لليوم الثالث على التوالي، أغلق متظاهرو «السترات الصفراء» الطرق فى العاصمة باريس والمحاور المؤدية إليها من مختلف المدن الفرنسية احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود، فى الوقت الذى قضى فيه المتظاهرون ليلتهم خلال اليومين الماضيين فى الشوارع. وأعلنت السلطات الفرنسية أن مائة نقطة تجمع لأفراد الحركة الاحتجاجية تعمل على إغلاق الطرق فى العاصمة والمدن الكبرى بهدف فرض حالة شلل تام فى البلاد. وفى باريس، سار متظاهرون من قوس النصر إلى شارع الشانزيليزيه مطالبين باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون. ومن ناحيته، أعلن كريستوف كاستنير وزير الداخلية لراديو «آر. تي. إل» أن 288 ألف شخص شاركوا فى احتجاجات فى 2034 موقعا فى أرجاء البلاد، مشيرا إلى أن نحو 3500 شخص ظلوا فى الشوارع طيلة الليل. واستجوبت الشرطة 282 متظاهرا، بينهم 73 فى أثناء الليل، بينما تم إيداع 157 منهم قيد الحجز الاحتياطي. وقال كاستنير: «الليلة الماضية كانت مضطربة، وقعت اعتداءات ومشاجرات وحوادث طعن ضمن تظاهرات السترات الصفراء». وكان أحد سائقى سيارات النقل الثقيل قد صدم أمس الأول متظاهرا مما تسبب فى إصابته بجروح بالغة، كما أطلق قائد سيارة الرصاص من بندقية رش أصاب بها مواطنا فى تصعيد شديد لحالة الغضب التى انتابت بعض المواطنين خلال محاولاتهم المرور وكسر الحواجز التى تقيمها حركة السترات الصفراء لإغلاق الطرق. ويذكر أن آخر حصيلة للمصابين جراء المظاهرات وإغلاق الطرق قد سجلت 409 مصابين بينهم 28 من عناصر الأمن. وفى تطور آخر، أغلق المحتجون بعض منافذ الوقود من محطات البنزين، فى حين أعلن متحدث باسم شركة توتال أن المتظاهرين أغلقوا أمس ثلاثة مستودعات للوقود فى فيرن قرب مدينة رين فى شمال غرب البلاد وفى مدينة فو سير مير بالجنوب وفى لا روشيل. ويشار إلى أن جماعة «السترات الصفراء» أطلقت على نفسها هذا الاسم كناية عن سترات النجاة الصفراء التى يرتدونها وهى المستخدمة لقائدى السيارات فى حالة الطوارئ والحوادث على الطرق. يأتى ذلك فى الوقت الذى كشف فيه آخر استطلاع للرأى عن تدنى شعبية الرئيس الفرنسى ماكرون خمس نقاط، فى حين تراجعت شعبية رئيس الوزراء إدوار فيليب أربع نقاط فى ظل الغضب الشعبى والمظاهرات التى يساندها 73% من الفرنسيين.