تكثف ألمانيا عملياتها من أجل الحد من تهديدات اليمين المتطرف في البلاد خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد أن ظهرت مجموعة من المؤشرات خلال العام الماضي لا شك أن صعود اليمين المتطرف بات كابوسا يهدد أمن العديد من البلدان في أوروبا، خاصة في أعقاب الهجمات الإرهابية في نيوزيلندا، التي راح ضحيتها مجموعة كبيرة من المصلين في مسجد كرايستشيرش. وأدت هذه المخاوف إلى دق العديد من الأجهزة الأمنية ناقوس الخطر بشأن إمكانية أن يتسبب وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في الدول الأوروبية الكبرى، إلى شيوع بعض الأزمات الأمنية داخل تلك البلدان، وهو الأمر الذي يمثل تحديات جديدة للأجهزة الأمنية الأوروبية في الفترة المقبلة. ألمانيا كانت واحدة من البلدان التي التقطت صافرات التحذير التي دوت في أوروبا خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو الأمر الذي استدعى إصدار وكالة الاستخبارات المحلية "بي إف في" تحذيرا من تشكيل شبكة واسعة بين مختلف الجماعات اليمينية المتطرفة. بحثًا عن السيطرة.. ميركل تستقر على مرشحيها لمناصب الاتحاد الأوروبي في ألمانيا كانت واحدة من البلدان التي التقطت صافرات التحذير التي دوت في أوروبا خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو الأمر الذي استدعى إصدار وكالة الاستخبارات المحلية "بي إف في" تحذيرا من تشكيل شبكة واسعة بين مختلف الجماعات اليمينية المتطرفة. بحثًا عن السيطرة.. ميركل تستقر على مرشحيها لمناصب الاتحاد الأوروبي في تصريح لصحيفة "فيلت آم سونتاج" الألمانية، قال رئيس جهاز الأمن في وكالة الاستخبارات المحلية، توماس هالدينوانج، إن التطورات في السنوات الأخيرة تظهر أنه ينبغي إيلاء المزيد من الاهتمام للتشكيلات اليمينية في البلاد. وقال هالدينوانج: "نلاحظ أن مختلف الجماعات اليمينية المتطرفة تبني شبكة كثيفة من العلاقات ودوائر الاتصال"، مؤكدًا الخطر الناجم عن هذا التناغم بين مؤسسات وكيانات اليمين المتطرف السياسية. وتعمل أجهزة الاستخبارات منذ سنوات على زيادة مراقبة الجماعات اليمينية المتطرفة التي يُنظر إليها على أنها تهديد متزايد لأمن البلاد، لا سيما أنها قادرة على تنفيذ هجمات إرهابية مماثلة لتلك التي خلفت 50 قتيلًا في مسجدي نيوزيلندا خلال الشهر الماضي. ووضح أن اهتمام ألمانيا بصعود اليمين بدأ مبكرًا، وتحديدًا منذ العام الماضي، عندما قال هالدينوانج إن وكالات الاستخبارات في ألمانيا ستُكرس 50% من موظفيها في عام 2019 لمحاربة الجماعات اليمينية. مطاردة الأجانب ورشق بالحجارة.. مظاهرات معادية للاجئين في ألمانيا وبالفعل تم تفكيك عدد من الجماعات النازية الجديدة على مدى الأعوام الماضية في ألمانيا، إلا أن ذلك لم ينجح في محو شعور السلطات الألمانية بقلق متزايد إزاء تنامي الإرهاب اليميني في البلاد. ومنذ عام 2016، نفذت ألمانيا عددًا متزايدًا من المداهمات التي تستهدف الجماعات اليمينية على مستوى البلاد، بما في ذلك المنازل والشقق والممتلكات الأخرى التي يعتقد أنها مملوكة لأفراد من هذه الجماعات، مستهدفةً ما يسمى بحركة "الرايخ"، المعروفة في ألمانيا باسم "ريتشيزبرجر". وتضمنت العملية الأخيرة ضد هذه الجماعات اعتقال سبعة أعضاء من جماعة "ثورة شيمنيتز" التي يُزعم أنها كانت تُخطط لهجوم له صلة بالاحتفالات باليوم الوطني في 3 أكتوبر من العام الماضي. وخلال أغسطس من عام 2018، هزت التجمعات الحاشدة لليمين في مدينة شيمنيتز شرق ألمانيا، حيث وضعت تلك التجمعات أهدافًا تتمثل في قطع رؤوس المهاجرين، كما أقاموا تحية هتلر غير القانونية. اليمين المتطرف في ألمانيا يتظاهر ضد ميركل واللاجئين وفي أعقاب أعمال العنف التي شهدتها مدينة شيمنيتز، اعتقلت الشرطة الألمانية ستة رجال يشتبه في أنهم شكلوا منظمة متشددة يمينية متطرفة اعتدت على الأجانب في المدينة وخططت أيضًا لهجمات على السياسيين. ألمانيا: سوق العمل يحتاج 260 ألف مهاجر سنويا وبشكل رئيسي، ألقت الاعتقالات مرة أخرى الضوء على عدم الارتياح لمشكلة الإرهاب اليميني المتطرف في شيمنيتز، وهي معقل لحزب البديل اليميني المتطرف لألمانيا "AFD”، وهو الأمر الذي يجعل برلين حريصة على عدم إهمال هذه التحديات الأمنية الكبيرة.