لليوم السادس على التوالي، أصابت المظاهرات الاحتجاجية الحاشدة العاصمة الفرنسية باريس وعددا من ضواحيها بالشلل، فى إطار المظاهرات الرافضة للغلاء وزيادة أسعار الوقود بفرنسا. وأقام المتظاهرون، الذين ينتمون لحركة «السترات الصفراء»، الحواجز فى الطرقات ، وأشعلوا النيران لإبطاء حركة السير إيجاد حالة شلل جزئى بالمدينة، فضلا عن إغلاق كل الطرق المؤدية إلى المراكز التجارية فى يوم التخفيضات الهائل المعروف باسم»الجمعة السوداء». ونظم المحتجون وقفة أمام منزل أحد نواب حزب «الجمهورية إلى الأمام»، الحزب الحاكم الذى ينتمى إليه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وكسوه باللون الأصفر، مرددين هتافات منددة بأداء الرئيس وحكومته عبر ميكروفونات ضخمة لتوصيل رسالتهم، وقاموا بتوزيع عناوين لبعض نواب الحزب الحاكم ، للقيام بوقفات مماثلة أمام منازلهم. وأعلنت «السترات الصفراء»، فى تصريحات إعلامية، أنها ستظل فى الشارع لحين الاستجابة لمطالبها، مؤكدة أن الشعب الفرنسى سئم «كذب الحكومة»،على حد تعبيرها، وطالبت بحل الحكومة، وإجراء استفتاء شعبى على استمرار الرئيس ماكرون فى قصر الإليزيه. وكانت الحركة قد انطلقت بالأساس فى 17 نوفمبر الجاري، عبر دعوات على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، دون أن يكون لها قائد معروف، لكنها حظت بعد ذلك بدعم كبير من الشارع الفرنسى ، فضلا عن تأييد اتحاد القوة العمالية «فورس أوفريير» للنقل، فوسعت الحركة نطاق مطالبها للتنديد بالنظام الضريبى بصورة عامة وبتراجع القدرة الشرائية. من جانبه، دعا الرئيس الفرنسى ماكرون إلى «الحوار» لإقناع المتظاهرين بوضع حد لاحتجاجاتهم التى تشل حركة السير على الطرقات العامة، وتمنع الوصول إلى مستودعات البترول، مؤكدا أنه»عبر الحوار يمكن الخروج من الأزمة، والتوصل لحلول « كما التقى ماكرون نحو ألفى عمدة من رؤساء مدن فرنسا وجزرها بقصر الاليزيه، للتشاور بشأن ضرائب الوقود وكيفية التصدى للأزمة، موضحا أنه يريد أن يجعل من فرنسا دولة نظيفة صديقة للبيئة. ومن جهته، أكد رئيس الوزراء إدوار فيليب لنواب «الجمهورية إلى الأمام»،أنهم سينتصرون بتماسكهم وثباتهم، كما قال مسئول بارز فى وزارة الداخلية إن مظاهرة الغد -السبت- لن يتم منعها لكن لا يمكن تنظيمها فى ساحة الكونكورد لأسباب أمنية. وعلى الصعيد الخارجي، بعث ماكرون بقوات إضافية لجزيرة لارينيون الفرنسية ، التى تم إعلان حالة الطوارئ بها مؤخرا، عقب أعمال العنف والشغب والحرائق وسرقات المحال التجارية التى اندلعت بالجزيرة، تضامنا مع احتجاجات السترات الصفراء فى باريس. جاء ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه إحصائية جديدة لمركز أبحاث «إيفوب» عن أن 70% من الشعب الفرنسى يساند حركة السترات الصفراء، مؤكدة أن نحو 29ألف فرنسى ، أبدوا رغبتهم فى المشاركة بالمظاهرات، بينما أعرب 195 ألفا آخرين عن اهتمامهم بها.