عبد المعز: البنت التي لا تتزوج في الدنيا تعد من الشهداء يوم القيامة.. وكريمة: لا يوجد دليل على ذلك والصحابيات الأحق.. ومنصور: لم يذكرها الرسول صراحة أو ضمناَ في الحديث. حالة من الجدل شهدها الشارع المصري مؤخرا، بعدما تدول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال ال24 ساعة الأخيرة فتوى انتشرت انتشار النار في الهشيم، للشيخ رمضان عبد المعز، أحد علماء الأزهر الشريف، أكد من خلالها أن "البنت التي لا تتزوج في الحياة الدنيا تعتبر من الشهداء يوم القيامة، ويكرمها الله عز وجل، مستشهدًا بالحديث النبوي الصحيح: "الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله، فذكر المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، وصاحب ذات الجنب، والحرق، والمرأة تموت بجمع، والفتاة البكر". تداول الفتوى بصورة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، دفع "التحرير" إلى التواصل مع عدد من علماء الدين للوقوف على حقيقة هذه الفتوى، وهل بالفعل تعد من ماتت بدون زواج من الشهداء؟ وهل هناك أى دليل من القرآن أو السنة عليها؟. تصريحات عبدالمعز قوبلت بهجوم جديد من قبل علماء الأزهر، حيث أكدوا أنها غير صحيحة، تداول الفتوى بصورة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، دفع "التحرير" إلى التواصل مع عدد من علماء الدين للوقوف على حقيقة هذه الفتوى، وهل بالفعل تعد من ماتت بدون زواج من الشهداء؟ وهل هناك أى دليل من القرآن أو السنة عليها؟. تصريحات عبدالمعز قوبلت بهجوم جديد من قبل علماء الأزهر، حيث أكدوا أنها غير صحيحة، ولا يوجد أى نص من القرآن الكريم أو السنة النبوية على ما قال، مؤكدين أن الحديث الذى استدل به عبد المعز جميع الروايات المتواترة وصحيحة، لم يتم ذكر الفتاة التى لم تتزوج من الشهداء". وكان عبد المعز قد أكد، خلال برنامج "لعلهم يفقهون"، "على أن من لم تتزوج في الدنيا ستتزوج في الآخرة ويكرمها الله على صبرها، مثلها مثل من لم يتزوج من الرجال في الحياة الدنيا". يفتقد إلى الدليل وفي هذا السياق قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر الشريف، إن "ما تحدث عنه الشيخ رمضان لا يوجد أى دليل عليه، من الكتاب والسنة النبوية المطهرة، ولكن تحدث عنه الرسول صلي الله عليه وسلم في الحديث، المرأة التى توفيت أثناء فترة النفساء، ولم يذكر ما تحدث عنه الشيخ رمضان، بالإضافة إلى أنه لا يوجد أى دليل على كون الفتاة التى لم تتزوج في الدنيا من الشهداء يوم القيامة". وأضاف كريمة في تصريحات خاصة ل"التحرير"،" الله تبارك وتعالي قال في كتابه العزيز "وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا"، وهذه الآية تحض على عدم الحديث عن الأمور الغيبية غير المعلومة للبشر، التى لا يوجد أى دليل من القرآن الكريم عليها أو السنة النبوية المطهرة وتركها لله تعالي". الصحابيات وأخوات الأنبياء وتابع: "كان من الأفضل أن يقول إن من لم تتزوج وصبرت على قضاء الله سوف تنال جزاء الصابرات المحتسبات يوم القيامة"، مضيفا: هناك الكثير من الصحابيات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوجن، إضافة إلى وجود العديد من أخوات الأنبياء لم يتزوجن، فكان منى الأولي أن يكن من الشهداء". الدكتور عبد الحليم منصور عميد كلية الشريعة والقانون بالمنصورة، قال إن الشهداء في الإسلام ينقسمون إلى ثلاثة أقسام القسم الأول شهداء الدنيا والقسم الثاني شهداء الأخرة والقسم الثالث يتعلق بشهداء الدنيا والأخرة، وذكر عن الرسول (ص) أنه سئل ذات يوم من الصحابة، ماذا تعرفون عن الشهداء؟ فقالوا من مات في سبيل الله، فقال رسول الله، إذا شهداء أمتي قليل وأخذ الرسول (ص) يعدد الشهداء في الإسلام، فذكر المبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والمرأة التى ماتت وهي تلد، ومن مات بسبب علة من العلل، ولم يذكر الرسول من ماتت دون أن تتزوج من الشهداء سواء أكان عن طريق التلميح أو التصريح. عار من الصحة وتابع: منصور ل"التحرير"، "هذا الكلام غير صحيح، ولا أساس له من الصحة، ولم يذكر في أى رواية صحيحة عن الرسول (ص) أنه عدد من ماتت دون أن تتزوج تعد من الشهداء، وإذا كانت وردت فستكون الرواية ضعيفة دون إثبات". هذا وقد اتفق عدد من العلماء في حديثهم ل"التحرير" على عدم وجود نص في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على كون من ماتت دون أن تتزوج من الشهداء يوم القيامة، وهم الداعية الإسلامي السيد رشدي شلبي والداعية والدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وما قاله الشيخ رمضان من قبيل الاجتهاد الشخصي وهو من يحاسب على ما قال".