لا أحد ينسى دور حسن يوسف فى مسلسل «إمام الدعاة»، الذي يعد بمثابة فرصة العمر له، بأن يجسد دور الشيخ متولى الشعراوي، ليعود للشاشة بعد انقطاع بدور أثبت أنه ممثل متنوع «فى كل زمان يبان واحد يقوم واحد يقوم يدعى الهدى لناسه.. وكان من دول كريم القول وشايل هم ناس تاهو وقاسوا.. أمين وأمين على الأمة ونور فى الغيمة والغمة.. كتاب الله دخل قلبه شرح معانيه بإحساسه.. ناس طيبين لا حيلتها مال ولا جاه طلع ابنهم غنى بالإيمان والدين.. رب العباد حبب خلقه فى لقاه وياما تاب على إيده ناس ضالين.. دخل القلوب لله كده ف لله وكأنه ابويا وصلى بينا سنين»، تلك الكلمات التي كتبها أيمن بهجت قمر ولحنها محمود طلعت وغناها محمد فؤاد، كفيلة لتخبرك أنك الآن تشاهد مسلسل «إمام الدعاة» الذي تناول السيرة الذاتية للشيخ محمد متولى الشعراوي. بعد 5 سنوات من رحيل الشيخ محمد متولي الشعراوي في 17 يونيو 1998، امتلأت الصحف والمجلات بأخبار عن تحضير عمل درامي جديد؛ يتناول السيرة الذاتية للإمام الراحل منذ مولده فى قرية دقادوس ورحلته مع القرآن وتفسيره وحتى وفاته، سيعرض في رمضان 2003، لإحياء ذكراه، وربما هذه فرصة جيدة لنكشف كواليس العمل الذى كتبه بعد 5 سنوات من رحيل الشيخ محمد متولي الشعراوي في 17 يونيو 1998، امتلأت الصحف والمجلات بأخبار عن تحضير عمل درامي جديد؛ يتناول السيرة الذاتية للإمام الراحل منذ مولده فى قرية دقادوس ورحلته مع القرآن وتفسيره وحتى وفاته، سيعرض في رمضان 2003، لإحياء ذكراه، وربما هذه فرصة جيدة لنكشف كواليس العمل الذى كتبه بهاء الدين إبراهيم وأخرجه مصطفى الشال، مع قيام قناة النهار دراما بإعادة عرض مسلسل «إمام الدعاة» على شاشتها. كان إعلان تقديم مسلسل خلال الموسم الرمضاني عن الشيخ الشعراوي، من الأخبار التي التف حولها الجميع ما بين مؤيد يتشوق لمعرفة حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي، أشهر مفسرى القرآن الكريم، وما بين مترصد لذلك المسلسل. أول المترصدين هم عائلته الذين هددوا القائمين على العمل بإقامة دعوى قضائية لوقف تصويره، خوفا منهم بأن يتدخل فى الحياة الخاصة للشعراوي، وما زاد الأمر سوءا هو أن كاتب المسلسل بهاء الدين إبراهيم، لم يراجع أبناء «الشعراوي» فيما كتبه، وهذا ما جعلهم خائفين بأن يكون العمل به معلومات مغلوطة، والاعتراض الثاني هو رغبتهم فى تأجيل هذا المسلسل نحو نصف قرن، لأن سيرة الشيخ معروفة للجميع، والمشاهدون ليسوا بحاجة إليها. ولكن القضاء كان فيصلا فى هذا الموضوع، حيث صدر حكم من محكمة الاستئناف حينها، بأنه لا يحق لعائلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وقف المسلسل، كونه شخصية عامة وله مريدوه، وأن الاعتراض فى حالة وجود إساءة أو تشهير حينها، يتم اللجوء للقضاء، وفجر بطل المسلسل الفنان حسن يوسف، حينها مفاجأة هو حصوله على موافقة «الإمام» على تقديم عمل فني يتناول سيرته قبل وفاته موثقة بالصوت والصورة، وخرج العمل للنور فى رمضان 2003، وعرض فى أكثر من دولة عربية وحقق نجاحا ساحقا، وجذب المسلسل الجميع حيث أراد الجمهور معرفة رحلة الشعراوي. وجاء أداء الفنان حسن يوسف مبهرا للجميع، فقد برع فى تجسيد شخصية الشيخ متولى الشعراوى، واهتم بجوهر الشخصية لا القشور الخارجية والمظهر، وربما ساعده فى ذلك قربه في الحقيقة من الراحل، فقد كان أحد أسباب -هدايته- على حد قوله، وساعده فى أن يحدد مسار حياته. حيث قال الفنان حسن يوسف فى حوار سابق له: «الشيخ الشعراوي، نصحني بعدم اعتزال الفن والعودة إليه، وتقديم فن راق، قائلًا: مثلما علمت الشباب الشقاوة وكيفية أن يركبوا سيارة آخر موديل، دورك الآن أن تعلمهم الأخلاق والقيم الإنسانية والدينية»، وربما كانت تلك الكلمات سببًا في إصرار حسن يوسف على تجسيد شخصية «الشعراوي». وجسد شخصية الشيخ الشعراوي خلال مراحلها المختلفة، كل من؛ أحمد سمير في مرحلة الطفولة، وأحمد الشافعي فى مرحلة الشباب، ومن ثم حسن يوسف فى مرحلة النضج والشيخوخة، وزادت شعبية «يوسف» بعد تقديمه تلك الشخصية، وكان بمثابة دور العمر بالنسبة إليه -على حد وصفه- وربما ليس له ولكن كل المشاركين فى المسلسل بداية من؛ عفاف شعيب، سوسن بدر، حمدي أحمد، محمد الدفراوي، محمد عبد الجواد، حسن مصطفى، سميرة عبد العزيز، حيث قدم المخرج مصطفى الشال كل المشاركين فى مسلسل «إمام الدعاة» بشكل مختلف. وليس من الغريب أن تجسد الفنانة سميرة عبد العزيز، دور أم الشيخ الشعراوي، فقد سبق أن جسدت دور الأم للكثير من المشاهير من بينهم؛ «أم كلثوم، الإمام أبو حنيفة النعمان، الإمام الترمذي»، ونجد أن أم الشيخ الشعراوي كانت سندا قويا ومهمة له منذ صغره، وهي تعلم الحرص على الصلاة والصوم والزكاة، وكانت الأقرب له حينما أصبح شابا، خاصة بعد زواج أبيه، فقد كان يصطحبها معه فى كل مكان يذهب إليه. ومن بين الشخصيات التي اعترض عليها أهل «الشعراوي» هي (بدرية) التي قامت بدورها الفنانة سوسن بدر، الراقصة التي كان يتمنى إصلاحها وهدايتها، وأن هذه الشخصية لم تكن موجودة في الحياة، ولكن الكاتب أكد أن هذه الشخصية تشبه كثيرا من الشخصيات التي كانت تحيط بالشيخ الراحل، وما لا يعرفه البعض أن الفنانة دلال عبد العزيز، كانت المرشحة الأولى للدور، ولكنها اعتذرت عنه دون إبداء أى أسباب، ومن ثم ذهب الدور إلى سوسن بدر، التي أبدعت فيه. وقد شهدت شخصية الشيخ الشعراوي صراعا كبيرا بين الفنانين، فكل منهما كان يحلم بتقديم تلك السيرة الذاتية التي حتما ستكون الأقرب إلى المشاهدين، فقد وقع خلاف بين الفنان الراحل أحمد زكي والفنان حسن يوسف، بعد علم الأول بالتحضيرات للمسلسل، وطلب من وسيط التدخل بينهما وأن يقنع الثاني بأن يتركه له، كونه كان يحلم بتقديمها على الشاشة، ووافق حسن يوسف، ولكن يبدو أن مقولة -الدور ينادي صاحبه- قد تحقق مع «يوسف»، حيث تراجع أحمد زكي عن المشروع، وتخوف من أن تكون ملامحه بعيدة عن «الشعراوي» وشعر أن «يوسف» الأقرب إليها. وبعد أن شاهد أحمد زكي المسلسل وجد أنه أخذ القرار الصائب وأن حسن يوسف كان الأنسب للدور، وربما هذا صحيح فلا أحد يتخيل أن هناك فنانا آخر كان سيحل مكان «يوسف» الذى أبدع فى تقديم الدور، وكان نقطة فارقة فى مشواره الفني.