برزت خلال الأشهر القليلة الماضية العديد من الدلائل التي تشير إلى بدء السترات الصفراء انتهاج التطرف والإرهاب بمعركتها السياسية في فرنسا، مما دفع باريس لتغيير نمط التعامل لم تعد السترات الصفراء، وهي الحركة التي ذاع صيتها مع نهاية العام الماضي، وتحديدًا مع الموجات الاحتجاجية التي هزت فرنسا، تُشكل تهديدًا سياسيا فقط، بل إن تأثيرها الواسع بات الآن يمس الأوضاع الأمنية داخل البلاد بشكل واضح. العديد من الإجراءات والمؤشرات أوضحت كيف بدأت السلطات الفرنسية التعامل بشكل مغاير مع السترات الصفراء، ومن ثم التخلي عن القناعة التي سادت فرنسا على مدى الأشهر الأربعة الماضية، بأنها حركة ذات دوافع وتوجهات سياسية خالصة وتستبعد العنف. صحيفة واشنطن إكزامينر الأمريكية ألقت الضوء على مدى التحول في التعامل مع الحركة الاحتجاجية خلال الأشهر القليلة الماضية، خاصة في أعقاب العثور على متفجرات في أماكن التظاهر. فرنسا تشكل «مجلس المناخ» بعد مظاهرات السترات الصفراء وعثر المسؤولون الفرنسيون، أمس الإثنين، على عبوتين ناسفتين خارج مكتب صحيفة واشنطن إكزامينر الأمريكية ألقت الضوء على مدى التحول في التعامل مع الحركة الاحتجاجية خلال الأشهر القليلة الماضية، خاصة في أعقاب العثور على متفجرات في أماكن التظاهر. فرنسا تشكل «مجلس المناخ» بعد مظاهرات السترات الصفراء وعثر المسؤولون الفرنسيون، أمس الإثنين، على عبوتين ناسفتين خارج مكتب الضرائب في إقليم جزيرة كورسيكا، وهو الأمر الذي اتجهت فيه أصابع الاتهام بشكل غير رسمي إلى السترات الصفراء. وقد اتخذ الادعاء الفرنسي لمكافحة الإرهاب زمام التحقيق باعتبار أن هذا العمل قد يبدو مغايرًا لأحداث العنف التي هزت البلاد، لكن كما ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية، فإن هذا العمل ليس هو الهجوم الأول من نوعه، حيث تم استهداف مكتب ضرائب آخر في منطقة مختلفة من فرنسا بهذه الطريقة خلال فبراير الماضي، الأمر الذي فتح الباب أمام شكوك واسعة حول ضلوع السترات الصفراء في هذه الأنشطة. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذا يدل على التطرف المتزايد الذي يُحدد ملامح الحركة الشعوبية المناهضة للتقشف والمعارضة للضرائب، الأمر الذي يمنح وضع عبوات ناسفة خارج مكاتب الكيانات التابعة للمؤسسة المالية الحكومية رمزية شديدة الصلة بمنهج السترات الصفراء. العنف وحده لم يكن المؤشر الوحيد الذي اعتمدت عليه الصحيفة الأمريكية في شكوكها حول تغير نية السترات الصفراء، حيث أكدت أن ابتعاد ناشطيها الأكثر اعتدالًا عن المجموعة، وهو ما يظهر في أعداد المحتجين المنخفضة، يشير إلى أن هناك تحولا واضحا في المنهجية التي تتبعها الحركة خلال الوقت الحالي. متظاهرو الوقود في باريس يحاولون الوصول ل«الإليزيه» ومن جانبها، قالت سيجولين رويال، المرشحة السابقة للرئاسة والمؤيدة الاشتراكية لإيمانويل ماكرون، لراديو فرنسا آر تي إل: "هناك سبب وجيه لنشر الجيش بعد وجود المتظاهرين العنيفين في مظاهرات السترات صفراء". وأضافت: "هم ليسوا إرهابيين بطبيعة الحال، ولكنهم يروعون الناس، وهو نفس العمل الذي يقوم به المتطرفون، لذلك نحن الآن نواجه إرهابيين". ومنذ بداية فبراير الماضي، يناقش البرلمان الفرنسي العديد من التشريعات التي يمكن من خلالها مواجهة الاحتجاجات العنيفة في الشوارع، ومن بينها "قانون مكافحة مثيري الشغب" الجديد، الذي يعطي السلطات الحق في تفتيش جميع المتظاهرين دون أسباب واضحة، ويفرض غرامة قدرها 15 ألف يورو على الأشخاص الذين يقومون بتغطية وجوههم، ويعطي المحافظين الحق في فرض حظر الاحتجاج، وفقًا لتقديرهم الخاص للمواقف الأمنية. ونتيجة لتصاعد العنف في الآونة الأخيرة، فإن الأهداف السياسية التي تنادي بها السترات الصفراء أصبحت أيضًا في موضع شك خلال الأسابيع الماضية. الإليزيه يتأهب لإصلاحات صعبة.. هل يغامر ماكرون بشعبيته؟ وترى بعض الأوساط السياسية، حتى الذين انتقدوا أداء ماكرون الاقتصادي والسياسي، أن السترات الصفراء ليست منقذًا لأحوال فرنسا بأي حال، لا سيما بعد أن بات العنف هو السبيل الوحيد الذي يتبعونه مع أصحاب المتاجر والشركات، بالإضافة إلى عمليات النهب والسرقة المتكررة أثناء موجاتهم التظاهرية.