دفعت الاستثمارات الصينية والروسية الضخمة في فنزويلا القوتين إلى التركيز ومراقبة الأوضاع بشكل مكثف في فنزويلا.. للحفاظ على نفوذهما السياسي في البلاد لم تكن الأوضاع الحالية في فنزويلا جاذبة فقط للولايات المتحدة، ولكن أيضًا لمنافسيها في روسياوالصين، خاصة أن الأخيرتين تمتلكان استثمارات ضخمة في فنزويلا، ما يستلزم البقاء في حالة يقظة مستمرة لأي متغيرات قد تهدد تلك التعاملات الاقتصادية. فنزويلا والرئيس نيكولاس مادورو كانا من أهم بقاع الجذب الاستثماري بالنسبة لروسياوالصين، خاصة أن الدولتين كانتا في حالة سعي دائم لتوسيع نفوذهما في أمريكا اللاتينية، وهما مصممتان على عدم فقدان الأرض التي نجحتا في الحصول عليها في القارة. وتدرس موسكووبكين بحذر الأحداث التي وقعت في فنزويلا هذا الأسبوع، حيث أعلن زعيم المعارضة خوان جوايدو نفسه رئيسًا للبلاد وطالب باستقالة مادورو، وعلى الفور اعترفت الولاياتالمتحدة برفقة دول أخرى رسميًا بجوايدو رئيسا شرعيا. هل خدع ترامب فنزويلا بسياسة «أمريكا أولًا»؟ وقالت صحيفة "لوس أنجلوس وتدرس موسكووبكين بحذر الأحداث التي وقعت في فنزويلا هذا الأسبوع، حيث أعلن زعيم المعارضة خوان جوايدو نفسه رئيسًا للبلاد وطالب باستقالة مادورو، وعلى الفور اعترفت الولاياتالمتحدة برفقة دول أخرى رسميًا بجوايدو رئيسا شرعيا. هل خدع ترامب فنزويلا بسياسة «أمريكا أولًا»؟ وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، إن مادورو وهو منبوذ في العديد من عواصم العالم، كان ضيفًا متكررًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج. في كل مرة، وبالفعل حصل مادورو على سلسلة من القروض جديدة واستثمارات. وحسب الصحيفة الأمريكية، قدمت الصينلفنزويلا ما يقرب من 62 مليار دولار، والتي كان بوسع كاراكاس تسديدها عن طريق النفط، كما أعطت موسكو في السنوات القليلة الماضية فنزويلا 17 مليار دولار قروضا واستثمارات، وفي ديسمبر الماضي وقعت الحكومتان اتفاقًا جديدًا ستستثمر فيه روسيا 6 مليارات دولار في قطاعي النفط والذهب في فنزويلا. وقال خبراء ماليون إن الصينوروسيا هما الدائنان الرئيسيان لفنزويلا وهما القوة الاقتصادية الرئيسية التي أبقت على حكومة مادورو في الحكم حتى الآن، مؤكدين أنه بدون المساعدات المالية التي قدمتها الصينوروسيا لم يستطع مادورو تحقيق التوازن المالي، لكن الدولتين القويتين لديهما مواقف مختلفة تجاه علاقتهما المالية مع الدولة الاشتراكية المنهارة في أمريكا الجنوبية. وتميل الصين إلى أن تكون أكثر براجماتية في التعامل مع فنزويلا، فيما تتشدد روسيا بشكل كبير لتحقيق الأيديولوجية الاقتصادية والاجتماعية الخاصة بها في فنزويلا، حسب تحليل الصحيفة الأمريكية. هل يستطيع مادورو استخدام النفط للضغط على أمريكا؟ وبالنسبة للاستثمارات، ترغب بكين في الحصول على المواد الخام والنفط الرخيص وعوائد أخرى، وهو ما جعل الصينيين غاضبين من حكومة مادورو عندما اتجهت في بعض الفترات نحو خفض الإنتاجية للمساعدة في ضبط وتيرة الأسعار. وقال تيد بيكوني، وهو زميل بارز في السياسة الخارجية في معهد "بروكينجز" للدراسات الاستراتيجية: "يتابع العالم الأوضاع في فنزويلا لمعرفة ما إذا كانت الصين ستواصل إنقاذ مادورو من الانهيار الاقتصادي من عدمه، إلا أن الإجابة لم تكن في صالح مادورو". وفي هذا السياق البراجماتي، التقى المسؤولون الصينيون بالمعارضة الفنزويلية، حسب جيف رامزي، مساعد مدير قسم فنزويلا في مكتب واشنطنلأمريكا اللاتينية، وهي مجموعة بحثية في العاصمة الأمريكية. وذكر رامزي أنه في عام 2017، سافر وفد من المعارضة إلى الصين لتقديم ما وصفه ب"ضمانات معينة للحكومة الصينية بأن بعض الصفقات المبرمة مع حكومة مادورو ستحترم". فنزويلا: خطة من جوايدو لحث مادورو على الرحيل ولم يتم التعرف عما إذا كانت المعارضة في فنزويلا قد أجرت اجتماعات مماثلة مع الروس لطمأنتهم بشأن العديد من الملفات. روسيا على عكس الصين، مهتمة أكثر بتمديد وجودها العسكري وإيجاد موطئ قدم لها في الأمريكتين، وذلك لضمان الوجود بالقرب من الولاياتالمتحدة، بما يمثل تهديدًا سياسيًا لها.