تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقتال الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء لبناء جداره الحدودي، وهو ما قام به بعد استخدامه حق النقض «الفيتو».. فهل سيكون ذلك في صالحه؟ الجمعة الماضية، أصدر الكونجرس الأمريكي قرارا يقضي بإلغاء حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب للحصول على تمويل لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك، إلا أن ترامب استخدم حق الفيتو، ورفض الموافقة على القرار، وقال: "للكونجرس حرية الموافقة على هذا القرار، ولديّ واجب الاعتراض عليه". وفي تصويت الجمعة انضم 10 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى الديمقراطيين لتمرير هذا الإجراء، وهو ما يمثل انشقاقا كبيرا في الحزب الجمهوري، ورغم تقليل ترامب من أهمية هذا الأمر، فإنه أظهر أن الدخول في معركة مع الكونجرس حول الميزانية أضعف دعم الجمهوريين للجدار ولحكمه. أشارت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية إلى أن بعض الجمهوريين الذين كانوا من مؤيدي خطة ترامب لبناء الجدار الحدودي، أعربوا عن اعتراضهم على إعلان ترامب حالة الطوارئ. إلا أنه في المقابل، يرى بعض الجمهوريين أن ذلك قد لا يكون شيئا سيئا بالنسبة لترامب، خاصة قبل سعيه للاستمرار في منصبه في انتخابات الرئاسة المقبلة أشارت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية إلى أن بعض الجمهوريين الذين كانوا من مؤيدي خطة ترامب لبناء الجدار الحدودي، أعربوا عن اعتراضهم على إعلان ترامب حالة الطوارئ. إلا أنه في المقابل، يرى بعض الجمهوريين أن ذلك قد لا يكون شيئا سيئا بالنسبة لترامب، خاصة قبل سعيه للاستمرار في منصبه في انتخابات الرئاسة المقبلة 2020. ففي البداية قد يبدو أن ترامب سيواجه وقتا أكثر صعوبة في الفوز بمعارك حول الميزانية مع الكونجرس، الذي يميل بشكل متزايد إلى تأكيد صلاحياته الخاصة وكبح جماح الرئيس، إلا أن ترامب ليس لديه أي بنود في جدول أعمال السياسة الداخلية، تتعلق بالأهمية السياسية للجدار، ويريد القيام بحملة ضد واشنطن مرة أخرى. ويرى مات شلاب، حليف ترامب ورئيس الاتحاد الأمريكي المحافظ، أن دخول ترامب الانتخابات الرئاسية وهو في مواجهة الحزبين سيكون في مصلحته. برفض الطوارئ.. مجلس الشيوخ «الجمهوري» يخذل ترامب ويقول شلاب عن قرار الكونجرس بمعارضة حالة الطوارئ: "إنهم قدموا له هدية"، مضيفا أن "الرئيس في أقوى حالاته عندما يقاتل، وينظر إليه على أنه ذو مصداقية عندما يقاتل أعضاء حزبه". من جانبه، شبه مايكل ستيل، الرئيس السابق للجنة الوطنية للحزب الجمهوري، وأحد منتقدي ترامب، ما قاله الرئيس الأمريكي، يوم الجمعة، إنه غير مستاء من الجمهوريين الذين انشقوا، بمسرحية بين البيت الأبيض والجمهوريين في الكونجرس. ونقلت الشبكة الأمريكية عن ستيل قوله "إن التصويت نفسه شهد تمثيلية من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين صوتوا ضد ترامب"، مشيرا إلى أن قرار ترامب سيمرر، خاصة أنه لن تكون هناك فرصة لإلغاء الفيتو الرئاسي، بالإضافة إلى أن معظم الجمهوريين الذين انشقوا عن اتجاه ترامب لا ينوون الترشح مرة أخرى في انتخابات الكونجرس العام المقبل. أما بالنسبة لترامب، فيرى ستيل أنه "يحب خوض المعارك، بغض النظر عن من يقاتل، ولا يهم إذا كانوا من الجمهوريين أو الديمقراطيين، ومن الناحية السياسية، فإنه يعزز دعم قاعدته الشعبية له". قبل 2020.. ترامب يشعل ملف تمويل الجدار مجددا وفي النهاية ستقرر المحاكم ما إذا كان قرار ترامب دستوريا أم لا، ففي الوقت الحالي، يرى العديد من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين أن قراره يعد انتهاكا لمبدأ سيطرة الكونجرس الدستورية على قوانين الإنفاق. وقالت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، في بيان أصدره المجلس بعد الفيتو، إن مجلسي النواب والشيوخ رفضا بشدة انتهاك ترامب سلطة الكونجرس، حيث اختار الرئيس مواصلة تحدي الدستور والكونجرس وإرادة الشعب الأمريكي. في الوقت نفسه أثار قرار ترامب باستخدام الفيتو قلق بعض الجمهوريين من وجود مخالفات دستورية، بما في ذلك السيناتور ميت رومني، بينما يخشى آخرون أن يستخدم أي رئيس ديمقراطي في المستقبل السابقة التي وضعها ترامب لإنفاق الأموال على المشاريع التي لم يوافق عليها الكونجرس. وقالت راشيل بوفارد، مديرة السياسات في معهد السياسة المحافظة، ل"إن بي سي نيوز"، إن إعلان الطوارئ لا ينتهك مبدأ الفصل بين السلطات. الكونجرس يرفض تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك وأضافت: "الدستور لا يواجه أزمة، لكن هناك أزمة حدودية"، مشيرة إلى أن "إعلان الرئيس لا يخالف القانون الذي أقره الكونجرس، حيث خصصوا أموالا ومرروا قانونا يسمح ببناء هذا الجدار، فإذا أراد الكونجرس تغيير القانون الذي لا يسمح للرؤساء في المستقبل باتخاذ مثل هذا الإجراء، فليفعلوا ذلك".