نهاية معركة الرئيس مع الكونجرس، بشأن الجدار، ستمثل بداية معركة أخرى، فبدلا من المساومة على التمويل، ستتحول المعركة إلى نقاش حول تجاوز الرئيس سلطاته الدستورية. أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه سيوقع اليوم الجمعة، أمر إعلان حالة الطوارئ الوطنية في بلاده، في محاولة منه لاستكمال تمويل جدار على الحدود على المكسيك، وقال إنه "سيوقف الغزو الذي تتعرض له بلاده"، مضيفا في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض، أن الجدار الذي سيبنى على حدود المكسيك سيوقف الهجرة غير الشرعية إلى أمريكا: "أحد الأمور التي قلت إنني أود أن أفعلها هو تأمين الحدود، لأن هناك كميات كبيرة من المخدرات التي تتدفق إلى بلدنا، والكثير منها يأتي من الحدود الجنوبية.. سأستخدم صلاحياته التنفيذية لتمويل الجدار". ومن المقرر أن يوقع ترامب على مشروع قانون الموازنة الجمعة أو السبت بعد أن أقرها الكونجرس بأغلبية كبيرة في وقت متأخر من مساء الخميس دون تمويل للجدار، ما شكل هزيمة تشريعية لترامب. كان مجلس الشيوخ قد صوّت على مشروع الميزانية بأغلبية 83 صوتا مقابل 16 صوتا، في حين كانت نتيجة التصويت في مجلس النواب 300 مؤيد ومن المقرر أن يوقع ترامب على مشروع قانون الموازنة الجمعة أو السبت بعد أن أقرها الكونجرس بأغلبية كبيرة في وقت متأخر من مساء الخميس دون تمويل للجدار، ما شكل هزيمة تشريعية لترامب. كان مجلس الشيوخ قد صوّت على مشروع الميزانية بأغلبية 83 صوتا مقابل 16 صوتا، في حين كانت نتيجة التصويت في مجلس النواب 300 مؤيد مقابل اعتراض 128 عضوا. ولم يتضمن مشروع القرار تقديم 5.7 مليارات دولار طلبها ترامب لبناء الجدار، الأمر الذي دفع ترامب لتنفيذ تهديده وإعلان حالة الطوارئ على الحدود من أجل مواجهة "الأزمة الإنسانية" المتعلقة بالأمن القومي، حسب تعبيره. وتمنح "حالة الطوارئ" الرئيس الأمريكي، حق اقتطاع أي أموال مخصصة لدى أي جهة، من ميزانية الدولة التي أعدها الكونجرس، وتوجيهها إلى بناء الجدار الحدودي، وذلك بعدما رفض الكونجرس تخصيص 5.7 مليار دولار من أجل بناء الجدار، واكتفى ب1,4 مليارات دولار، كما أنّ النصّ تجنّب كلمة جدار، واستعاض عنها ب"سياج" أو "حاجز". وأشارت "سي إن إن" إلى أن نهاية معركة الرئيس مع الكونجرس، بشأن الجدار الحدودي، ستمثل بداية معركة أخرى، فبدلا من المساومة على التمويل الحكومي، ستتحول المعركة إلى نقاش حول تجاوز الرئيس سلطاته الدستورية. ضرر بالدستور وأعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، مساء اليوم الجمعة، رفضها إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نيته فرض الطوارئ الوطنية على خلفية الانقسام بينه والديمقراطيين في الكونجرس على تمويل جدار حدودي مع المكسيك للحد من الهجرة غير الشرعية. وقالت بيلوسي، في بيان مشترك مع زعيم الديمقراطيين في المجلس، تشاك شومر، إن "الإعلان غير القانوني من جانب الرئيس، حيال أزمة لا وجود لها، يوقع ضررا كبيرا بدستورنا، ويجعل الولاياتالمتحدة أقل أمنا". وأكدت بيلوسي أن "تصرفات الرئيس تخرق بشكل واضح سلطان الإنفاق الحصرية للكونجرس… وسوف يدافع الكونجرس عن سلطاتنا الدستورية داخل الكونجرس، وفي المحاكم، وعلى الصعيد العام، مستخدما كل وسيلة ممكنة". معركة جديدة إعلان "حالة الطوارئ" هذه المرة من قبل ترامب، لا يقلق الديمقراطيين فحسب، إنما يقلق عددا من الجمهوريين كذلك، إذ قد يؤثر في التوازن الدستوري بين مراكز القوى الرئيسية، خصوصا تلك التي تحكم علاقات البيت الأبيض بالكونجرس، إذ إن الأصل أن الكونجرس هو الجهة التي تصنع القرارات المتعلقة بالميزانية بشرط أن لا يعترض الرئيس مستخدما حق النقض، الذي يستطيع الكونجرس تخطيه بأغلبية الثلثين. ويخشى جمهوريون من أن يكون خيار "الطوارئ" بداية لاستخدام هذا الحق وتسييسه من أجل أهداف داخلية ضيقة، قد يستغلها أي رئيس ديمقراطي في المستقبل حالة قتل جماعي في مدرسة من أجل إعلان حالة الأزمة بذريعة انتشار الأسلحة، ثم فرض حظر على تجارة الأسلحة لخطورتها على "الأمن القومي"؛ فحق حمل السلاح من أهم قضايا الحزب الجمهوري.