«عوة مش هتخوفنا».. قصة آخر أنواء الشتاء بالإسكندرية

"نوة وبرد العجوزة" تٌوقف حركة الملاحة البحرية في الإسكندرية.. يمتنع الصيادون عن نزول البحر قبل 24 ساعة من حلولها.. تُوقف حركة البوغازين.. ومواطنون: الشتاء رجع من جديد
"هل عاد الشتاء مجددا؟"، سؤال مطروح على صفحات التواصل الاجتماعي بعد استقرار كبير فى درجات الحرارة وحلول طقس مغاير عن الأسبوعين الماضيين، الذى سطعت فيه الشمس بصورة كبيرة وشعر المواطنون بدفء كبير، فى الوقت الذى أقبل فيه مواطنون على التخلص من الملابس الثقيلة وارتداء ملابس تناسب الطقس. إلا أنه منذ مساء أمس شهدت درجات الحرارة في محافظة الإسكندرية تراجعا كبيرا، وهطلت أمطار غزيرة إيذانا ببدء نوة "العوة وبرد العجوزة" وهي النوة التى أثارت جدلاً بشأن أسباب تسميتها ومدى حدتها ولماذا تتعرض البلاد لنوة شديدة رغم انتهاء الشتاء فعليا.
ما النوات؟ حسب خبراء الأرصاد الجوية فالنوات تعنى وجود تقلبات جوية مصحوبة بمناخ سيئ وهطول أمطار غزيرة ورياح شديدة وتقلبات هوائية وتبدأ من منتصف موسم الخريف وتتصاعد حدتها خلال فصل الشتاء وتستمر حتى موسم الربيع، ومع بدايات هذه الأنواء ينتاب أبناء الإسكندرية حالة من القلق بعدما ارتبطت كوارث الشتاء
ما النوات؟
حسب خبراء الأرصاد الجوية فالنوات تعنى وجود تقلبات جوية مصحوبة بمناخ سيئ وهطول أمطار غزيرة ورياح شديدة وتقلبات هوائية وتبدأ من منتصف موسم الخريف وتتصاعد حدتها خلال فصل الشتاء وتستمر حتى موسم الربيع، ومع بدايات هذه الأنواء ينتاب أبناء الإسكندرية حالة من القلق بعدما ارتبطت كوارث الشتاء خلال الآونة الأخيرة بالموت والصعق والغرق وانهيار العقارات.
وتتعرض البلاد لنحو 18 نوة خلال 5 أشهر أشهرها الكرم والفيضة الكبرى وقاسم وهي النوات التى تشهد هطول أمطار بغزارة، ويعد الموسم الحالي هو أكثر المواسم التى شهدت تعرض البلاد لبرودة طقس شديدة وهطول أمطار غزيرة منذ أعوام طويلة.
«عوة» آخر نوة
قديمًا عُرف أن هناك 18 نوة تبدأ بنوة غسل البلح وآخرها نوة "عوة وبرد العجوزة"، وتواترت حكايات كثيرة عن سبب تسمية النوة بهذا الاسم، ومن أشهر حكاياتها على الإطلاق هى أنها تعد آخر النوات، إذ كان قديما مجموعة من البحارة يقومون بالصيد ومع انتهاء فصل الشتاء فعليا تلقوا إنذارا بعدم نزول البحر ما اعتبره صيادون توقف حال، وطالبوا بالنزول واستكمال عملية الصيد، معتبرين أنه تهديد لهم فخرج أحدهم يتمتع بهدوء، فأوضح لهم قائلاً :"هى مش عو هيخوفنا، وعوة دى آخر نوة، وهي نوة تؤثر فى كبير السن فقط لكن علينا الالتزام"، ومن هنا سار اسمها "نوة عوة وبرد العجوزة".
وتعد نوة "العوة وبرد العجوزة" في موعدها خلال الربع الأخير من شهر مارس ومدتها 6 أيام وتعد إيذانًا بنهاية فصل الشتاء وهى نوة مصحوبة برياح شرقية وتكون ممطرة وسميت بهذا الاسم لأنها آخر النوات الباردة.
شيخ صيادي الإسكندرية: آخر نوات الشتاء
قال أشرف زريق، شيخ صيادي الإسكندرية، إن نوة "عوة وبرد العجوزة" سميت بهذا الاسم، لأنها ترمز لعدة أشياء أنها ليست نوة مخيفة وتعد النوة الأخيرة، ولا بد من الحيطة وخلالها يتوقف الصيادون عن الصيد ونزول البحر وقديما أشاروا إلى أن سبب تسميتها جرى كعُرف بين الصيادين والبحارة.
وأضاف شيخ صيادي الإسكندرية في تصريح إلى "التحرير" أن هذه النوة تشير إلى أن البحر سيفيض بخير كثير، وأن السمك سيزداد بصورة ملحوظة وأنها تعد الفترات الأكثر حصولاً على الأسماك بخاصة سمك "الدنيس".
توقف عن الصيد 4 أيام
قال أشرف رزيق، شيخ صيادي الإسكندرية، إن حركة الصيد توقفت قبل 24 ساعة من حلول نوة العوة، مشيرا إلى أن الصيادين علموا بها من داخل البحر بسبب اتجاه النجوم وارتفاع مستوى البحر، وأن القرار بتوقف حركة الصيد مستمر.
وأوضح أنه كان من المفترض أن يأتي موعد النوة فى 26 مارس لكنها تأخرت عن موعدها، وأرجع ذلك للتغييرات التى يشهدها المناخ خلال السنوات الأخيرة، لكن عادة موعدها فى الربع الأخير من شهر مارس وتتراوح مدتها بين 4 أيام و6 أيام.
وأشار إلى أنها نوة تشهد انخفاض درجات الحرارة وتصحبها موجة باردة ليلاً وتبدو خلالها السحب والجو غير مستقر ويكون متقلبا خلال هذه النوة ما بين ارتفاع وانخفاض فى درجات الحرارة مع رياح وارتفاع وتلاطم الأمواج وتؤثر العواصف على ضعف الإرسال الفضائى (أطباق الأقمار الصناعية) بسبب عدم استقرار تلك الأطباق.
غلق بوغازي الإسكندرية والدخيلة
تسبب نوة "عوة وبرد العجوزة" في غلق بوغاز ميناءي الاسكندرية والدخيلة، نظرا لسوء الأحوال الجومائية، وأرجع رضا الغندور المتحدث باسم الهيئة العامة لميناء الإسكندرية، القرار لإدارة حركة السفن، لأن ذلك يعود نظرا لارتفاع الأمواج وسرعة الرياح إلى المعدلات التي لا تسمح بحركة اللنشات وصعود ونزول المرشد من وعلى السفينة بشكل آمن وهو ما تشهده هذه النوة.