النوة تستمر 4 أيام يصاحبها رياح شمالية غربية شديدة الأمطار.. محافظات الساحل الشماي الأكثر تأثرًا ساعات قليلة تفصل عروس البحر الأبيض المتوسط عن التعرض لنوة جديدة تحت مسمى "المكنسة"، تعد الأولى من نوعها خلال فصل الشتاء. ورغم تعرض محافظة الإسكندرية لموجتين من الطقس السيء، تسببتا في هطول أمطار غزيرة، إلا أن توقعات خبراء الأرصاد الجوية، يتوقعون أن تكون نوة "المكنسة" أكثر قوة، يصاحبها انخفاض كبير في درجات الحرارة، لذا ينص خبراء الأرصاد أهالي الإسكندرية باراتداء الملابس الثقيلة خلال فترة النوة التي تبدأ فلكيًا، غدًا الإثنين، وتستمر لمدة 4 أيام يعقبها نوة "باقي المكنسة" التي تبدأ في 22 نوفمبر، وتستمر لأربعة أيام أخرى برياح جنوبية غربية. لماذا سُميت ب"المكنسة"؟ قال أحمد العربي، صياد، إن الصيادين هم من أطلقوا اسم النوات؛ لمراقبتهم الشديدة لها، موضحًا أنه تم تسمية النوة بالمكنسة، لأنها تقوم ب"كنس" الجو وتنظفه، بحسب تعبيره. وأشار الدكتور فتحي أبو عيانة، أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، إن أسماء النوات محلية من صنع الأهالي، بناء على معتقدات ومفاهيم ربما تكون خاطئة أو صحيحة، لافتًا بأن هناك قبطان بحري، يعد أول من أطلق اسم "المكنسة" على النوة. وأضاف "أبوعيانة"، أن النوات عبارة عن عواصف جوية تشبه الأعاصير، ويصاحبها ارتفاع في منسوب البحر، وأكثر المهتمين بها أصحاب المهن المرتبطة بالبحر. وتعد فئة الصيادين الأكثر شعورًا بالنوات قبل قدومها، حيث تدفعهم لعدم نزول البحر بمدة تتراوح من 24 - 48 ساعة، ويؤكد أشرف زريق، شيخ الصيادين بالإسكندرية، أن جميع الصيادين يتوقفون عن العمل تمامًا مع حلول نوة "المكنسة" أو أي نوة أخرى. وأكد "رزيق" – في تصريحات ل"التحرير" – أن بوادر نوة المكنسة بدأت في الظهور، وشعر بها جميع الصيادين، مشددًا على أن عمليات الصيد محظورة نهائيًا في تلك الفترة. نوة المكنسة في سطور ويقول محمد محمود عيسى، رئيس الإدارة المركزية لبحوث الأرصاد، إن مصر تستقبل نوة "المكنسة" يوم 16 نوفمبر من كل عام، وتستمر لمدة 4 أيام برياح شمالية غربية، يصاحبها أمطار غزيرة. ويضيف "عيسى"، أن هذه النوة تتميز بأمطار غزيرة، تفوق الكمية التي شهدتها البلاد قبل 10 أيام، وسرعة الرياح فيها تصل إلى 40 عقدة، وتتسبب في ارتفاع الأمواج من 4 أمتار ونصف إلى 6 أمتار. وأشار رئيس الإدارة المركزية لبحوث الأرصاد، إلى أن نوة المكنسة سوف تتسبب في غلق الموانىء البحرية، وتتوقف معها عملية حركة دخول وخروج السفن من وإلى الميناء، لحين عودة سرعة الرياح إلى معدلاتها الطبيعية. عن درجات الحرارة، أكد محمد عيسي، أن درجات الحرارة ستنخفض عن معدلاتها الطبيعية بنحو 4 درجات كاملة، لتصبح درجة الحرارة العظمى 21، والصغرى 16، مشيرًا إلى أن محافظات الساحل الشمالي الأكثر تأثرًا بتلك النوة.