أحلام مستغانمي.. روائية جزائرية أضافت لتراث بلادها «بروفايل»

اختلفت أوساط النقاد والمثقفين حول القيمة الأدبية للأعمال التي قدمتها الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، إلا أنه لا يمكن نفي الدور الذي لعبته في إنعاش القراءة في العالم العربي في السنوات الأخيرة، خصوصا بين أوساط الشباب العربي الذي هجر القراءة.
القصص الرومانسية
ركزت «أحلام» اهتمامها على تناول القصص الرومانسية وواقع المرأة العربية بشكل عام والجزائرية على نحو خاص، حيث ساهمت في التعريف بمجتمعها الجزائرى للعالم العربي، وخير دليل على ذلك شهادة الرئيس الجزائرى أحمد بن بلة، «رفعت بإنتاجها الأدب الجزائري إلى قامة تليق بتاريخ نضالنا».
تحتفل أحلام اليوم بعيد ميلادها الرابع والستين، وفيما يلى نستعرض أبرز المحطات في حياتها:
طفولة ثورية وهيام باللغة العربية
ولدت أحلام مستغانمي في الثالث عشر من أبريل من عام 1953، حيث كان والدها محمد الشريف أحد الثوريين، وشارك في الثورة الجزائرية، واعتقل بالسجون الفرنسية بسبب مشاركته في مظاهرات 8 مايو 1945.
أطلق سراحه سنة 1947، لكنه ظل ملاحقا من قبل الشرطة الفرنسية بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطنى، وقد حرص والداها على تعليمها اللغة العربية، فأدخلها أول مدرسة عربية للفتيات في الجزائر، وتابعت تعليمها باللغة العربية التي سحرتها، حتى تخرجت في كلية الآداب، ثم انتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي، حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينيات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون.
«ذاكرة الجسد» تدوخ شاعر المرأة
دخلت أحلام عالم الأدب من باب الشعر حيث أصدرت ديوانى «على مرفأ الأيام»، و«الكتابة في لحظة عري»، ثم انتقلت إلى عالم الرواية بإصدارها رواية «ذاكرة الجسد» عام 1993، والتي حققت شهرتها الحالية حيث دخلت ضمن أفضل مائة رواية عربية، كما حازت من خلالها على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998.
كما هام بها شاعر المرأة هياما منقطع النظير حيث قال عنها: "ذاكرة الجسد "أحلام روايتها دوختني، وأنا نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات، وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق فهو مجنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش وإنساني وشهواني وخارج على القانون مثلي، ولو أن أحدا طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر.. لما ترددت لحظة واحدة".
اختلاف النقاد حول أدبها
كما كان لأحلام معجبوها خصوصا من المشاهير والأعلام من بينهم نزار قبانى، يوسف شاهين، مصطفى العقاد، وغيرهم الكثيرين، فقد كان لبعض النقاد والمعنيين باللغة رأى مختلف من بينهم المترجم والكاتب مولود بن زادي الذي أوضح من خلال دراسة نقدية لغوية كم الأخطاء اللغوية والألفاظ العامية التي تزخر بها أعمالها خصوصا روايتها الأخيرة «الأسود يليق بك».
أبرز أعمالها والجوائز التي حازتها
توالت أعمال مستغانمى الناجحة بإصدارها الجزء الثانى والثالث من ذاكرة الجسد تحت عنوان «فوضى الحواس» 1997، ثم «عابر سرير» 2003، تلتها «نسيان» و«قلوبهم معنا وقنابلهم علينا» 2009، «الأسود يليق بك» 2012، وآخر أعماله هو ديوان مشترك مع الملحن اللبنانى مروان خورى حمل عنوان «عليك اللهفة»، وقد أكدت أحلام في أحد حواراتها الصحفية أن نجاح أعمالهم راجع لأنها تمثل صوت العربي المشتت، وتحكى عن خوف الإنسان.
10 أعمال
وعلى الرغم من أن أعمالها لا تتجاوز العشر عمل منوع بين الرواية والشعر وكتاب مقالات، إلا أنها حققت العديد من النجاحات من بينها ترجمة أعمالها إلى لغات أجنبية، وطباعة أعمالها على طريقة برايل بمبادرة من اليونسكو ليتعرف على أدبها المكفوفين.
مسلسل تلفزيوني
كما تحولت «ذاكرة الجسد» إلى مسلسل تلفزيوني نجاحا كبيرا، وبانتظار عمل سينمائى مأخوذ عن «الأسود يليق بك» وحصدت جوائز محلية وعالمية، وقد اختارتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» لتصبح فنانة اليونسكو من أجل السلام وحاملة رسالة المنظمة من أجل السلام لمدة عامين، باعتبارها إحدى الكاتبات العربيات الأكثر تأثيرًا، ومؤلفاتها من بين الأعمال الأكثر رواجًا في العالم.
آراؤها السياسية
عرفت أحلام بآرائها الصريحة والواضحة، وبنضالها بالقلم، فقد قدمت خلاصة أفكارها وآرائها السياسية في كتاب حمل عنوان «قلوبهم معنا وقنابلهم علينا»، وهو مجموعة من المقالات التي تنتقد فيها الأوضاع العربية وعلاقة الشرق بالغرب.
كما أثارت الجدل باتهامها المغرب بسرقة تراث الجزائر وذلك عبر تغريدة على موقع «تويتر» جاء فيها: «إذا لم تستحِ فانسب لنفسك ما شئت، إخوتنا في المغرب يقومون بعملية سطو معلن على التراث الجزائري من موسيقى وأزياء ومأكولات.. شاهدوا العجب».