تميل الأوضاع في فرنسا خلال الوقت الحالي للسير في اتجاه الحرب الأهلية، خاصة في ظل تمسك من جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقراراته الخاصة بأسعار الوقود. لا تزال القرارات التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تُشعل فتيل الأزمة داخل المجتمع الفرنسي، والذي شهد على مدى أسبوع تقريبًا تظاهرات احتجاجية عنيفة في عدد من المناطق بقيادة مجموعات "السترات الصفراء"، والتي دخلت في مواجهات شرسة مع السلطات الفرنسية خلال الأيام الماضية. الأوضاع في فرنسا لم تعد مريحة أو يُمكن الوثوق بها لتقود البلاد لبر الأمان، خاصة في ظل حالة من التناحر والغضب الذي صاحب التظاهرات الشعبية في فرنسا بعد قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود كجزء من سياسة تستهدف خفض الاعتماد على المحروقات للمساهمة في إنقاذ المناخ. إيمانويل ماكرون الذي يقود وفد فرنسا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين المقامة في الوقت الحالي بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، حصل على قسط من الراحة بالتوجه إلى أمريكا الجنوبية، بعد أن اشتعل فتيل الأوضاع في بلاده. الإليزيه يتأهب لإصلاحات صعبة.. هل يغامر ماكرون بشعبيته؟ وسلطت مجلة تايم الأمريكية الضوء على إيمانويل ماكرون الذي يقود وفد فرنسا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين المقامة في الوقت الحالي بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، حصل على قسط من الراحة بالتوجه إلى أمريكا الجنوبية، بعد أن اشتعل فتيل الأوضاع في بلاده. الإليزيه يتأهب لإصلاحات صعبة.. هل يغامر ماكرون بشعبيته؟ وسلطت مجلة تايم الأمريكية الضوء على الحراك الموجود في الشارع الفرنسي، خاصة أن على مدى اليومين الماضيين، اقتحمت حركة "السترات الصفراء" باريس، وتمكنت من خلق شعبية ملموسة في الشارع الفرنسي. وحسب ما جاء في مجلة التايم الأمريكية، اجتذبت الاحتجاجات مجموعة كبيرة من الناس، الذين وضعوا المتاريس وأغلقوا الطرق وحطموا النوافذ، كما دخلوا في اشتباكات دامية مع قوات الأمن في الشانزليزيه خلال الساعات القليلة الماضية. وتعهدت "السترات الصفراء" بالنزول إلى الشوارع مرة أخرى اليوم السبت، والاشتباك مع قوات الأمن في التجمهر المُجهز له في باريس، مهددين بأنهم سيقومون بالصعود للمتاجر الفاخرة في الشارع الكبير وإقامة متاريس خاصة بها. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن الوضع الحالي، والذي يشهد صراع "رأس برأس" بين جموع المتظاهرين والسلطات الفرنسية يميل إلى أن يتحول لحرب أهلية خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدة أن بعض الدراسات التي أجريت على مدى اليومين الماضيين أظهرت أن ثلثي الشعب الفرنسي يؤيد تلك التظاهرات. موازنة ماكرون تُصدر أزمات سياسية للحكومة الفرنسية وقال تييري بول فاليت، وهو متحدث باسم الحركة خلال حواره مع مجلة "تايم" أمس الجمعة: "هناك جو من الحرب الأهلية.. ماكرون عليه مسؤولية كبيرة الآن". وأضاف: "القرار بأيدي ماكرون يستطيع إما أن يهدئ الوضع وإما يلهبه.. قد يكون الرئيس في الأرجنتين، لكنه ليس في المنفى"، مشيرًا إلى أنه يعي ما يحدث في البلاد. وعلى مستوى الشارع الفرنسي، ترى فئات مختلفة من الفرنسيين أن ماكرون قد يكون قادرًا على إنهاء تلك الاحتجاجات بالعدول عن القرارات التي أصدرها في منتصف نوفمبر، بشأن زيادة الضرائب على الوقود للمساعدة في تمويل خطته لانتقال فرنسا إلى الطاقة المتجددة. الزيادة التي ترفع أسعار الوقود حوالي 10 يورو (14 دولارًا) تمثل أعباء إضافية على نفقات الأسرة الفرنسية الشهرية، خاصة العائلات الفقيرة في البلاد. احتجاجات السترات الصفراء تتصاعد وشعبية ماكرون تنخفض ورأى فاليت أن السياسات التي يتبعها ماكرون في الوقت الحالي تبدو بعيدة عما كان قد وعد به خلال الفترة الماضية، حيث شملت الإصلاحات التي كان مُخططا لها في الربع الأخير من 2018، تطوير نظام الرعاية الصحية الطارئ، والذي يعاني خللًا واضحًا، بالإضافة إلى ما يعرف ب"استراتيجية الفقر"، والتي تهدف لتغيير كيفية توزيع الفوائد على الأشخاص الأكثر احتياجًا. وبخلاف الخطوات السابقة، تشمل أيضًا الإصلاحات التي وضعتها سياسات ماكرون خطة مثيرة للجدل لخصم ضرائب الدخل مباشرة من شيكات الرواتب، وذلك قبل وصولها إلى الفرنسيين، الأمر الذي يتعارض مع السياسات التي يتبعها الرئيس خلال الوقت الحالي في قضايا الوقود.