عويضة عثمان: السكر من أمراض البطن ومن يموت به شهيد.. وكريمة: موتى السكر والكبد والكلى والسل والمسالك البولية شهداء.. وعبد الرازق: نحتسبهم من الشهداء سادت حالة من الجدل فى الآونة الأخيرة حول حكم من يتوفى بمرض السكر وهل يعد من الشهداء أم لا، وهو ما دفع "التحرير" إلى التواصل مع علماء الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية للوقوف على حكم من مات بداء السكر وهل يدخل ضمن الشهداء الخمسة الذين نصت عليهم الأحاديث النبوية "وهم المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد فى سبيل الله"، الذين أجمعوا بدورهم على أن من يموت بمرض السكرى يعد من الشهداء، ولم يقصر العلماء الأمر على من مات بمرض السكر فقط، وإنما ذهبوا إلى أن من مات بمرض الكبد والكلى والمسالك البولية والسل والإسهال يعد من الشهداء. الشهداء الخمسةوفى هذ السياق قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إن من مات بداء السكر يدخل من ضمن الشهداء الخمسة الذين أخبر عنهم النبى (صلى الله عليه وسلم)، لأن السكر هو الجزء المسئول عن إفراز الأنسولين فى الجسم يصل لمرحلة من الفشل فيعطل عمله ويؤثر على جسم الإنسان وقد يؤدى إلى الوفاة.وأضاف الشهداء الخمسة وفى هذ السياق قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إن من مات بداء السكر يدخل من ضمن الشهداء الخمسة الذين أخبر عنهم النبى (صلى الله عليه وسلم)، لأن السكر هو الجزء المسئول عن إفراز الأنسولين فى الجسم يصل لمرحلة من الفشل فيعطل عمله ويؤثر على جسم الإنسان وقد يؤدى إلى الوفاة. وأضاف عثمان فى تصريحات تليفزيونية بقناة الناس: "هذا المرض داخل فى أمراض البطن، ويدخل ضمن الذي يموت شهيدا كما نص الحديث: (الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)"، منوها بأن الشوكة يشاكها المؤمن يكتب الله له بها أجرا، فما بالنا بمرض ربما يؤدي إلى هلاك الإنسان. وقد اختلف أهل العلم في تحديد أي داء يصيب البطن هو الذي يكون الميت به شهيدًا، ولعل أرجح الأقوال التي نقلها الإمام النووي، أن داء البطن هو كل داء يصيب الجوف ويؤدي إلى الموت، بغض النظر عن اسمه المرض وصفته. شهيد المرض الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، قال إن كل من يتوفى بسبب مرض السكر يعد من الشهداء، لأنه توفى بمرض البطن وصبر على مرضه، وأردف: النبى صلى الله عليه وسلم لم يحدد مرضا معينا للمبطون أو وصفا له، لذلك يندرج تحت المبطون جميع الأمراض التى تصيب البطن وتسبب الوفاة مثل أمراض الكلى، والكبد، والمسالك البوليه، والسل. وأضاف كريمة فى تصريحات ل"التحرير": "كل مرض معلوم فى الوقت الراهن يُصيب البطن أو غير معلوم ويأتى فى المستقبل يندرج تحت حكم المبطون، ويأخذ حكمه ويعد من توفى به من الشهداء، وله الأجر والثواب عند الله". وتابع: "هناك إجماع من قبل العلماء على أن من مات بسبب داء البطن فهو من الشهداء، ولا يوجد خلاف فى هذه المسألة، وإنما الخلاف كان لدى البعض فى الوصول إلى تعريف الأمراض التى تدخل تحت المبطون"، مشيرا إلى أن العلماء الأوائل قد حسموا هذا الأمر وقد وضع البعض الإسهال من ضمن هذه الأمراض. كما اتفق الدكتور رمضان عبد الرازق أستاذ الفقه المقارن بمجمع البحوث الإسلامي، وعضو المركز الإعلامي بالأزهر الشريف، مع الدكتور عويضة عثمان والدكتور أحمد كريمة فى الرأى، إذ قال: «كل من مات بداء فى البطن يعد من الشهداء، ففى الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما تعدون الشهداء فيكم، قالوا: يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل: قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد"». يأخذ حكم الغريق وأضاف عبد الرازق فى حديثه ل"التحرير": "من الأدلة أيضا على أن من مات بمرض البطن هو من الشهداء ما أخرجه أحمد من حديث راشد بن حبيش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : القتل في سبيل الله شهادة، والطاعون شهادة، والبطن شهادة، والغرق شهادة، والحرق والسل شهادة والنفساء يجرها ولدها بسررها إلى الجنة". نحتسبه من الشهداء وتابع عبد الرازق: "لقد عرف الإمام النووي فى شرح مسلم المبطون بأنه كل من مات بداء فى بطنه، وعد من توفى بالإسهال من ضمنهم، وكذلك قال الإمام القاضى أن الاستسقاء وانتفاخ البطن يندرج تحت المبطون، وذهب ابن حجر العسقلانى إلى أن المبطون هو كل من اشتكى من البطن وعدد من مات بالإسهال تحته، وقياساً على هذا فإن من يموت بمرض السكر والكبد والسل والمسالك البولية لا مانع من أن نحتسبه من الشهداء". عبد الحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر، قال إن الشهداء في الإسلام أنواع منهم شهيد الدنيا والآخرة وهو من قاتل مخلصًا دفاعا عن الحق لتكون كلمته هي العليا، ومنهم شهيد الآخرة الذي مات بسبب المرض، ومنهم شهيد الدنيا الذي قاتل نفاقا ورياء وليس لأجل الحق، وعليه فإن مريض السكر يعد مرضه مزمنا ويدخل فى نطاق مرض البطن. وأضاف منصور ل"التحرير": إذا مات مريض السكر بهذه العلة فإنه ينطبق عليه وصف شهيد الآخرة، لما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام، إذ يقول: ما تعدون الشهداء فيكم؟ قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد. قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل. قالوا فمن يا رسول الله؟ قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن في البطن فهو شهيد والغريق شهيد. وتابع: "وعن أبي هُريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله، وفِي رواية الطاعون شهادة والغرق شهادة والبطن شهادة والنفساء يجرها ولدها بسررها إلى الجنة". واستطرد عبد الحليم: وبناء عليه فإن مريض السكر إذا مات متأثرا بمرضه وصبر عليه واحتسب الأجر والثواب عند الله عز وجل، يعد مبطونا وينطبق عليه وصف الشهادة الوارد في حديث النبي، وهو رحمة من الله عز وجل بعباده.