أعلنت الحكومة الفرنسية، أمس، إصرارها على المضى قدما فى زيادة الضرائب على المحروقات، وذلك فيما تتواصل مظاهرات «السترات الصفراء» فى جميع أنحاء البلاد، احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات لليوم الثالث على التوالى، والتى أدت إلى شلل مرورى كما تخللتها أعمال عنف. وأكد رئيس الوزراء الفرنسى إدوار فيليب فى مداخلة على محطة «فرانس 2» الفرنسية، تمسك حكومته بزيادة الضرائب على المحروقات، على الرغم من مظاهرات «السترات الصفراء» احتجاجا على تلك الرسوم. وقال فيليب: «المسار الذى وضعناه، سنستمر فيه»، مضيفا: «فليس عندما تهب العاصفة، يجب علينا تغيير المسار». وتابع: «أستمع إلى الغضب، وإلى المعاناة أيضا». وأوضح فيليب أنه «بعد نهاية ولاية الرئيس ماكرون (خمس سنوات)، سنرى إذا ما تحققت التعهدات وما توصلنا إليه من نتائج»، مضيفا أن «ماكرون تعهد أمام الفرنسيين فى 2017 بتغيير نظام الضرائب، وهذا أمر مهم». وتابع: «إننا بهذا الإجراء ندعو الفرنسيين للتخلى عن استخدام السيارة حفاظا على البيئة». وتعليقا على تصريحات، فيليب، ندد النائب بالحزب الجمهورى (يمين) إريك سيوتى، بتصميم رئيس الوزراء الذى قال إنه يستمع إلى غضب الشعب، ولكن لن يغير سياسته». فى غضون ذلك، قدرت إذاعة «فرانس بلو» الفرنسية حجم خسائر الاحتجاجات، بمئات الآلاف من اليوروهات نتيجة الحرائق وتوقف حركة القطارات والمترو، وعرقلة العمل فى مستودعات النفط. وكان وزير الداخلية الفرنسى كريستوف كاسنر، قد أشار أمس الأول، فى تصريحات لإذاعة «إر.تى.إل» الفرنسية إلى أن عدد المتظاهرين بلغ نحو 290 ألف متظاهر فى 2034 موقعا فى شتى أنحاء فرنسا، موضحا أن حصيلة المصابين 409 أشخاص، بينهم 14 فى حالة خطرة، فى حوادث حرائق وعنف واختناق». وأضاف كاسنر أن «عدد المتظاهرين فى ارتفاع مستمر، كما تم اعتقال أكثر من 282 شخصا» على خلفية أعمال عنف. من جانبها، أشارت صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية إلى أن البلاد تشهد موجة من الغضب للمرة الأولى منذ عقود طويلة، وسط صمت تام لقصر الإليزيه، فى ظل انخفاض شعبية الرئيس الفرنسى لمستوى غير مسبوق، حيث وصلت إلى 25%.