مرة أخرى يواصل المدرب الإسباني بيب جوارديولا مفاجأة الجماهير بخياراته الغريبة في دوري أبطال أوروبا والتي تكلفه كل مرة الخروج من المسابقة الأوروبية.. كان آخرها أمس انهزم مانشستر سيتي أمس، بهدف نظيف في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا خارج ميدانه أمام توتنهام، في مباراة أثارت العديد من علامات الاستفهام حول اختيارات المدرب الإسباني بيب جوارديولا، خاصة في اللقطة التي ظهر فيها النجم الأرجنتيني سيرجيو أجويرو واقفًا أمام المدرج الجنوبي لأنصار توتنهام ممسكًا فخذه، قبل أن يهدر ركلة جزاء في الشوط الأول، يمكن اعتبارها نقطة التحول في اللقاء. ويملك جوارديولا تاريخا كبيرا في اختيارات اللاعبين الغريبة في دوري الأبطال، والمشكلة أنه لم يحقق نجاحات تُذكر في المسابقة الأوروبية بسبب تلك الاختيارات. ففي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2014، انهار بايرن ميونيخ على ملعبه أمام ريال مدريد برباعية نظيفة بعدما قرر المدرب الإسباني الاعتماد على طريقة لعب غريبة، هي 4-2-4. وفي ملعب الأنفيلد في ربع نهائي الموسم الماضي، قرر اللعب بأربعة لاعبين في وسط الميدان أمام ليفربول، ما تسبب في خسارته بثلاثية نظيفة. لا ففي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2014، انهار بايرن ميونيخ على ملعبه أمام ريال مدريد برباعية نظيفة بعدما قرر المدرب الإسباني الاعتماد على طريقة لعب غريبة، هي 4-2-4. وفي ملعب الأنفيلد في ربع نهائي الموسم الماضي، قرر اللعب بأربعة لاعبين في وسط الميدان أمام ليفربول، ما تسبب في خسارته بثلاثية نظيفة. لا يزال يملك مانشستر سيتي حظوظا في التأهل إلى نصف النهائي في مباراة الإياب على ملعبه، خاصة أنه فاز بتسع مباريات من آخر 12 مواجهة خاضها على ملعبه بفارق هدفين على الأقل، ولكن ربما لا يحدث ذلك في حال قرر جوارديولا مواصلة اختياراته الغريبة، بحسب موقع "سكاي سبورتس". دي بروين وساني في مباراة أمس، لم تكن مفاجأة جوارديولا في طريقة اللعب، بل في التشكيل، فيمكن تفسير غياب بيرناردو سيلفا بإصابته العضلية، ولكن من الصعب فهم فكر جوارديولا بترك كل من كيفين دي بروين وليروي ساني على مقاعد البدلاء. وأظهر دي بروين الكثير من المؤشرات عن عودته إلى أفضل مستوياته من جديد بعد عودته من الإصابة، حيث سجل في شباك كارديف، الأسبوع الماضي، وتألق لخيسوس في نصف نهائي كأس الاتحاد أمام برايتون، وفي المباراة الأخيرة تم استبداله مبكرًا لإراحته. أما ساني فسجل في الفوز على كارديف، وتمت إراحته أمام برايتون، وكان من المنتظر مشاركته أمام توتنهام، وتم تعويض دي برين بجندوجان، بينما تم إشراك رياض محرز على حساب ساني، على الرغم من عدم تقديم النجم الجزائري أي شيء يُذكر، كي يشارك في مباراة أمس أساسيا. وفي مباراة أمس، خسر محرز الكرة بسهولة، ونادرا ما تمكن من التخلص من مراقبه، وتظهر الإحصائيات أن اللاعب الوحيد القادر على مراوغة لاعبي توتنهام كان رحيم سترلينج ب5 مراوغات، وكان من المفترض أن يمنح ساني مانشستر سيتي المزيد من المساحات والقدرة على الاختراق. وبرر جوارديولا عدم الدفع بدي بروين بتفضيله اللعب بالثنائي جندوجان وفيرناندينيو، لمنح صلابة دفاعية أكبر، ولكن مع معاناة ديفيد سيلفا، لم يملك مانشستر سيتي أي حلول إبداعية على الرغم من الاستحواذ على الكرة بنسبة 60%. وعانى أجويرو من عدم وصول الكرة إليه، بل لم يلمس الكرة طوال المباراة سوى 18 مرة فقط، وكان الحال ذاته مع بديله جابريل خيسوس، فمانشستر سيتي لم يتمكن من توصيل الكرة إليهما، وعلى الرغم من تمرير الثلاثي فيرناندينيو وسيلفا وجندوجان الكرة 139 مرة في ما بينهم، فإنهم لم يتمكنوا من توصيل الكرة إلى خيسوس وأجويرو سوى 4 مرات فقط. افتقر مانشستر سيتي إلى التمريرات القادرة على اختراق دفاعات توتنهام، فلم يخلق هذا الثلاثي سوى ثلاث فرص للتسجيل فقط، في الوقت الذي خلق فيه دي بروين ضعف هذا الرقم في آخر مباراة خاضها في الدوري، ومع ذلك لم يقرر جوارديولا الدفع بدي بروين أو ساني حتى الدقيقة 89. ديلف والليلة الصعبة كانت هناك مفاجأة أخرى في تشكيل مانشستر سيتي بإشراك جوارديولا، فابيان ديلف في مركز الظهير الأيسر، خاصة أنه لم يشارك سوى في مباراتين فقط منذ شهر ديسمبر الماضي، ولم يجد أي راحة في مواجهة توتنهام أمس، وتسببت جبهته في هدف توتنهام الوحيد. وما دام لم يحصل ديلف على أي واجبات هجومية، فكان من الأفضل أن يدفع جوارديولا بإيمريك لابورت في الجانب الأيسر، مع الاعتماد على الثنائي جون ستونز وفينسينت كومباني في قلب الدفاع.