ينطلق اليوم الخميس، الجزء الخامس من مسلسل «قيامة أرطغرل» وسط حماسة المشاهدين لمعرفة المفاجآت التي يحملها الموسم الجديد، وما الذي سيحدث مع أرطغرل وقبيلته. فى 2011، انطلق عرض مسلسل «حريم السلطان» محققًا نجاحا كبيرًا، وتخطى نجاحه حدود تركيا إلى الوطن العربي الذي كان مولعًا حينها بالدراما التركية، وربما كان سبب استحواذ المسلسل على المشاهدين هو توثيقه حقبة تاريخية بصورة مبهرة، ووجهت إليه حينها الكثير من الانتقادات والاتهامات بتزييف التاريخ، وطالبت بعض الجهات بحظر عرضه؛ إلا أن شعبيته كانت تزداد يومًا عن الآخر، وبعدها أنتجت العديد من الأعمال التركية ولكنها لم تحظ بنفس الشعبية، إلى أن جاء مسلسل «قيامة أرطغرل» الذي أصبح العمل الأكثر رواجًا حتى وصل عرضه إلى أكثر من 70 دولة. يتناول المسلسل سيرة أرطغرل بن سليمان شاه، التى تقع فى القرن 13، ملقيًا الضوء على رحلته هو وقبيلته «قايي»، والتي كانت نواة تشكيل الدولة العثمانية، حيث يخوض رحلة مليئة بالصراعات والنزاعات، حفاظًا على قبيلته، ولا تخلو الأحداث من إظهار الجانب "البطولي" للقبيلة، والدور الذي لعبته في تلك الفترة يتناول المسلسل سيرة أرطغرل بن سليمان شاه، التى تقع فى القرن 13، ملقيًا الضوء على رحلته هو وقبيلته «قايي»، والتي كانت نواة تشكيل الدولة العثمانية، حيث يخوض رحلة مليئة بالصراعات والنزاعات، حفاظًا على قبيلته، ولا تخلو الأحداث من إظهار الجانب "البطولي" للقبيلة، والدور الذي لعبته في تلك الفترة التاريخية، من منظور صناع العمل. المسلسل انطلق عرضه أول مرة فى ديسمبر 2014، وقدم منه أربعة مواسم، آخرها الموسم الرابع الذي انتهى في يونيو 2018، وشهدت نهايته وفاة عدد كبير من محاربي القبيلة، وأصيب أرطغرل، وظن البعض أنه قُتل لكنه نجا من الموت بأعجوبة شديدة، ليكتشف بعد ذلك أن الخيانة انتشرت بين رجاله وأن عرشه أصبح مهددًا، ليقرر الهجرة بقبيلة القايي إلى مدينة سوغوت.. الجمهور المحب للمسلسل متحمس بشدة لمشاهدة التطورات التي ستحدث فى الموسم الخامس والأخير الذي ينطلق عرضه الليلة، خاصة أن الموسم الجديد يبدأ بعد مرور 15 عاما على انتقال القبيلة واستقرار الحكم، وقد ذكر الإعلام التركي أن الجزء الجديد سيشهد الكثير من المفاجآت. السؤال هنا.. هل حقًا مسلسل «قيامة أرطغرل» يستحق كل هذه الضجة؟ الإجابة قد يعكسها الانتشار الذي حققه العمل الدرامي ونجاحه في أن يصل عرضه إلى أكثر من 70 دولة وترجمته بأكثر من لغة، فالمسلسل تاريخي من الدرجة الأولي، والدول العربية تفتقر لهذا النوع من الأعمال، خاصة أن هذه المسلسلات تتطلب ميزانيات ضخمة من أجل الديكور الذى قد يستغرق بناؤه أشهرا عديدة، بجانب حاجاتها إلى عدد كبير من النجوم في ظل ارتفاع الأجور، بالإضافة إلى المجاميع التي في بعض الأحيان يزيد عددهم على ألف شخص في بعض المشاهد كالحروب. وفي الوقت نفسه لم يحم النجاح الكبير الذي حققه مسلسل «قيامة أرطغرل» صناعه من الانتقادات، فقد اتهم الكاتب والمنتج محمد بوزداج، بتزييف الحقائق والتاريخ، ولكن ربما السبب الحقيقي وراء الاتهامات ليست الوقائع التاريخية كما يقول البعض، لأن هناك الكثير من الأحداث التي قد يضيفها الكاتب من أجل الحبكة الدرامية، لكن الأزمة الحقيقة هي دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمسلسل ومدافعته عنه باستماتة شديدة، خاصة أنه سبق أن زار أبطاله فى موقع التصوير، وحرص على دعوتهم للوجود في لقاءاته مع الجماهير، نظرًا لشعبيتهم التي اكتسبوها من المسلسل. وقد تعرض المسلسل للهجوم من قبل الشيعة وحزب الله، مطالبين بوقف عرضه بسبب احتوائه على الكثير من الأخطاء التاريخية؛ إذ وجد البعض بأن هناك مبالغة في رسم شخصية «أرطغرل»، خاصة أنه ليس هناك ما يوثق لتلك الأحداث التي تضمنها المسلسل، لذلك فأغلب ما جاء في «قيامة أرطغرل» كان من وحى خيال المؤلف، ولكن هذا الهجوم العنيف الذي شهده المسلسل لم يكن سوى دعاية إيجابية ساعدت على زيادة متابعى العمل. في النهاية.. الرئيس التركي علم كيف يستغل القوة الناعمة من أجل تجميل وجه دولته وترسيخ سياسته، ونجحت البروباجندا التي رعتها حكومته في أن يتربع «قيامة أرطغرل» على عرش المسلسلات التركية الأكثر مشاهدة فى الوطن العربي، ويبدو أن «أردوغان» يسير على النهج الأمريكي القائم على ترسيخ سياسة الولاياتالمتحدة وتحسين صورتها عبر أفلام هوليوود التي تغزو العالم.