مع تصاعد التوترات بين الولاياتالمتحدةوفنزويلا يبدو أن الرئيس نيكولاس مادورو لديه أداة واضحة للضغط على أمريكا وهي "النفط"، لكن هل يستطيع استخدامها؟ اليومين الأخيرين شهدا العديد من التطورات على الساحة السياسية في أمريكا اللاتينية، حيث أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي خوان جوايدو الأربعاء الماضي، تنصيب نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، بدلا من الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، ومن جانبها استغلت الولاياتالمتحدة الفرصة، وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تأييد بلاده لجوايدو، الأمر الذي دفع الرئيس الفنزويلي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوفنزويلا، وأمهل الدبلوماسيين الفنزويليين 72 ساعة لمغادرة البلاد، وأشار البعض إلى أن مادورو يمتلك سلاح آخر، يمكن أن يضغط به على الولاياتالمتحدة وهو النفط. وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أنه لا تزال مصافي النفط الأمريكية الموجودة على ساحل الخليج المكسيك، تعتمد على الإمدادات القادمة من فنزويلا للحفاظ على سير عملياتها بكفاءة. ومنذ أوائل عام 2019، تم تصدير حوالي 500 ألف برميل من الخام الفنزويلي يوميا إلى الولاياتالمتحدة، وقال جون كيلدوف المدير وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أنه لا تزال مصافي النفط الأمريكية الموجودة على ساحل الخليج المكسيك، تعتمد على الإمدادات القادمة من فنزويلا للحفاظ على سير عملياتها بكفاءة. ومنذ أوائل عام 2019، تم تصدير حوالي 500 ألف برميل من الخام الفنزويلي يوميا إلى الولاياتالمتحدة، وقال جون كيلدوف المدير بشركة "أجين كابيتال" الاستثمارية، إن "النفط الفنزويلي ضروري لإنتاج الديزل في الولاياتالمتحدة". إلا أن الانهيار الاقتصادي الذي تمر به فنزويلا، جعل من المستحيل عمليا على مادورو استخدام صادرات النفط كسلاح دبلوماسي. وصرح سكوت مودل، المدير الإداري لشركة "رابيدان إنيرجي"، بأن "75% من صادرات النفط التي توفر النقود لفنزويلا تأتي من الولاياتالمتحدة". رئيسان وبلد واحد.. ماذا يحدث في فنزويلا؟ وعلى الرغم من أن فنزويلا تصدّر كميات كبيرة من النفط الخام إلى حلفاء دبلوماسيين رئيسيين مثل روسيا والصين، إلا أن معظم الأرباح تقريبا تُستخدم لخدمة الديون الموجودة مسبقا، حيث يشير مودل إلى "أنهم لا يحصلون على المال مقابل ذلك النفط، وهم في حاجة ماسة للحصول على الأموال". وأكدت شانون أونيل الخبيرة في شؤون أمريكا اللاتينية في مجلس العلاقات الخارجية، في رسالة بالبريد الإلكتروني للصحيفة الأمريكية، أن وقف الصادرات أو غيرها من محاولات ضرب الولاياتالمتحدة اقتصاديا، سيؤدي إلى "آثار سلبية، تضر بفنزويلا أكثر من الولاياتالمتحدة". وتأثرت أسواق الطاقة العالمية يوم الخميس، حيث ارتفعت أسعار النفط قليلا، ولم يكن هناك تأثير مباشر يذكر على مخزونات مصافي الولاياتالمتحدة، وهو أمر مغاير عما حدث في الأزمات السابقة في فنزويلا، التي هزت شركات التكرير الأمريكية. ومن بين الأمور التي قد تكون معقدة، مصير شركة "سيتجو"، وهي شركة تكرير مقرها الولاياتالمتحدة تمتلكها شركة البترول الفنزويلية المملوكة للدولة في فنزويلا منذ 1990، وتعمل "سيتجو" منذ فترة طويلة ككيان مستقل عن الشركة الفنزويلية. فنزويلا: خطة من جوايدو لحث مادورو على الرحيل وكانت ملكية "سيتجو" منذ فترة طويلة مصدر توتر بين الولاياتالمتحدةوفنزويلا، ففي أغسطس 2017، وقعت إدارة ترامب أمراً تنفيذياً منع إعادة توزيع الأرباح، وفرض عقوبات على مسؤولين فنزويليين. واستخدمت الحكومة الفنزويلية نحو نصف أسهم الشركة الفنزويلية للنفط، كضمانة للحصول على قرض بقيمة 1.5 مليار دولار، من شركة "روسنفت" الروسية العملاقة للطاقة في عام 2016، كما اقترح الدائنون الأجانب الحصول على حصص في "سيتجو" مقابل ديونهم. ونقلت "واشنطن بوست" عن سكوت مودل قوله إن هناك نقاشا في الولاياتالمتحدة حول ما إذا كانت الحكومة الأمريكية تستطيع الاستيلاء على الشركة نفسها. وهو ما عارضه البعض، مشيرين إلى أن "سيتجو" يجب أن تكون أحد الأصول المتاحة لفنزويلا في الفترة ما بعد مادورو، والتي يمكن أن تساعد في توفير "الانتعاش الاقتصادي للبلد المريض". عواقب خطيرة تنتظر أمريكا بعد اعترافها ب«جوايدو» وأضاف مودل الذي يفضّل استيلاء أمريكا على شركة "سيتجو" أنه "من ناحية أخرى، يرى البعض أن الشركة لا تزال مصدرا للدخل لنظام مادورو". ويمكن للولايات المتحدة، بعد اعترافها بجوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، الاستيلاء على الأصول التي يملكها نظام مادورو، ومنحها إلى البرلمان الذي يهيمن عليه المعارضة. وقال مويز ريندون، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "أعتقد أن الوقت قد حان الآن لتطبيق الآثار القانونية لهذا الاعتراف، فبمجرد حدوث ذلك، لن يكون لدى مادورو مجال كبير للمناورة".