لا شك أن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه قارة أمريكا اللاتينية ساعدت على أن تظل هذه القارة في حاجة إلى استثمارات الصينوروسيا بشكل رئيسي لم تكن الأوضاع المشتعلة في فنزويلا إلا نتيجة طبيعية وبدَهية لتدهور علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقارة أمريكا الجنوبية، وهو ما سمح للصين وروسيا بالحصول على أهداف لم تكن يومًا قريبة منهما إلا بعد انسحاب واشنطن السياسي من المنطقة. وبدا من الواضح أن السياسة التي اتبعها الرئيس الأمريكي في التعامل مع أمريكا الجنوبية لم تكن هي السياق الأمثل من وجهة نظر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إذ رأى قادتهم ضرورة الاعتماد بشكل رئيسي على تلك العلاقات لإبقاء الصلات الإستراتيجية موجودة بين واشنطنوأمريكا اللاتينية. وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن مسؤولي الدفاع سعوا إلى خيارات غير متعلقة بالقوة لردع الصينوروسيا في فنزويلا، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" هذا الأسبوع، حيث قاموا بمزيد من المهام الإنسانية وبرامج التدريب في أمريكا اللاتينية بمشاركة القيادة الجنوبية للولايات المتحدة، وهي ذراع البنتاجون التي تشرف على وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن مسؤولي الدفاع سعوا إلى خيارات غير متعلقة بالقوة لردع الصينوروسيا في فنزويلا، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" هذا الأسبوع، حيث قاموا بمزيد من المهام الإنسانية وبرامج التدريب في أمريكا اللاتينية بمشاركة القيادة الجنوبية للولايات المتحدة، وهي ذراع البنتاجون التي تشرف على سدس أراضي العالم. الاستثمارات تدفع روسياوالصين لمراقبة فنزويلا وقال الخبراء إن هذه الجهود وغيرها تعارض الضغوط والخطابات الصادرة عن البيت الأبيض، والتي فرضت مطالب كبيرة على دول أمريكا اللاتينية للحد من الهجرة وتهريب المخدرات دون تقديم الكثير في المقابل، وهو الأمر الذي كان بمنزلة التخلي عن النفوذ والدعم الأمريكي في تلك المنطقة، لتبدأ روسياوالصين في ملء هذه الفراغات الإستراتيجية. وقال بنيامين جيدان، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي التابع لإدارة أوباما والمستشار الأول لبرنامج أمريكا اللاتينية في مركز ويلسون، وهو مركز أبحاث بالعاصمة واشنطن: "لقد ساهمت سياسة إدارة ترامب في زيادة وجود الصين في المنطقة"، مشيرًا إلى أن ذلك سيأتي بنتائج "عكسية تمامًا" لما ترغب فيه الولاياتالمتحدة. لسنوات، سعت الصينوروسيا إلى الحصول على مزيد من النفوذ في نصف الكرة الغربي، ولكن تم تشجيعهما بشكل متزايد على تعزيز أوضاعهما الاقتصادية والأمنية في أمريكا الجنوبية والوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، بعد انسحاب ترامب. هل خدع ترامب فنزويلا بسياسة «أمريكا أولا»؟ وقالت الصحيفة إن الصين تعهدت باستثمار 250 مليار دولار في تلك المناطق، والوصول إلى نصف تريليون دولار على مستوى التجارة، في حين أن روسيا بدأت تظهر قوتها العسكرية في عدد من المناطق بقارة أمريكا اللاتينية، وعلى رأسها فنزويلا. وقد استثمر كلاهما مليارات الدولارات في فنزويلا، رغم أن بعض الخبراء شككوا في نيات روسيا الحقيقية من وراء تركيزها على المنطقة. هل يستطيع مادورو استخدام النفط للضغط على أمريكا؟ وفي الوقت نفسه، فإن نهج إدارة ترامب تجاه أمريكا اللاتينية هو الذي ساعد في تأجيج مشاعر تلك المناطق بشكل رئيسي، لا سيما بعد أن أعلن ترامب خفض المساعدات لهندوراس والسلفادور وجواتيمالا، إذ تهدف تلك المعونات إلى محاربة الفساد وتحفيز الاقتصاد والحد من العنف، وهي القضايا التي دفعت في الأساس للهجرة إلى الولاياتالمتحدة. ولم تكن الدول الثلاث وحيدة في خطط ترامب، فقام الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات على كوبا ونيكاراجوا لدعمهما حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو المضطربة، كما استدعى ثلاثة من الدبلوماسيين بعد أن لم تعد دول أمريكا الوسطى تعترف بتايوان. فنزويلا: دعم روسيا لنا متوافق مع القانون الدولي وبخلاف ذلك، فرضت إدارة ترامب أيضًا تعريفة جمركية على الصلب من البرازيل، وهو الأمر الذي دفع تلك البلدان إلى أن تكون أرضا ممهدة للنفوذ الروسي والصيني بشكل رئيسي خلال الوقت الحالي، لا سيما في ظل احتياج بلدان القارة اللاتينية إلى العديد من الاستثمارات والعلاقات الاقتصادية الفعالة.