تسعى الحكومة الفرنسية في الوقت الحالي لفرض ضرائب جديد على الأغنياء ورؤساء الشركات خلال الفترة المقبلة، ما يمكن اعتباره إشارات للهزيمة والانتصار في التعامل مع التظاهرات. لم يعرف عام 2018 أكثر سخونة من تظاهرات "السترات الصفراء"، والتي هزت أركان السياسة في فرنسا على مدى الأشهر الأخيرة من العام، إلا أن التوترات التي اصطدمت بها قرارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم تثنه عن استمرار اتخاذ العديد من الإجراءات الاقتصادية المثيرة للجدل. ولا شك أن العالم يدخل 2019 وهو يسعى لمعرفة الطرف الفائز في الصراع السياسي الواضح بين ماكرون والسترات الصفراء، وهو الأمر الذي قد يُشكل ملامح المشهد السياسي في فرنسا خلال العام المقبل . الضرائب التي كانت هي شرارة اشتعال فتيل الاحتجاجات في فرنسا، هي نفسها الوسيلة التي وجد فيها ماكرون الأداة الرئيسية لإعلان متابعة إجراءاته الاقتصادية، بما يوحي انتهاء خطر "السترات الصفراء" على الإليزيه، وإذانًا بانتهاء تظاهراتها الضخمة. الإليزيه يتأهب لإصلاحات صعبة.. هل يغامر ماكرون بشعبيته؟ تقوم حكومة الضرائب التي كانت هي شرارة اشتعال فتيل الاحتجاجات في فرنسا، هي نفسها الوسيلة التي وجد فيها ماكرون الأداة الرئيسية لإعلان متابعة إجراءاته الاقتصادية، بما يوحي انتهاء خطر "السترات الصفراء" على الإليزيه، وإذانًا بانتهاء تظاهراتها الضخمة. الإليزيه يتأهب لإصلاحات صعبة.. هل يغامر ماكرون بشعبيته؟ تقوم حكومة إيمانويل ماكرون بإجبار المدراء التنفيذيين الذين يتجنبون دفع الضرائب في فرنسا كجزء من الجهود المبذولة لقمع متظاهري "السترات الصفراء"، وذلك حسب ما ورد في وكالة الأنباء الأمريكية "بلومبرج". وقال جيرالد دارمانين وزير الميزانية لصحيفة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية، إن الحكومة في باريس تدرس الوضع الضريبي لقادة الأعمال والمدراء التنفيذيين للشركات الكبرى في البلاد، مؤكدًا أن الحكومة ستعكف على اتخاذ إجراءات لإجبارهم على دفع ضرائبهم في فرنسا إذا لزم الأمر. وقال دارمانين في المقابلة الإعلامية مع الصحيفة الفرنسية: "يجب أن يكون رؤساء الشركات أو المؤسسات المدرجة في البورصة التي تملك فيها الدولة مشاركة واضحة في النظام الضريبي". التدقيق الضريبي المتزايد هو أحدث جهود حكومة ماكرون للرد على غضب السترات الصفراء من عدم المساواة وارتفاع تكاليف المعيشة، كما أن تلك الإجراءات تمثل رسالة واضحة بأن الرئيس الفرنسي ماض في طريق الإصلاحات الاقتصادية دون تأثر بتلك الاحتجاجات السياسية التي غزت شوارع العاصمة على مدى الشهرين الماضيين. باريس تتحدى «السترات الصفراء» في رأس السنة وقالت وكالة الأنباء الأمريكية: "تعديل النظام الضريبي وإجبار الأغنياء على المشاركة في ذلك، هو ضمان لإحداث التوازن ومساواة في تحمل تكاليف المعيشة"، مشيرة إلى أن ذلك إلى جانب التخفيضات الضريبية للأسر ذات الدخل المنخفض، سيكون سلاح ماكرون لإعلان انتهاء الاحتجاجات". وقال دارمانين إن الجهود المبذولة لجعل المديرين التنفيذيين يدفعون الضرائب في فرنسا ينبغي أن تشجع على سلوك أكثر مدنية". ووفقًا لبلومبرج، تنتظر ماكرون مواجهات عنيفة مع تلك الفئات، خاصة أن جعل جميع المديرين التنفيذيين يدفعون الضرائب في فرنسا لن يكون بسيطا لأنه قد يتطلب إعادة التفاوض على الاتفاقيات الضريبية. ومن جانبه، قال أوليفير جرينون أندريو، رئيس شركة "إيكونج" الاستشارية للثروة لصحيفة "لو جورنال دو ديمانش": "سيستغرق الأمر سنوات، ونحن لسنا بالضرورة في موقف قوة لفرض وجهات نظرنا". وبخلاف ذلك، هناك علامات على أن حركة السترات الصفراء قد تفقد قوتها، حيث قالت شرطة باريس إن السبت السابع من الاحتجاجات في العاصمة جذب 800 شخص فقط في صورة تجمعات "متقطعة". هل انتصرت «السترات الصفراء» على ماكرون؟ وحسب بلومبرج، قال بعض المتظاهرين إنهم سينزلون إلى الشوارع مرة أخرى يوم الاثنين وسط احتفالات رأس السنة الجديدة، حيث من المتوقع أن يلقي ماكرون خطابا للأمة. ومع دخول التخفيضات الضريبية للأسر حيز التنفيذ في شهر يناير، وعد ماكرون أيضًا بإجراء نقاش وطني حول الديمقراطية والإنفاق العام، حيث تأمل الحكومة أن يؤدي ذلك إلى تهدئة الاحتجاجات وإعادة بناء الثقة في مؤسسات البلاد.