عاشت زوزو ماضي طفولة مرهفة، قبل أن تنقلب حياتها رأسًا على عقب وهي لا تزال مراهقة، حيث أجبرها والدها على الزواج من ابن عمها تحقيقًا لنذر قديم ما بين النجاح الفني والفشل في الحياة الخاصة، عاشت الفنانة زوزو ماضي نحو 68 عامًا من عمرها، بدأت بطفولة مرهفة، ثم سرعان ما انقلبت حياتها رأسًا على عقب بعدة زيجات فاشلة، وغضب واسع من قِبل أسرتها، لتتخذ من الفن ملاذًا لها، وتقدّم العديد من الأدوار الخالدة في السينما والتليفزيون والمسرح. زوزو ماضي هي فتنة داوود سليمان أبو ماضي، المولودة في 14 ديسمبر 1914، لعائلة ثرية في محافظة بني سويف تمتد أصولها إلى الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي، حيث وفدت العائلة واستقر بها المقام في مصر منذ القرن التاسع عشر. النشأة كان والد زوزو ماضي تاجر أقطان، استقبل مجيئها ووالدتها بفرحة لا توصف، حيث توفي لهما قبلها 5 أبناء، لذا كان هناك اهتمام بالغ بها، ودخلت مدارس "الفرنسيسكان"، كما جلب لها الوالد مُربية سويسرية علمتها الأدب والموسيقى واللغات: الإنجليزية، والفرنسية والألمانية، نمت مواهبها وكانت تكتب القصص والأشعار النشأة كان والد زوزو ماضي تاجر أقطان، استقبل مجيئها ووالدتها بفرحة لا توصف، حيث توفي لهما قبلها 5 أبناء، لذا كان هناك اهتمام بالغ بها، ودخلت مدارس "الفرنسيسكان"، كما جلب لها الوالد مُربية سويسرية علمتها الأدب والموسيقى واللغات: الإنجليزية، والفرنسية والألمانية، نمت مواهبها وكانت تكتب القصص والأشعار باللغة العربية وتراسل الصحف والمجلات التي كانت تنشر لها، وعاشت سنوات سعيدة مليئة بالحرية والانطلاق. سرعان ما انقلبت حياتها رأسًا على عقب، حيث أجبرها والدها على الزواج من ابن عمها الذي يكبرها بسنوات وهي في الرابعة عشرة، حيث كان قد نذر عند ولادتها أن تتزوج من الشاب إذا قُدّر لها الحياة ولم ترحل كأشقائها، ورغم رفضها الزواج ومحاولتها الانتحار، فإن الزيجة تمت وأثمرت عن ابن "أنطوان" وابنة" "إيفون"، ورغم ذلك قررت التمرد على حياتها، وكانت أولى خطواتها الذهاب إلى ناد رياضي في بني سويف مرتدية "شورت" لتلعب مباراة تنس مع مدربها، مما أثار الاستهجان. البداية واصلت تمردها حينما قرأت ذات يوم إعلانًا في جريدة "الأهرام"، يطلب فيه المخرج الرائد محمد كريم وجوهًا شابة لمشروع سينمائي جديد، فأرسلت صورتها إليه ووافق، عارضًا عليها المشاركة في أول عمل سينمائي، ورغم المعارضة الشديدة للأسرة، فإنها حصلت على موافقة زوجها وسافرت للقاهرة تاركة ابنيها، واشتركت في فيلم "يحيا الحب" (1938) أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب، حيث جسدت دور شقيقته. لم تمر واقعة عملها بالفن على أسرتها مرور الكرام، حيث نشبت خلافات حادة معها نتج عنها انتقالها للإقامة في غرفة مفروشة بوسط القاهرة، واستقبال والدها لعزائها في الصعيد، عقابًا لها على ذنبها، حتى إن والدها أُصيب بالأمراض بسبب معايرة الناس له بها، وبعدها توفيت والدتها، فقررت العودة لعائلتها وأعلنت توبتها عن التمثيل، ولكنها لم تستطع الاستمرار كثيرًا، فأخذت أبناءها وعادت للقاهرة مرة أخرى لتبدأ مسيرتها الفنية. المشوار الفني انضمت زوزو ماضي لفرقة خليل مطران المسرحية، ثم الفرقة القومية، حتى التحقت بفرقة "رمسيس" التي قدمت من خلالها العديد من الأعمال على خشبة المسرح، وبلغ عددها نحو 70 عملًا، ومنها: "الست هدى، النائب العام، أوديب ملكًا، كرسي الاعتراف، وابن مين فيهم" وغيرها، كما اشتركت في بعض المسلسلات مثل: "كيف تخسر مليون جنيه" مع عادل إمام ونبيلة عبيد، "بستان الشوك" مع أحمد زكي وسمية الألفى، و"القاهرة والناس" مع نور الشريف وصفية العمري. برعت الفنانة زوزو ماضي في تجسيد دور الأم الأرستقراطية القاسية أحيانًا، ومن أهم أدوارها فيلم "سيدة القصر"، حيث جسدت دور السيدة المستغلة "ملك هانم"، وكذلك دور المليونيرة العائدة من البرازيل "فتافيت السكر" في فيلم "سكر هانم"، ودور "رئيفة" في فيلم "موعد على العشاء" مع سعاد حسني وأحمد زكي وحسين فهمي، وعندما كبرت في السن أصبحت تقدم دور الحماة الشريرة أو زوجة الأب القاسية، ومن أشهر أفلامها التى جسدت فيها تلك الشخصيات "الأسطى حسن" مع فريد شوقي وهدى سلطان والمخرج صلاح أبو سيف. الحياة الشخصية تزوجت زوزو ماضي للمرة الثانية من رجل أعمال إنجليزي يدعى "وندل ثابر"، وبعد فترة سافر لقضاء بعض الأعمال في سوريا ولبنان، ثم أذيع أن الطائرة فُقدت ولم يعثر لها على أثر، فطالبت شركة التأمين المسئولة بتعويض إذا ثبت أنه توفي، ولكن الزوج المفقود عاد سالمًا، وحدث الطلاق بعد فترة قصيرة. أما الزيجة الثالثة فكانت الأسوأ، حيث تزوجت من "تاجر مخدرات" دون علمها، وذلك بعد 10 أيام فقط من التعارف، دون أن تسأل عنه لثقتها فيه، فتفاجأ بعد 9 أشهر بمداهمة الشرطة لمنزلهما بتهمة اتجار الزوج في مخدر الحشيش، ليتم القبض عليها هي الأخرى وإيداعها في السجن لمدة 9 أشهر كحبس احتياطي قبل أن يتم إعلان براءتها، فيما حكم على الزوج بالمؤبد لمدة 25 عامًا، وحصلت زوزو ماضي على الطلاق وهو داخل السجن، لتكون تلك الزيجة الأخيرة في حياتها. خرجت زوزو ماضي من السجن لتجد ابنتها "إيفون" سافرت إلى إيطاليا لتعيش حياة الاستهتار والسهر مع أصدقائها، ورغم محاولات الأم المستميتة لإعادتها إلى مصر فإنها فشلت، فاكتأبت وأدمنت الخمر حسرة على ابنتها، وحاولت الانتحار بالحبوب المنومة، لكن خادمها أنقذها. الختام وفي عام 1982 شاركت زوزو ماضي في آخر أفلامها بعنوان "القضية رقم 1"، لترحل في يوم 9 أبريل عام 1982، عن عمر ناهز 68 عامًا، إثر إصابتها بقرحة في المعدة، ورقد جثمانها في مدافن "اللاتين الرهبان الفرانسيسكان" بالقرب من سور مجرى العيون.