رفضت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الاثنين الماضي، طلب الكونجرس الأمريكي بالكشف عن الإقرارات الضريبية للرئيس دونالد ترامب، فما السبب وراء ذلك؟ "إذا كان الأمر ضروريا فسأنشرها" هكذا أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقفه حول نشر الإقرارات الضريبية الخاصة به، في مقابلة إذاعية عام 2015، قبل خوضه سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، إلا أن موقفه تغير الآن، حيث رفض ترامب الكشف عن إقراراته الضريبية خلال فترة حملته الانتخابية وكذلك بعد توليه المنصب منذ يناير عام 2017، وتحجج في أكثر من مرة، بأنها تخضع للتدقيق في الوقت الحالي، أو أنها معقدة للغاية، أو أنه لن يهتم بها أحد، فما السبب الحقيقي وراء رفض ترامب الكشف عنها إقراراته الضريبية؟ في وقت سابق من الأسبوع الجاري، رفض ستيفن منوشين وزير الخزانة الأمريكية، تقديم إقرارات ترامب الضريبية للكونجرس. وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن منوشين أبلغ النائب الديمقراطي ريتشارد نيل، رئيس لجنة السبل والوسائل في مجلس النواب، أنه لن يسلم اللجنة هذه الوثائق. مضيفة أن النزاع حول هذه الوثائق في وقت سابق من الأسبوع الجاري، رفض ستيفن منوشين وزير الخزانة الأمريكية، تقديم إقرارات ترامب الضريبية للكونجرس. وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن منوشين أبلغ النائب الديمقراطي ريتشارد نيل، رئيس لجنة السبل والوسائل في مجلس النواب، أنه لن يسلم اللجنة هذه الوثائق. مضيفة أن النزاع حول هذه الوثائق قد يتطور ويصل إلى المحكمة العليا الأمريكية، مستنكرة فكرة الاضطرار إلى اللجوء للمحكمة العليا للحصول على وثائق كان يتم الحصول عليها بشكل طبيعي، ودون أي صعوبات. حيث يعد ترامب أول مرشح رئاسي، منذ فضيحة "ووترجيت" يتجاهل الكشف عن إقراراته الضريبية السابقة، كما أنه أول رئيس أمريكي يرفض تقديمها. فلماذا يستمر ترامب في رفضه، ويواصل تقديم المزيد من الحجج والتبريرات الواهية؟ قد تدفعه لخوض صراع غير ضروري قد يصل به إلى المحكمة العليا، في وقت حاسم قبل انتخابات الرئاسة 2020. منوشين أشار إلى أنه لن يسلم الإقرارات الضريبية الخاصة بترامب للكونجرس، لأن "نيل" يطلب الحصول عليها لأسباب غير قانونية، ومن أجل الحصول على نقاط سياسية. الإقرار الضريبي قنبلة سياسية في وجه ترامب إلا أن الشبكة الأمريكية أشارت إلى أسباب أخرى قد تكون وراء هذا الرفض: 1- ترامب ليس غنيًا كما يقول أشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن هناك العديد من المشككين في أن ترامب يبالغ في تقدير ثروته الشخصية، حيث قال إنه يمتلك 10 مليارات دولار. إلا أن تقديرات مجلة "فوربس" لعام 2018، أشارت إلى أن ثروة ترامب قد تكون أقرب إلى 3 مليارات دولار، وأن تكون ثروة ترامب أقل بنحو الثلث مما يدعي هو، سيكون أمرا محرجا بالتأكيد. ويمكن النظر أيضا إلى فكر ترامب الذي يربط الثروة بالنجاح والأهمية، لذا فإن الكشف عن حجم ثروته الحقيقي، سيكون بمثابة ضربة لقصة نجاحه في وجهة نظره. 2- لديه علاقات تجارية مع روسيا في الوقت الذي أوضح تقرير المحقق الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، أنه لا ترامب ولا أي شخص في مدار حملته الانتخابية تآمر مع الروس للمساعدة في فوز ترامب في الانتخابات، إلا أنها ستكون قصة كبيرة للغاية إذا أظهرت الإقرارات الضريبية لترامب أنه لديه تعاملات وعلاقات مالية مع روسيا. الشبكة الأمريكية، أشارت إلى أن مايكل كوهين محامي ترامب السابق، كان قد أقر أن ترامب وعائلته كانوا متورطين في خطط بناء برج ترامب بموسكو. محامي ترامب يعترف بتلقي عمولات من شركة قطرية 3- ترامب تهرب من الضرائب هذا أمر معروف لأن ترامب اعترف بذلك، حيث أقر أنه وضع أكثر من 900 مليون دولار تحت بند خسائر تشغيلية لصاحب العمل في عام 1995 لتجنب دفع ضرائب الدخل الشخصية لعدد من السنوات اللاحقة. ويمنح هذا البند الذي يشمل نفقات العمل، وانخفاض قيمة العقارات، والخسائر الناتجة عن بيع الأصول التجارية وحتى خسائر التشغيل، تخفيضات على ضريبة الدخل لملاك تلك للشركات. وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى أن خسارة ترامب البالغة 916 مليون دولار في عام 1995، تجعله "يدفع 0 دولار كضرائب دخل شخصية على مدى السنوات ال 18 القادمة". 4- لا يتبرع بأي أموال للجمعيات الخيرية كشف تحقيق لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن ترامب استخدم منذ فترة طويلة منظمته الخيرية لتحسين صورته، وكسب نقاط سياسية، دون الانخراط في أي عمل خيري. ترامب ساعد والديه على التهرب من الضرائب وحتى الآن ليس واضحًا على الإطلاق هل قدم ترامب أية تبرعات للمنظمات الخيرية الأخرى على مدار العقود القليلة الماضية، حيث كثيرا ما تفاخر ترامب بحجم أعماله الخيرية.