ارتبط الحريديم بقوة مؤخرا بالتوسع الاستيطاني، أكبر مستوطنتين إسرائيليتين في الوقت الحالي تعدان تابعتين للحريديم، وهما مستوطنتا "مودين عيليت" و"بيتار عيليت" أورد تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية أسباب ازدياد تأثير طائفة اليهود الأصوليين (الحريديم) في السياسة الإسرائيلية، رغم أنهم لم يكونوا بنفس التأثير الكبير في العقود الماضية. وقال التحليل إن مجموعة الحريديم تعد من أسرع المجموعات صعوداً في النفوذ السياسي لها، رغم أن المنتمين إليها هم من بين أفقر السكان في إسرائيل، حيث تصل نسبة الفقراء بين المنتمين للحريديم إلى 45% من إجمالي نسبتهم. ورغم نسبة الفقر العالية التي من المفترض أن تجعلهم يميلون إلى التصويت للأحزاب اليسارية التي تهتم ببرامج الحماية الاجتماعية.. فإن التحليل يقول إن الحريديم في إسرائيل يصوتون لليمين بأغلبية ساحقة، والأحزاب التي ينتخبونها دائما ما تتحالف مع حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الليكود). وأضاف التحليل أن الوضع لم يكن دائما على نفس الشاكلة تاريخيا، فخلال السنوات الثلاثين الأولى من عمر دولة الاحتلال عندما كان اليسار فإن التحليل يقول إن الحريديم في إسرائيل يصوتون لليمين بأغلبية ساحقة، والأحزاب التي ينتخبونها دائما ما تتحالف مع حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الليكود). وأضاف التحليل أن الوضع لم يكن دائما على نفس الشاكلة تاريخيا، فخلال السنوات الثلاثين الأولى من عمر دولة الاحتلال عندما كان اليسار في السلطة، كان الحريديم جزءاً من التحالفات الانتخابية لليسار الإسرائيلي، حيث تعهد أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال ديفيد بين جوريون بالحفاظ على الوضع القائم بالنسبة للعلاقات الدينية العلمانية، وأعفى الحريديم من الخدمة العسكرية الإلزامية وذلك للسماح لهم بالتفرغ لدراسة التوراة. نائب إسرائيلي: سنفرض سيطرتنا على الضفة الغربية ويواصل التحليل بأن اليسار في ذلك الوقت كان دائما ما يربح في الانتخابات، ولم يكن أمام أحزاب الحريديم سوى التحالف معه، لكن الأمر تغير تدريجيا منذ عام 1977، عندما وصل حزب الليكود اليميني للسلطة بقيادة مناحم بيجين، حيث أعطى بيجين الحريديم فوق ما كان أعطاه لهم بين جوريون، ومنذ ذلك الحين أصبح الحريديم حلفاء مخلصين ل"الليكود"، يختارون ترجيح كفة اليمين عندما تكون النتائج متأرجحة وغير محسومة. ويذكر التحليل أن أحد دوافعهم في تأييد اليمين هو تصورهم بأن اليسار يريد علمنتهم، بغرس القيم الكونية التقدمية، بالإضافة كذلك إلى نقد شائع لدى المنتمين لأحزاب الوسط السياسي من أن مؤسسات الحريديم الدينية يتم الإنفاق عليها من أموال دافعي الضرائب، بينما يتم إعفاؤهم من المساهمة الاجتماعية من خلال القوى العاملة أو الخدمة العسكرية. ويواصل التحليل في ذكر أسباب التأييد المستمر من الحريديم لليمين الإسرائيلي، مضيفاً بأن الحريديم مثل المسيحيين المتدينين وغيرهم من اليهود في إسرائيل يستشهدون بالكتاب المقدس للتأكيد على قدسية أرض إسرائيل. وارتبط الحريديم بقوة مؤخرا بالتوسع الاستيطاني، وحسب التحليل فإن أكبر مستوطنتين إسرائيليتين في الوقت الحالي تعدان تابعتين للحريديم، وهما مستوطنتا "مودين عيليت" بين القدس وتل أبيب، و"بيتار عيليت"، جنوبي القدس. غير عادلة.. مسؤولون أوروبيون يصفون «صفقة القرن» ويمثل الحريديم نسبة 30% من جميع سكان المستوطنات في الضفة الغربية، وحسب التحليل، رغم أن اختيارهم للإقامة بالمستوطنات ليس مدفوعا بالضرورة بالتزام أيديولوجي ما، فإن هناك تلازما طبيعيا بين المصالح الشخصية، وتأييد الحق في الاستيطان. وإلى جانب ذلك فإن الخطوط الفاصلة بين المتدينين الإسرائيليين ذوي الانتماء القومي، والمنتمين للحريديم أصبحت غير واضحة مؤخراً، ذلك أن كثيراً من الإسرائيليين المتدينين خلال العقدين الماضيين تبنّى عادات دينية أكثر تشدداً، وبدأ في وصف نفسه بوصفه من الحريديم، ويمثل هؤلاء كما يقول التحليل، العناصر الأكثر يمينية داخل السياسة الإسرائيلية. وينقسم التأييد السياسي للحريديم بين حزبي "شاس" الذي يشكل غالبية مؤيديه من اليهود السفارديم ذوي الأصول الشرق أوسطية، وحزب "التوراة اليهودية الموحدة"، ويتشكل غالبيته من اليهود الأشكِناز ذوي الأصول الأوروبية. يضيف التحليل أنه من غير المنتظر هبوط النفوذ السياسي للحريديم، وذلك أن معدل ولادة النساء الحريديم 6.9 طفل لكل امرأة، ومن المتوقع كذلك ارتفاع نسبتهم إلى إجمالي السكان من 11% في عام 2015 إلى 27% عام 2059 فالعكس هو المتوقع، أن دورهم السياسي سيزداد في السياسة الإسرائيلية خلال السنوات المقبلة.