القديس أغسطينوس من شمال إفريقيا.. عاش بين القرنين الرابع والخامس.. «ابن دموعها» لسمير سيف يحكي سيرته وتم تصويره خلال 3 سنوات بالمواقع الأصلية في الجزائروتونس وإيطاليا في زمن لم تكن فيه الانشقاقات بدأت تدب بين الكراسي الكبرى في المسيحية، ولد أغسطينوس أسقف هيبو، في 13 نوفمبر 354م، بمدينة تاجست في نوميديا بشمال إفريقيا، وقت أن كانت خاضعة لحكم الإمبراطورية الرومانية، وهو مشهور ب«ابن الدموع». وتستعرض «التحرير» سيرته منذ بدايته البعيدة عن الكنيسة، إلى أن أصبح أحد أعلامها وتعترف بقداسته كل كنائس العالم، بالتزامن مع عرض فيلم «ابن دموعها»، الذي يتناول سيرته، للمخرج المصري سمير سيف. وكان العرض الخاص له مساء أمس الثلاثاء بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بحضور البابا تواضروس الثاني، وعدد من الوزراء. شارك في العرض الخاص الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة، وعدد من الفنانين والكتاب والإعلاميين والشخصيات العامة، وعدد من أساقفة الكنيسة هم الأنبا باخوم أسقف سوهاج والمنشأة والمراغة، والأنبا شارك في العرض الخاص الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة، وعدد من الفنانين والكتاب والإعلاميين والشخصيات العامة، وعدد من أساقفة الكنيسة هم الأنبا باخوم أسقف سوهاج والمنشأة والمراغة، والأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا مكاري الأسقف العام لكنائس قطاع شبرا الجنوبية، والأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس قطاع شبرا الشمالية. نشأته كان والده يدين بالوثنية ويدعى باتريكبوس، ووالدته مسيحية وتدعى هيلانة. ذهب إلى قرطاجنة لدراسة القانون وهو في عمر السادسة عشرة، لكنه اندمج مع أصدقاء السوء، وطردته أمه من البيت بسبب أعماله. أعجب بمذهب شيشرون الخاص بالعفة، وكانت تصلي أمه كثيرا، ولم تجف دموعها كما تقول سيرته في موقع كنيسة تكلا هيمانوت، حتى يعود عن طريق الشر ويتحول للإيمان بالمسيحية. ما بعد روماوميلانو ذهب إلى روما عام 382م في العام التالي لانعقاد ثاني مجمع مسكوني للكنائس في مدينة القسطنطينية -إستنبول اليوم- ثم ذهب إلى مدينة ميلانو، والتقى مع القديس أمبروسيوس، أسقف هذه المدينة، وأعجب به أغسطينوس، وبدأ في القراءة والدراسة، وذهبت أمه إلى ميلانو والتقت معه، وفي عام 386م، تحول للمسيحية بشكل واضح بعد قراءة ودراسة وبعدما توقف عن نمط حياته السابق تماما وعمره 32 عاما، ثم عاد لشمال إفريقيا، ووزع كل أمواله على الفقراء واعتكف للدراسة والكتابة، وأصدر كتبا كثيرة، ثم رُسم كاهنا، وفي 395م رسم أسقفا مساعدا، ورحل عن عالمنا في 28 أغسطس 430م، في عمر 76 عاما. كتاباته كتب القديس أغسطينوس نحو 232 كتابا، منها كتبه التاريخية مثل «اعترافاته»، و«الاستدراكات»، ومقالاته الفلسفية مثل «الرد على الأكاديميين» و«الحياة السعيدة»، و«خلود النفس»، و«في الموسيقى»، كما كتب أعمالا جدلية ضد اليهود والوثنيين، وضد أتباع ماني وضد الدوناتيين والبيلاجيين والأوريجانيين، كما قدم كتبا في تفسير أسفار التكوين والمزامير بالعهد القديم، والرسالة الأولى إلى يوحنا، والموعظة على الجبل، وعن اتفاق الإنجيليين، وتعليقات على الرسالة إلى أهل غلاطية والرسالة إلى أهل رومية وإنجيل يوحنا، من العهد الجديد بالكتاب المقدس. «ابن دموعها» يحصد جوائز عدة ويأتي فيلم «ابن دموعها» ليسجل سيرة هذا القديس الشهير في كنائس الشرق والغرب معا، وحصل الفيلم على العديد من الجوائز، منها جائزة الجمهور في مهرجان وهران السينمائي بالجزائر، وجائزة الإنجاز الفني من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط. شارك في الفيلم طاقم عمل من عدة دول، منها مصر وتونسوالجزائر وإيطاليا وفرنسا، ويأتي الفيلم بدعم من وزارتي الثقافة في تونسوالجزائر، واستغرق تصويره 3 سنوات. وتم تصويره في موقع الأحداث الأصلية بالجزائر، وتونس (قرطاج) حيث ذهب إليها القديس أغسطينوس لدراسة الخطابة والحجة والبرهان عام 371م. وكرم البابا تواضروس خلال الحفل المخرج سمير سيف، والفنانة التونسية عائشة بن أحمد، والسيناريست سامح سامي، والمايسترو ناير ناجي، وباقي طاقم العمل. والفيلم بطولة عائشة بن أحمد، وأحمد أمين بن سعد، وعماد بن سمي، وبهية الراشدي، ونجلاء بن عبد الله، وعلي بن نور، وفكرة عماد دبور، وسيناريو وحوار سامح سامي، وموسيقى سليم داده، وديكور توفيق الباهي، وإخراج سمير سيف. البابا: دموع والدته سبب توبته أشار البابا تواضروس خلال الاحتفال بالفيلم، إلى أن القديسة مونيكا أم القديس أغسطينوس، كانت متزوجة بوثني وحاولت أن تجعله مؤمنا وظلت تسعى في ذلك إلى أن آمن وهو على فراش الموت واعتمد، وهنا قالت كلمتها الشهيرة: «لقد انتهيت من الجهاد الأول وسأبدأ جهادي الثاني» وكانت تقصد ابنها. وأوضح أنها "كانت تحاصر ابنها في كل مكان، من عنابةبالجزائرمسقط رأسه إلى قرطاج إلى روما إلى ميلانو، وكانت تبحث عنه لتحثه على خلاص نفسه، وظلت وراءه بالدموع والصلوات والنصيحة، وكان يرفض نصحها بل كان يدعوها إلى أن تبتعد عن الإيمان، وهي ترد بالصلاة وبالدموع، وكان لدموع أمه وعظات القديس أمبروسيوس وقراءته عن الأنبا أنطونيوس نتيجة، ألا وهي توبة أغسطينوس". ولفت إلى أنه صار مساعدا لأسقف عنابة (هيبو) ثم أسقفا لعنابة، وكان صاحب أول فكرة لبناء الأديرة في مقر الإيبارشيات، وصارت أخته رئيسة لأحد هذه الأديرة، وتنيح وهو فى عمر ال76 عاما. وكان يصلي وهو على فراش الموت بكلمات كانت تكتب أمامه بطلب منه حتى يصليها. وأشار البابا إلى أن القديس أغسطينوس شخصية من الممكن أن تكون مؤثرة فى حياة كل إنسان على وشك الضياع، لافتا إلى أن أمه الماهرة المُصلية الصبور المترجية كان عندها رجاء أن يرجع ابنها. وقال: "في مدينة دمنهور يوجد جزء من رفات القديس أغسطينوس، جاء في عهد البابا شنودة"، مشيدا بالعمل الفني وفريق العمل ووصف الفيلم ب«الماتع والرائع».