في فيديو سابق اعتبر الأنبا رافائيل الأنبا إبيفانيوس «قتيلا» وليس «شهيدا».. انتقد البعض تصريحات الأنبا رافائيل والأمثلة التي ذكرها لتأكيد كلامه ينكر كثيرون أن هناك تيارين متضادين يتصارعان داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لكن على فترات يظهر ما يوضح ذلك سواء من الأساقفة أنفسهم أعضاء المجمع المقدس، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشر على موقع «فيسبوك»، فيديو قديم نشر في موقع «يوتيوب» في 25 سبتمبر الماضي للأنبا رافائيل يشرح فيه أن الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار «قتيل» وليس «شهيدا»، والحساب الذي وضع الفيديو وصف الأنبا إبيفانيوس ب«الأسقف إبيفانيوس» وليس «نيافة الأنبا إبيفانيوس» صيغة الاحترام المتداولة كنسيا للأسقف، وانتقد البعض على فيسبوك هذا التوصيف. ورد الأنبا رافائيل في إحدى العظات على سؤال لماذا لا يعتبر رئيس دير الأنبا مقار شهيدا؟ وسأل: من هو الشهيد في الكنيسة؟ وأجاب: يموت من أجل الإيمان أو بسبب الإيمان، والكلمة جاءت من أن شخصا يستشهد آخر (فيجيب أنا مسيحي ويرفض أن ينكر إيمانه). وتابع: «ليس أي قتل شهادة، هذا الرأي قلته وأنا صغير عن قتل ورد الأنبا رافائيل في إحدى العظات على سؤال لماذا لا يعتبر رئيس دير الأنبا مقار شهيدا؟ وسأل: من هو الشهيد في الكنيسة؟ وأجاب: يموت من أجل الإيمان أو بسبب الإيمان، والكلمة جاءت من أن شخصا يستشهد آخر (فيجيب أنا مسيحي ويرفض أن ينكر إيمانه). وتابع: «ليس أي قتل شهادة، هذا الرأي قلته وأنا صغير عن قتل الأنبا صموئيل أسقف الخدمات عام 1981، ناس قالوا شهيد: ومن قتل كان يريد السادات، وهم ماتوا لأنهم بجواره على المنصة». الرد على الأنبا رافائيل وتم توجيه انتقادات للأنبا رافائيل على تفسيره هذا، وكذلك المثال الذي ضربه بالأنبا موسى الأسود الذي قال إنه ليس شهيدا، وكتب أحد المهتمين بالشأن الكنسي على «فيسبوك»، أنه «شعرت بالحزن والضيق لأحاديث رجل دين شهير المتكررة ووصفه ل"الأنبا إبيفانيوس" ب"القتيل" ورفضه القاطع لإطلاق لقب "الشهيد" عليه». وتابع: «وأعطى مثلا بالقديس الأنبا موسى الأسود أنه لم يلقب أبدا بالشهيد في الكنيسة القبطية، وإنما يذكر ضمن القديسين!! لأنه لم يمت شهيدا، رغم أنه (حسب الكنيسه القبطية) وفي التسبحة، في ذكصولوجية الأنبا موسى في بدايتها تقول: "الشهيد" الأول القديس الذي كمل حسنا في جبل شيهيت هو أبانا القديس أنبا موسى)». ويذكر موقع كنيسة تكلا هيمانوت بالإسكندرية، أحد المصادر المتاحة على الإنترنت باللغة العربية حول الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وإيمانها وطقوسها وسير قديسيها يضع سيرة الأنبا موسى الأسود بعنوان: القديس الشهيد الأنبا موسى الأسود. ووضع عنوانا جانبيا في سيرته هو «استشهاده»، وجاء في تفاصيل سيرته أنه «أتى البربر إلى الدير وكان بالروح يعلم بمجيئهم قبل وصولهم، وقال ذلك للإخوة وكان عددهم سبعة، وطلب إليهم أن يهربوا. فلما سألوه عن نفسه وقالوا له: "وأنت ألا تهرب يا أبانا؟" قال: "منذ زمن طويل وأنا أنتظر هذا اليوم لكي يتم قول السيد المسيح من يأخذ بالسيف بالسيف يُؤخَذ" (متى 26: 52). قالوا له: "نحن أيضًا لا نهرب ولكن نموت معك"، فقال لهم: "هوذا البربر يقتربون إلى الباب"، فدخل البربر وقتلوهم». الموقف من الأنبا إبيفانيوس كان الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار يمثل تيارا أكاديميا داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وفتح البابا تواضروس له الباب ليمثل الكنيسة في الحوارات المسكونية، والمؤتمرات المختلفة بجانب الأنبا بيشوي مطران دمياط الراحل. ووجد الأنبا إبيفانيوس، مقتولا في الطريق المؤدي من سكنه بالدير والكنيسة فجر يوم الأحد 29 يوليو الماضي، وأحيلت أوراق المتهمين بقتله وهم: الراهب المجرد إشعياء المقاري، والراهب فلتاؤس المقاري للمفتي في جلسة 23 فبراير الماضي. وتعرض الأنبا إبيفانيوس للهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي قبل مقتله وحتى بعد مقتله، ووصف بأنه «مهرطق» و«منحرف عقائديا»، من قبل التيار المتشدد داخل الكنيسة ومن يعبرون عن هذا التيار على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي المقابل يقدر تيار آخر على مواقع التواصل الاجتماعي الأنبا إبيفانيوس، وعلمه، خاصة أنه كان يعمل في صمت وبدأ كثيرون معرفة الرجل بعد رحيله، وكتب نفس الكاتب الذي انتقد الأنبا رافائيل في توصيف الأنبا إبيفانيوس بعد موته وقال: «وفي كل الأحوال أنا لا يهمني إن أطلق عليه البعض لقب "قتيل" رغم قسوته وبشاعته ولا يهمني أيضا إن أطلقوا عليه لقب "شهيد"!! فكلها ألقاب لن تزيد أو تنقص من مكانة شخص وقور أبى أن "يعيش الدور" أو أن يأخذ منه المنصب شيئا!!». ونشر أحد الآباء الكهنة على حسابه بموقع فيسبوك عن موقف للأنبا إبيفانيوس، حين سأله أحدهم عن تمييز الفكر المزيف، فرد الأنبا إبيفانيوس: كل فكر يؤدي إلى المزيد من المحبة فكر مقدس. كل فكر يؤدي إلى الثبات في المسيح أكثر فكر مقدس. كل فكر يخلق غيرة بيني وبين أخي فكر مزيف مخادع. فلنجعل المحبة هي المصفاة التي نصفي عليها جميع أفكارنا. وسيحفظنا ذلك من حرب العدو. ولكن الحرب آتية لا محالة. فلنستعد لها.