في عام 1953 ولدت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي وولد معها أيضًا الكثير من الجدل حققت نجاحات ساحقة، واعتبرت أيقونة للمرأة العربية، اتهمت بالتطبيع والكتابة الركيكة (قلبي ليس مسماراً على جدار، تعلق فوقه لافتات الحب وتنتزعها حين يحلو لك، يا صديقي الذاكرة بالذاكرة، والنسيان بالنسيان والبادئ أظلم)، هكذا قالت الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، وفي الأغلب يعتبر هذا نهجها في الحياة، «البادئ أظلم»، حيث عرفت الكاتبة بآرائها القوية، وقلمها الحاد في المهاجمة واللاذع في النقد، تحتفل مستغانمي اليوم بعيد ميلادها ال66، وبأعوام مليئة بالإنجازات، حيث حققت معظم رواياتها نجاحات كبيرة، تخطت حدود موطنها الجزائر وطافت بلداننا العربي، وكذلك مليئة بالسجالات واتهامات بالسرقة والتطبيع، نستعرضها في هذا التقرير. رواية الكاتبة التي حملت عنوان «ذاكرة الجسد» دوت في الأوساط الثقافية فور نشرها، وأثير حولها كثير من المدح وكذلك الذم، فقال عنها الشاعر الراحل الكبير نزار قباني: «روايتها دوختني، وأنا نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات، وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق، فهو مجنون رواية الكاتبة التي حملت عنوان «ذاكرة الجسد» دوت في الأوساط الثقافية فور نشرها، وأثير حولها كثير من المدح وكذلك الذم، فقال عنها الشاعر الراحل الكبير نزار قباني: «روايتها دوختني، وأنا نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات، وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق، فهو مجنون ومتوتر وخارج على القانون مثلي، هل كانت أحلام تكتبني دون أن تدري». ولكن، رأي قباني هذا، كان حجة لمنتقديها، فرأوا أن كلماته عن الكاتبة منحتها شهرة لا تستحقها، وأنه كان مبالغًا في رأيه.
مسكينة وسطحية فكما اعتادت أحلام على المهاجمة الشرسة أيضًا لم تفلت هي الأخرى مما تصنع يداها، حيث قال عنها الكاتب محمود الغيطاني: "نزار ارتكب جُرما فاحشا في حق الأدب العربي بكلامه المعسول والمُعجب بهذه الرواية، لأنه بما قاله قد جعلها روائية مهمة، وأنها مسكينة تحاول أن تكون كاتبة لكنها سطحية جدا، ولا تنجح إلا في تسويق أعمالها". وتحدث عنها في مقاله «تكريس للتفاهة: أديبة المراهقين تُدشن جائزة للخواطر»، حيث وصفها في المقال بكاتبة المراهقين، ذات الموهبة الروائية الأقل من المتوسطة. اتهامها بالسرقة فيرى النقاش في كتابه: أن خلفية الروايتين هي تناول أحوال الجزائر من بعد الاستقلال، وأن بطلة رواية الوليمة الرئيسية هي «آسيا لخضر» ابنة شهيد من شهداء الثورة الجزائرية، وبطلة رواية ذاكرة الجسد، أيضاً ابنة شهيد جزائري، وعلى هذا فإن البطلتين متطابقتان متشابهتان، وأن علاقة الحب في رواية الوليمة هي بين البطل الثوري السابق والبطلة، وقصة الحب في رواية ذاكرة الجسد هي بين البطل الثوري السابق والبطلة أيضًا. وفي رواية الوليمة فشلت قصة الحب بسبب أحد التجار المنتفعين من استقلال الجزائر، وللسبب نفسه، فشلت قصة الحب في ذاكرة الجسد، وحتى في اسم بطل الروايتين فكلاهما سُمي "خالد". وإضافة إلى باقي التفاصيل التي ذكرها النقاش في كتابه، يستنتج بها أن الروايتين متطابقتان في الأصل والفكرة، لكن مختلفتان في ظاهرهما. التطبيع مع إسرائيل إثارة الجدل التي عرفت بها أحلام، وصلت إلى اتهامها بالتطبيع الثقافي مع إسرائيل، حيث تعاقدت الروائية في عام 2016 مع مترجمة إسرائيلية تدعى ميخال سيلع عن دار نشر إسرائيلية لترجمة روايتها "ذاكرة الجسد" إلى اللغة العبرية، وأثار هذا هجمات شرسة ضدها في المجتمع العربي والجزائري، وأصبحت قضية رأي عام وقتها، وفي أثناء ذروة تلك الأحداث ذكرت تقارير في صحف جزائرية أن هذه هي المرة الثانية التي تعاملت فيها أحلام مع إسرائيل، حيث تُرجمت مختارات من قصائدها عام 2007 في كتاب صدر بعنوان "أصوات من البحر الآخر" للمترجم إسحق شيفويم الذي صدر عن دار "كاشف لا شيرا" في تل أبيب. ردت الكاتبة على هذه الاتهامات بأنها تلقت العرض من فلسطينية تدعى ميسلون دلاشة، وسبق ترجمتها لعدد من الكتاب العرب، وترجمت كتبا عن سيرة النبي، وأن العاملين بها فلسطينيون ويهود لا علاقة لهم بالتطبيع.