الحوثيين من الانهيار.. و«الأمير» كلمة السر وقالت الشبكة الأمريكية إن ترامب كان يشعر بالإحباط من آراء بعض مستشاريه الذين يعتقد أنهم يجرون الولاياتالمتحدة إلى مواجهة عسكرية مع إيران، وهو ما يتنافى مع تعهده السابق بالابتعاد عن أي معركة قد تكلف خزائن الولاياتالمتحدة أموالا طائلة. وأكد عدد من المسؤولين الأمريكيين أن ترامب يفضل أن يتبع نهجا دبلوماسيا لحل التوترات والأزمة المشتعلة مع إيران خلال الوقت الحالي، موضحين أنه يريد التحدث مباشرة مع قادة طهران. الخلافات حول تقييم الاستخبارات وأجهزة الأمن القومي في الولاياتالمتحدة أشارت إلى الخلاف في نهج الرئيس الأمريكي ونظيره الخاص ببعض المستشارين، وأبرزهم جون بولتون الذي يتولى ملف الأمن القومي في الإدارة الأمريكية. تقديرات الاستخبارات الأمريكية راهنت على أن بعض الأنشطة المثيرة للجدل، والتي اختلف ترامب وبولتون في تقديرها، سوف تحمل تهديدًا للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي دفع ترامب لاتخاذ قرار بإعادة الانتشار في منطقة الشرق الأوسط. هل تجر إيرانروسيا لصدام عسكري مباشر مع أمريكا؟ الأنشطة الإيرانية التي تم الاختلاف عليها تضمنت توجيهات من المرشد الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، يفسرها بعض المسؤولين الأمريكيين بأنها تهديد للأفراد العسكريين في الشرق الأوسط. ومن جانبه، قال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة على دراية بالمحادثات التي أجراها ترامب مع بعض المسؤولين في الإدارة، وعلى رأسهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو، إن ترامب غاضب بشأن ما يراه تخطيطا حربيا يسبق تفكيره. وقال المسؤول: "ترامب يرى أن هناك تسابقا من جانب بومبيو وبولتون من أجل العمل على توجيه ضربة عسكرية لإيران خلال الفترة المقبلة، وهو الأمر الذي قد أدى إلى غضب واسع من جانب ترامب". بولتون، الذي يملك سجلا طويلا في السعي لتغيير النظام في إيران قبل انضمامه إلى البيت الأبيض العام الماضي، غير متفق مع النهج الدبلوماسي الذي يضعه ترامب أساسا للتعامل مع إيران. وقال مسؤول في الإدارة، اطلع على سير المحادثات: "ترامب كان دومًا يسعى لتغيير القادة الإيرانيين عن طريق الضغط الدبلوماسي والاقتصادي في البلاد، وهو منفتح على إمكانية التفاوض مجددًا بشأن الاتفاق النووي الإيراني، إلا أن بولتون يرغب في ممارسة ضغط عسكري". بعد أزمة الجولان.. رسالة غامضة من بوتين للقمة العربية بولتون الذي يعد أكثر الكارهين لإيران في الوقت الحالي داخل الإدارة الأمريكية، كان هو المحرض الأول للرئيس الأسبق جورج بوش الابن، من أجل غزو العراق عام 2003، إذ كان في ذلك الوقت مساعدًا لوزير الخارجية، ما جعل حديثه ذا موثوقية كبيرة لدى الرئيس الأمريكي آنذاك، خاصة بعد أن أورد تقارير عن القدرات النووية للعراق.