وزير الدفاع أعلن عن مرحلة انتقالية لمدة عامين.. عمرو هاشم: السودانيون يسيرون بهدوء وعزل البشير إيجابي.. البحيري: استمرار حراك الشارع يتوقف على قوى الثورة في موجة جديدة من الانتفاضات والحراك الشعبي في بعض الدول العربية خلال الأشهر القليلة الماضية، وعلى غرار ما حدث في تونس ثم مصر عام 2011، استطاع الشعب السوداني خلال حراك بدأ في الشارع منذ ديسمبر الماضي، وعلى مدار 4 أشهر، من إجبار الرئيس عمر البشير على الرحيل، ومنذ عدة ساعات أعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير، وتشكيل مجلس انتقالي عسكري لإدارة البلاد في مرحلة انتقالية لمدة عامين، سيتم خلالها تعطيل دستور 2005 الانتقالي، لحين وضع دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل السودان. وأعلن وزير الدفاع السوداني عن مجموعة بنود لإدارة الفترة المقبلة، منها ما يخص الشعب السوداني، ومنها ما هو خارجي يخص علاقة السودان بالأمم المتحدة ودول الجوار والمعاهدات والمواثيق الدولية. وفيما يخص الشعب السوداني كانت أبرز البنود، تشكيل مجلس عسكرى انتقالي يتولى إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية، مدتها عامان، وأعلن وزير الدفاع السوداني عن مجموعة بنود لإدارة الفترة المقبلة، منها ما يخص الشعب السوداني، ومنها ما هو خارجي يخص علاقة السودان بالأمم المتحدة ودول الجوار والمعاهدات والمواثيق الدولية. وفيما يخص الشعب السوداني كانت أبرز البنود، تشكيل مجلس عسكرى انتقالي يتولى إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية، مدتها عامان، وتعطيل العمل بدستور جمهورية السودان الانتقالي لسنة 2005، وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة مساءً إلى الرابعة صباحا، وحل مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين وحل مجلس الوزراء القومي على أن يكلف وكلاء الوزارات بتسيير العمل، حل المجلس الوطني ومجلس الولايات، وحل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية وتكليف الولاة ولجان الأمن في أداء مهامهم، ويستمر العمل طبيعياً بالسلطة القضائية ومكوناتها، وكذلك المحكمة الدستورية والنيابة العامة. تعلموا ممن حولهم يرى الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الشعب السوداني «تعلم من تجارب الدول المجاورة لهم في المنطقة». ويتظاهر المواطنون في السودان منذ منتصف ديسمبر من العام الماضي بشكل يومي لمدة 4 أشهر في الشوارع، اعتراضا على الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تمر بها بلادهم، ونقص حاد في المواد التموينية والسلع وخصوصا الخبز والوقود. ولفت دكتور عمرو هاشم إلى أنهم يسيرون بهدوء، وأن ما حدث اليوم بعزل الرئيس عمر البشير هو تطور إيجابي، مشيرا إلى أنه سيتضح مع الأيام المقبلة المسارات التي ستسير فيها السودان، وأنهم تعلموا حتى من تجاربهم السابقة وما حدث في 1985، و1986م. ويرى أن حراك الشعب السوداني سيكتمل فقد تعلموا من تجربة مصر في 2011، ومن الشعب الجزائري الذي لم يترك الميادين ولم يرض إلا بالمسار الذي أرادوه، وهو ما وصلت له الجزائر الآن. تعهدات بالانتقال السلمي للسلطة ومن ضمن قرارات المجلس العسكري في السودان كانت دعوة حاملي السلاح والحركات المسلحة للانضمام لحضن الوطن والمساهمة في بنائه، والتعهد بالمحافظة على الحياة العامة للمواطنين دون إقصاء أو اعتداء أو انتقام، أو اعتداء على الممتلكات الرسمية والشخصية وصيانة العرض والشرف، والفرض الصارم للنظام العام ومنع التفلت ومحاربة الجريمة بكل أنواعها، إعلان وقف إطلاق النار الشامل في كل أرجاء السودان، وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فورا، وتهيئة المناخ للانتقال السلمي للسلطة وبناء الأحزاب السياسية وإجراء انتخابات حرة نزيهة بنهاية الفترة الانتقالية ووضع دستور دائم للبلاد. لا استجابة إلا لعزل البشير فقط وحول الحراك في الشارع السوادني، وهل سيستمر أم لا، يتوقع الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد كامل البحيري، أن الأمر يتوقف على رد فعل قوى التغيير الثورية، لافتا إلى أن الفترة الانتقالية طويلة، مع فرض حالة الطوارئ، وأنه لا يوجد استجابة لمطالب الشعب السوداني سوى عزل البشير. ويوضح البحيري أن السودان دولة عانت من الدكتاتورية، وفيها المزيد منها، ونفس السيناريو تكرر أكثر من مرة خلال الخمسين سنة الماضية، وأشار إلى إجراءات يمكن أن تجعل الأمور أفضل وتواكب حراك الشعب منها تقليل الفترة الانتقالية عن عامين لأنها فترة طويلة نسبيا، والاستجابة لمطلب تشكيل مجلس يتولى الحكم تشارك فيه القوى المدنية بجوار المجلس العسكري، وتشكيل حكومة مدنية لإدارة البلاد. وأضاف البحيري أن ما تم الإعلان عنه من إجراءات اليوم، هو مفاجأة في ظل حراك منذ 4 أشهر، حيث نزل الشعب السوداني للشارع ولديه أجندة واضحة لتحقيق الديمقراطية، لافتا إلى أنهم يضعون تجربة الجزائر المزامنة لهم أمام أنظارهم، فالجزائريون، لم يتركوا الشوارع وظلوا يضغطون للوصول إلى ما يريدون.