أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون سيلقى خطابا، اليوم الثلاثاء، فى محاولة لدعم زيادة الضرائب، وذلك بعد أن اندلعت مواجهات عنيفة بين متظاهرى «السترات الصفراء» والشرطة بسبب زيادة الضرائب على الوقود. ومن جانبه، قال برونو لومير وزير الاقتصاد الفرنسي: إن الرئيس ماكرون سيدعو فى الخطاب اليوم لعقد مناظرات شعبية بين الفرنسيين لمناقشة سياسات الحكومة، وقال «لقد حان وقت الاستماع للفرنسيين». واعترف الوزير الفرنسى بأن الأزمة الراهنة ليست مجرد أزمة وقود، بل هى أبعد من ذلك، وشدد على أهمية العمل من أجل تحسين مستوى المعيشة للفرنسيين. وذكرت صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» نقلا عن الإليزيه أن ماكرون سيعلن إنشاء «مجلس أعلى للمناخ» يضم خبراء. وأضافت أن وضع هذا المجلس تحت سلطة رئيس الوزراء يهدف إلى «الحد من الاستياء» حول «السياسة المتعلقة بالطاقة وعواقبها الضريبية». وانخفضت شعبية الرئيس الفرنسى فى استطلاع تم إجراؤه الأسبوع الماضى ووصلت إلى 25%، واتهمه المتظاهرون بأنه «رئيس الأغنياء».ونشرت وسائل الإعلام الفرنسية أن انتخاب الرئيس ماكرون كان بناء على تعهداته برفع مستوى معيشة الفرنسيين وتحسين مستواهم الاقتصادى وخصوصا الفقراء، لكن الإصلاحات التى يقوم بها ماكرون منذ توليه الرئاسة والتى تدعم مصالح رجال الأعمال وكان من المفترض أن تهدف إلى القضاء على البطالة تأثيرها محدود جدا حتى الآن. ويرى المحللون أن خطاب اليوم هو فرصة على ماكرون أن يستغلها لإعلان إجراءات من شأنها التخفيف على المواطنين بعد إعلان زيادة الضرائب على الوقود، كما أنه عليه أن يفتح الباب للحوار الشعبى مع اتحادات التجارة وغيرها من الهيئات الشعبية لمناقشة كيفية تحسين مستوى معيشة المواطن الفرنسي. وأعرب قادة المعارضة الفرنسية أن المتظاهرين الفرنسيين الذين نسقوا للاحتجاجات الأخيرة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى وليس عن طريق الأحزاب السياسية التقليدية اكتسبوا قاعدة شعبية أكبر. ونقلت صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية عن زعيم الحزب الاشتراكى الفرنسى أوليفر فور قوله: «إن التحرك إذا جاء من ما يقرب من جميع الفرنسيين، ستكون هناك استجابة لمطالبهم ولن يتم تجاهلهم واعتبارهم مجموعة من البلطجية». وذكرت الصحيفة الفرنسية أن هناك دعوات على وسائل التواصل الاجتماعى لتنظيم مظاهرة أخرى واسعة النطاق يوم السبت المقبل. وتدفع باريس فاتورة الاشتباكات التى اندلعت بين الشرطة ومتظاهرى «السترات الصفراء» يوم الأحد الماضى أمام قصر الإليزيه حيث أشعل المتظاهرون النار فى حواجز الشرطة أمام القصر، ودمروا شبابيك المتاجر فى الشوارع، بما فيها شارع الشانزليزيه، ونزعوا أعمدة الإنارة من أماكنها. وأسفرت الاحتجاجات عن إصابة 30 شخصا واعتقلت الشرطة نحو 101 شخص اشتبكوا مع أفراد الأمن خلال الاحتجاجات. وتتهم الحكومة الفرنسية نشطاء «اليمين المتطرف» بارتكاب أعمال العنف خلال الاحتجاجات وتؤكد أنهم دسوا نحو 8 آلاف متظاهر يرتدون السترات الصفراء داخل صفوف المتظاهرين. ولم يفوت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الفرصة للضغط على ماكرون والاتحاد الأوروبى بشأن التجارة والنفقات العسكرية، عبر قوله للرئيس الفرنسى إنه يتابع عن كثب تظاهرات «السترات الصفراء» فى فرنسا.