صورة البطل المسلم الذي يدحر أعداءه الصليبيين والمغول، جعلت «أرطغرل» أيقونة لدى الكثيرين من العرب، لكن هذه الصورة البراقة لا تستند إلى أي حقائق تاريخية تصدرت اليوم الحلقة ال149 ضمن الجزء الخامس من مسلسل قيامة أرطغرل، تريند موقع "جوجل"، لأنها الأكثر بحثا في الوطن العربي، وهذا تأكيد لشعبية العمل التركي بين العرب، ولا يمكن النقاش حولها، فهذا يظهر أيضًا مع استمرار السلسلة طوال تلك السنوات، لكن هذا لا ينفي احتواءها على العديد من الأخطاء التاريخية الكثيرة، بل إنها أصبحت مختلفة تمامًا عما نعلمه بشأن التاريخ الذي بين أيدينا، المدون في الحقبة بين الدولة الأيوبية ودولة المماليك، فصارت ك"تاريخ موازٍ" من خيال أصحابه. فقد سعى صناع العمل مع سبق الإصرار والترصد، إلى تعظيم دور القبائل التركية في الصراعات التي كانت دائرة خلال تلك الفترة، رغم أنه لا توجد مصادر يعتمد عليها ترجح أيًّا مما جاء من أحداث في المسلسل، وهذا الانتقاد قد وجه إلى مؤلف ومنتج المسلسل، محمد بوزداغ، لكن يبدو أن الأمر لا يعنيه كثيرًا بمقدار أن يظل "أرطغرل" فقد سعى صناع العمل مع سبق الإصرار والترصد، إلى تعظيم دور القبائل التركية في الصراعات التي كانت دائرة خلال تلك الفترة، رغم أنه لا توجد مصادر يعتمد عليها ترجح أيًّا مما جاء من أحداث في المسلسل، وهذا الانتقاد قد وجه إلى مؤلف ومنتج المسلسل، محمد بوزداغ، لكن يبدو أن الأمر لا يعنيه كثيرًا بمقدار أن يظل "أرطغرل" متصدرًا في الدراما التركية، بل وما حولها، وهذا ما تحقق له بالفعل. دعونا نلقي نظرة على الغرائب التي تتضمنها أحداث المسلسل، ولنبدأ من حيث انتهى العمل، لنرى أرطغرل ورفاقه يسعون إلى الاتفاق مع بركة خان، قائد "القبيلة الذهبية"، وهي قبيلة مغولية اعتنقت الإسلام، وجيش سلطان مصر الظاهر بيبرس، كما يقوم "البطل التركي" بالإيقاع بأعظم جواسيس هولاكو، ويقدمهم ل"بركة خان". حلقات الأجزاء الماضية جعلت سرد التاريخ في المسلسل مجرد أسماء تُتلى، لكن الوقائع، وما اشتركت فيه تلك الشخصيات، كل هذا ليس دقيقا على الإطلاق، فنجد أن "أرطغرل" وجماعته هم من واجهوا الصليبيين، ومن تصدوا للمغول، فتارة نراهم في حلب ليمنعوا سقوطها، وأخرى في معركة فاصلة أشبه ب"عين جالوت"، ويوقفون التتار عن الاستمرار في حملتهم الغاشمة لتدمير المنطقة بعد اجتياح بغداد، وهو تغيير واضح لما هو معلوم، وتغييب لعناصر كانت فاعلة على الساحة خلال تلك الفترة؛ مثل الإمارات الأيوبية والمماليك في مصر، وحتى السلاجقة، وكانوا هم أنفسهم دولة تركية. لكن المطلوب من المسلسل أن يخدم الأجندة العثمانية، التي يقف وراءها الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي له لقاءات عديدة مع صناع ونجوم "أرطغرل"، ويدعم تصدير الصورة التي يقدمها المسلسل عن الأتراك، وتحديدًا مؤسسي الدولة العثمانية، إلى المسلمين والعرب، وكثيرًا ما خرج "أردوغان" ليتحدث عن متابعته للمسلسل والقيم التي يقدمها، كما كان تأثير "أرطغرل" واضحًا فى الأتراك، حتى إن الأزياء المستخدمة في المسلسل أصبح يرتديها الحراس الشرفيون في مقابل مؤسسي الدولة العثمانية. يذكر أن المسلسل عن سيرة أرطغرل بن سليمان شاه، التى تقع فى القرن ال13، ملقيًا الضوء على رحلته هو وقبيلته «قايي»، التي كانت نواة تشكيل الدولة العثمانية، حيث يخوض رحلة مليئة بالصراعات والنزاعات، حفاظًا على قبيلته، وخلال مغامراته تلك يلتقي العديد من الخصوم، ويتمكن من التغلب عليهم جميعًا، فيما يأتي ذكر عدد من الشخصيات التاريخية المعروفة على هامش العمل. المسلسل انطلق عرضه أول مرة فى ديسمبر 2011، وشهدت خاتمة الموسم الرابع، الذي انتهى في يونيو 2018، وفاة عدد كبير من محاربي القبيلة، وأصيب أرطغرل، وظن البعض أنه قُتل، لكنه نجا من الموت بأعجوبة شديدة، ليكتشف بعد ذلك أن الخيانة انتشرت بين رجاله وأن عرشه أصبح مهددًا، ليقرر الهجرة بقبيلة القايي إلى مدينة سوغوت.