من المتوقع أن تعاني الولاياتالمتحدة من العقوبات التي فرضتها على قطاع النفط في فنزويلا خلال الأسبوع الماضي، والتي تهدف للضغط على نيكولاس مادورو صعدت الولاياتالمتحدةالأمريكية من وتيرة التعامل مع الصراع السياسي داخل فنزويلا، وذلك في أعقاب توقيع عقوبات قاسية على القطاع النفطي في البلاد، والذي له التأثير الأكبر على أوضاعها الاقتصادية، ويمنح النظام الحاكم صلابة واضحة في تحمل الصعوبات. العقوبات الأمريكية التي استهدفت قطاع النفط في فنزويلا، الذي يعد الساعد الرئيسي في استقرار الاقتصاد والسياسة في بلاده، قد يكون لها بعض التبعات على صناعة النفط والتكرير في الولاياتالمتحدة نفسها، وهو الأمر الذي بات واضحًا خلال الساعات القليلة الماضية. ولسنوات عديدة كان لدى الحكومة الفنزويلية المحاصرة شريان حياة اقتصادي مدهش، هي شركة تدعى "سيتجو" التي تمتلك ثلاثة مصاف للنفط وتشرف على شبكة وطنية من خطوط الأنابيب ومحطات النفط والغاز في الولاياتالمتحدة، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية. جوايدو أم مادورو؟ العالم والجيش يحسمان صراع فنزويلا وكانت "سيتجو" ولسنوات عديدة كان لدى الحكومة الفنزويلية المحاصرة شريان حياة اقتصادي مدهش، هي شركة تدعى "سيتجو" التي تمتلك ثلاثة مصاف للنفط وتشرف على شبكة وطنية من خطوط الأنابيب ومحطات النفط والغاز في الولاياتالمتحدة، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية. جوايدو أم مادورو؟ العالم والجيش يحسمان صراع فنزويلا وكانت "سيتجو" منذ فترة طويلة شركة تابعة لشركة "PDVSA"، وهي الكيان النفطي للحكومة الفنزويلية، حيث تستورد النفط الخام الثقيل من فنزويلا، ثم تنقحه وتوزعه في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. وعلى الرغم من النزاع السياسي القائم منذ فترة طويلة بين واشنطن وكراكاس، فإن هذه العلاقة الاقتصادية لم تُمس إلى حد كبير، إلا أنه في خضم الفوضى السياسية في فنزويلا، تغير ذلك كليًا بعد إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين الماضي أنها ستحجب جميع عائدات الولاياتالمتحدة إلى الشركة النفطية الوطنية في فنزويلا، في محاولة لإجبار الرئيس نيكولاس مادورو على ترك منصبه. العقوبات التي جاءت بتوصية من مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، لم تضع في حسبانها العديد من التفاصيل الضخمة مثل اعتماد بعض المصافي في ساحل الخليج بالولاياتالمتحدة على النفط الخام الثقيل، الذي ينتجه عدد قليل من البلدان، قياسًا بالخام الخفيف الأشهر عالميًا. القصة بدأت عندما اشترت شركة PDVSA ما يقرب من 50% من "سيتجو" عام 1986، ثم اشترت بعد ذلك ال50% الأخرى في عام 1990. الاستثمارات تدفع روسيا والصين لمراقبة فنزويلا ومنحت الصفقة شركة النفط الحكومية الفنزويلية الانتقال إلى السوق الأمريكية، كما أعطت الفرصة لمصافي شركة "سيتجو" للوصول إلى أكبر مصدر للنفط في قارة أمريكا الجنوبية. الاعتماد التاريخي -حسب وصف واشنطن بوست- للمصافي الأمريكي على النفط الخام الثقيل المستورد من فنزويلا لعمليات التكرير، جعل ما يزيد على 20 مصفاة نفط في الولاياتالمتحدة تعاني بسبب عدم توافر هذا النوع من النفط بسبب العقوبات. وباستثناء بعض المصافي التي تمتلكها المملكة العربية السعودية في الولاياتالمتحدة، فإن المعاناة وصلت إلى العديد من الكيانات المعنية بتكرير النفط الثقيل. وأرجعت الصحيفة الأمريكية السبب في تجنب عدد من المصافي في الولاياتالمتحدة الصعوبات الناتجة عن العقوبات الاقتصادية على النفط الفنزويلي، إلى أن المصافي التي تمتلكها المملكة ستكون قادرة على الوصول إلى الخام الثقيل، في الوقت الذي ستكون غيرها من المصافي الأمريكي محرومة منه. هل يستطيع مادورو استخدام النفط للضغط على أمريكا؟ وتعد السعودية أكثر دول العالم المنتجة تنوعًا في النفط، حيث تمتلك قدرات كبيرة على تعويض غياب الخام الفنزويلي الثقيل بفعل العقوبات الاقتصادية. وخلال الوقت الحالي لا تستشعر الولاياتالمتحدة بصعوبات كبيرة في ذلك الأمر، لا سيما أن هناك احتياطات ضخمة داخل الولاياتالمتحدة، إلا أن ذلك قد يتلاشى خلال الأيام القليلة المقبلة إذا ما فقدت موردها الرئيسي من النفط الخام الثقيل.