منذ توليه منصبه في أبريل 2018، تبنى جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي نهجا متشددا ضد إيران، وكشفت تقارير صحفية عن طلبه من وزارة الدفاع خطة لضرب طهران العام الماضي في السادس من سبتمبر الماضي، سقطت ثلاث قذائف هاون داخل المنطقة الخضراء في العاصمة العراقيةبغداد، بالقرب من مقر السفارة الأمريكية بالبلاد، وتسبب الهجوم في حدوث بعض الأضرار بالسفارة دون وقوع خسائر بشرية بين العاملين في السفارة، وتوجهت أصابع الاتهام حينها إلى إحدى الميليشيات العسكرية المقربة من إيران، وبعد مرور عدة أشهر على الواقعة، كشفت تقارير إعلامية طلب مجلس الأمن القومي الأمريكي من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، تزويد البيت الأبيض بالخيارات العسكرية لضرب إيران، وهو ما أثار قلقا في "البنتاجون" ووزارة الخارجية، حسبما قال مسؤولون أمريكيون. وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إلى أن فريق الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يقوده جون بولتون أجرى سلسلة من الاجتماعات لمناقشة رد فعل أمريكي قوي، بما في ذلك خيارات ضرب إيران، وهو ما اعتبره الكثيرون طلبا غير عادي. وقال مسؤول كبير سابق في الإدارة الأمريكية عن هذا الطلب وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إلى أن فريق الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يقوده جون بولتون أجرى سلسلة من الاجتماعات لمناقشة رد فعل أمريكي قوي، بما في ذلك خيارات ضرب إيران، وهو ما اعتبره الكثيرون طلبا غير عادي. وقال مسؤول كبير سابق في الإدارة الأمريكية عن هذا الطلب "لقد أثار رعب الكثيرين"، مضيفا أن "العديد من المسؤولين صدموا منه". وذكر مسؤولون أن البنتاجون امتثل لطلب مجلس الأمن القومي بوضع خيارات لضرب إيران، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت المقترحات قد قُدمت إلى البيت الأبيض، أو ما إذا كان ترامب على علم بالطلب أو وضعت خطط جدية لضرب إيران. وصرح جاريت ماركيز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بأن الفريق "ينسق ردود الفعل، ويمنح الرئيس خيارات عدة لاستباق مجموعة متنوعة من التهديدات". ويعكس طلب بولتون نهج الإدارة الأكثر تصادمية تجاه طهران، وهو نهج شجعه بولتون منذ توليه منصبه في أبريل الماضي. صواريخ إيران.. ورقة ضغط على أوروبا للوفاء بتعهداتها
ويرى مسؤولون أميركيون سابقون أن الأمر كان مقلقا لأن مجلس الأمن القومي طلب وضع خيارات عسكرية لضرب إيران ردا على الهجمات التي تسببت في أضرار بسيطة ولم تحدث إصابات. وقالت الصحيفة الأمريكية إن وزير الدفاع جيم ماتيس قد رفض معاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على شنه هجوما بالأسلحة الكيماوية بهجوم قد يصيب القوات الروسية والإيرانية. وضغط ماتيس، الذي استقال الشهر الماضي بسبب خلافه مع الرئيس حول قرارات الرئيس للأمن القومي، من أجل تبني رد فعل أقل حدة، وهو ما تبناه ترامب في نهاية المطاف. وعلى الجانب الآخر، أعرب بولتون في محادثات مع مسؤولين آخرين في الإدارة عن دعمه الشخصي لتغيير النظام في إيران، وهو موقف دافع عنه بقوة قبل الانضمام إلى إدارة ترامب، وفقا لأشخاص على دراية بالمناقشات. وبعد توليه منصبه في البيت الأبيض، انضم بولتون إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، لوضع سياسة أكثر عدوانية تهدف إلى إضعاف الحكومة في طهران. رعب في تل أبيب.. صواريخ إيران تصل إلى العراق ودفع بولتون، العام الماضي، تجاه انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وتشديد العقوبات الاقتصادية على طهران، وهو ما كان يسعى إليه ترامب بشغف. وفي الوقت نفسه، كان بولتون ونائبته آنذاك ميرا ريكارديل، يضغطان من أجل إيجاد طرق جديدة لمواجهة إيران عسكريا، وإلى جانب الطلبات المتعلقة بإيران، طلب مجلس الأمن القومي من البنتاجون تزويد البيت الأبيض بخيارات للرد على الهجوم في العراق وسوريا أيضا. ونقلت "وول ستريت جورنال" عن أحد الأشخاص المطلعين، قوله إن ريكارديل وصفت، في أحد الاجتماعات، الهجمات في العراق بأنها "عمل حرب"، وأكدت أنه على الولاياتالمتحدة الرد بشكل حاسم. وفي الوقت الذي كانت تناقش فيه الإدارة الرد الأمريكي، أصدر البيت الأبيض بيانا من فقرتين في 11 سبتمبر، بدا فيه وكأنه يحذر من ضربة عسكرية محتملة. كيف هدم ترامب سياسات أمريكا التقليدية لمواجهة إيران؟ وقال البيت الأبيض إن "الولاياتالمتحدة ستحمل النظام في طهران المسئولية عن أي هجوم يؤدي إلى إصابة موظفينا أو إلحاق أضرار بمرافق الحكومة الأمريكية". واستمرت إدارة ترامب منذ ذلك الحين في تهديد إيران، ففي وقت سابق من الشهر الجاري، حذر بومبيو طهران من السير في خططها لإطلاق قمرين صناعيين إلى الفضاء. وخلال رحلة إلى إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر، أشار بولتون إلى أن ترامب مستعد لضرب إيران إذا اعتقد أن طهران قريبة من تطوير سلاح نووي.