فى حالة من الغضب اجتاحت شوارع العاصمة باريس، لقيت سيدة فرنسية مصرعها وأصيب 4 آخرون ،فى بداية يوم من الاحتجاجات العارمة التى نظمها «أصحاب السترات الصفراء» احتجاجا على زيادة أسعار البنزين والديزل، وخطط الحكومة لزيادة الضرائب على وقود المركبات. وذكر وزير الداخلية الفرنسى كريستوف كاستنر أن سيدة فى الخمسينات من العمر لقيت مصرعها دهسا فى حادث سيارة فى منطقة سافوى جنوب شرق البلاد ،بسبب التوتر الذى أحدثته التجمعات، حيث أصيبت قائدة سيارة بالذعر عندما شرع المتظاهرون بالضرب على سيارتها، مما أفقدها السيطرة و تم دهس المتظاهرة عن طريق الخطأ عندما حاولت الخروج من وسط المظاهرة. وعلى الصعيد نفسه، شارك أكثر من 50 ألف متظاهر فى المسيرات التى اجتاحت شوارع فرنسا ، وسط توقعات بزيادة عددهم خلال الساعات المقبلة. كما يتوقع المسئولون قيام متظاهرين بعرقلة المرور على الطرق السريعة، من خلال قيادة السيارات ببطء على عدة حارات وإقامة حواجز. وتأتى المظاهرات تلبية لدعوات حركات احتجاجية شعبية على وسائل التواصل الاجتماعى دعت المتظاهرين إلى الخروج إلى الشوارع وهم يرتدون سترات صفراء. كما دعا البعض أيضا إلى مقاطعة منتجات التبغ و الكحول و الوقود،كونهم من أكثر المنتجات الخاضعة للضريبة الحكومية. وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أنه تم تنظيم 100 تجمع احتجاجى حتى الآن، ومن المتوقع أن يصلوا إلي1500 من كافة أنحاء فرنسا لحين التجمع فى نقطة التلاقى فى باريس وضواحيها لينطلقوا منها فى مسيرات منتظمة لتوصيل الرسالة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته. ووجه منظمو الاحتجاجات إنذارا بأن تحركاتهم ستتسبب فى شل حركة المرور بالبلاد وتعطيل كافة المواصلات والسكك الحديدية وإغلاق المحال والمؤسسات ومحطات الوقود. ودعما للاحتجاجات، أعلنت رابطة الحافلات الثقيلة عن تعطيل الطرق بخروج أعضائها على الطرقات وسدها. ومن جانبه، حذر وزير الداخلية كريستوف كاستنير من هذا التحرك الشعبى مطالبا بعدم إحداث حالة شلل للطرق أو إغلاق محطات الوقود، لتهديده لسلامة وحرية الحركة بالبلاد. وعلى الرغم من رفضها المشاركة فى حركة الاحتجاج، إلا أن أحزاب المعارضة أعربت عن دعمها لها. وجاءت المظاهرات على الرغم من المبادرة التى أعلنها رئيس الوزراء إدوارد فيليب لمساعدة سائقى السيارات، بما فى ذلك منحة قيمتها 4 آلاف يورو (4559 دولارًا) للأسر الأكثر فقرا لاستبدال سياراتهم القديمة بسيارات جديدة أقل استهلاكًا للوقود. ويعارض المحتجون قرار الحكومة بزيادة الضرائب على الوقود 4 سنتات للتر البنزين و7 سنتات للديزل (السولار).