من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في قمة ثانية نهاية الشهر المقبل، فماذا سيطرح الزعيمان على طاولة المفاوضات؟ عندما التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، للمرة الأولى في سنغافورة العام الماضي، لم يكن هناك الكثير من الأمور الرئيسية التي تم الاتفاق عليها، وقبل أن يلتقيا مرة أخرى في فيتنام في الفترة من 27 إلى 28 فبراير الجاري، هناك ضغوط متزايدة من أجل التوصل إلى اتفاق يقربهم من إنهاء التهديد النووي لكوريا الشمالية، وقد يكون كيم على استعداد لتفكيك المجمع النووي الرئيسي في البلاد، وقد تكون الولاياتالمتحدة مستعدة لرفع بعض العقوبات، لكن السؤال هو ما إذا كانت تنازلات كل طرف ستكون كافية للطرف الآخر؟ وأعدت وكالة "أسوشيتد برس" تقريرا أشارت فيه إلى عدد من المواضيع التي قد تتم مناقشتها، بينما يحاول ترامب وكيم تسوية المشكلة المستمرة لعقود. تدمير المجمع النووي الرئيسي يضم مجمع "يونج بيون" النووي في كوريا الشمالية الذي يقع على بعد نحو 100 كيلومتر شمال العاصمة "بيونج يانج" منشآت تنتج كل من البلوتونيوم وأعدت وكالة "أسوشيتد برس" تقريرا أشارت فيه إلى عدد من المواضيع التي قد تتم مناقشتها، بينما يحاول ترامب وكيم تسوية المشكلة المستمرة لعقود. تدمير المجمع النووي الرئيسي يضم مجمع "يونج بيون" النووي في كوريا الشمالية الذي يقع على بعد نحو 100 كيلومتر شمال العاصمة "بيونج يانج" منشآت تنتج كل من البلوتونيوم واليورانيوم وهما مكونان أساسيان في الأسلحة النووية، حيث تصف وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية، المجمع الذي يضم 390 مبنى "قلب برنامجنا النووي". وبعد اجتماع في سبتمبر مع كيم، قال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، للصحفيين إن كيم وعد بتفكيك المجمع إذا ما اتخذت الولاياتالمتحدة خطوات مقابلة غير محددة. وصرح ستيفن بيجون الممثل الخاص للولايات المتحدةلكوريا الشمالية، أن كيم وعد أيضا بتفكيك وتدمير منشآت تخصيب اليورانيوم في كوريا الشمالية عندما التقى بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في أكتوبر الماضي. فمنذ بدء الجهود الدبلوماسية الجديدة في العام الماضي، علقت كوريا الشمالية التجارب النووية والصاروخية، وفككت عدد من مواقع التجارب النووية، وأجزاء من منشأة إطلاق الصواريخ طويلة المدى، إلا أن تدمير مجمع "يونج بيون" سيكون أكبر خطوة ل "كيم" تجاه نزع الأسلحة النووية حتى الآن، وسوف تمثل علامة على عزمه على المضي قدما في المفاوضات مع ترامب. بيد أن هناك قلقا بين البعض من أن تدمير المجمع لن يبدد بالكامل الشكوك المنتشرة حول التزامات كوريا الشمالية بنزع السلاح النووي، حيث أنه بعد تدمير المجمع، ستظل بيونج يانج تمتلك ترسانة تقدر تضم نحو 70 سلاح نووي، وأكثر من 1000 صاروخ باليستي، ويعتقد أيضا أن كوريا الشمالية تدير عدة مرافق لتخصيب اليورانيوم لم يكشف عنها. حيث صرح نام سونج ووك، الأستاذ في جامعة كوريا "أننا يمكننا أن نطلق على تدمير (يونج بيون) نصف اتفاق أو اتفاق صغير". مضيفا "أنها في الواقع خطوة غير كاملة لنزع السلاح النووي" تتوافق مع تكتيكات الماضي التي تهدف إلى إبطاء خطوات نزع السلاح حتى تتمكن من الفوز بمجموعة من التنازلات. الفشل يخيم على القمة.. كيم يجهز لمقابلة ترامب مكافآت أمريكية أشارت الوكالة إلى أن بعض الخبراء يرون أنه من أجل جعل كوريا الشمالية تلتزم بتدمير مجمع "يونج بيون"، يحتاج ترامب إلى تقديم تنازلات مهمة. ومن المرجح أن تشمل تلك التنازلات، إعلان مشترك لإنهاء الحرب الكورية التي دارت بين عامي 1950 و1953، وفتح مكتب اتصال في بيونج يانج، ما يسمح لكوريا الشمالية بإعادة تشغيل بعض المشاريع الاقتصادية مع كوريا الجنوبية، وربما تخفيف بعض العقوبات على كوريا الشمالية. وقد يرغب كيم بشدة في تخفيف العقوبات لإنعاش اقتصاد بلاده المتداعي وتعزيز سيادة أسرته، حيث قال تشون هيون جون رئيس معهد دراسات التعاون للسلام في شمال شرق آسيا، إن التخلي عن مجمع "يونج بيون" هو ورقة هامة في المفاوضات، لذا من المرجح أن تحاول كوريا الشمالية استغلاله لكسب بعض المزايا الاقتصادية. حيث صرح كيم في خطابه بمناسبة رأس السنة الجديدة، أنه مستعد لاستئناف العمل في مجمع مصانع "كايسونج" المشترك بين سيولوبيونج يانج، وإعادة تشغيل الرحلات السياحية الكورية الجنوبية إلى منتجع "دايموند ماونتين" في كوريا الشمالية. ففي قمة سنغافورة، وافق كيم وترامب على إقامة علاقات جديدة بين بلديهما وبناء سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية، لكنهم لم يفصحوا عن كيفية متابعة هذه الأهداف. ومنذ ذلك الحين اشتكت كوريا الشمالية من عدم اتخاذ الولاياتالمتحدة إجراءات حول هذا الشأن، قائلة إنها اتخذت بالفعل خطوات لنزع السلاح وأفرجت عن المعتقلين الأمريكيين، أعادت رفات قتلى الحرب الأمريكيين. هل قمة ترامب وكيم «الثانية» مضيعة للوقت؟ ومن جانبها علقت الولاياتالمتحدة بعض مناوراتها العسكرية مع كوريا الجنوبية، وهو ما طلبته كوريا الشمالية، التي تصف هذه المناورات، بأنها "بروفة" من أجل الغزو. وكان كيم و مون قد اتفقا في أول قمة بينهما في أبريل 2018، على تسوية لإنهاء الحرب، وقال مون الشهر الماضي، إنها خطوة قد تخفف حدة العداء المتبادل بين واشنطنوبيونج يانج، وتسرع نزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية. إلا أن البعض يشعر بالقلق من أن الإعلان عن إنهاء الحرب الكورية، والتي تم إيقافها بهدنة ولم يتم توقيع معاهدة سلام بعد، قد يمنح كوريا الشمالية حجة أقوى، للدعوة إلى سحب أكثر من 28 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية. تطور كبير وترى "أسوشيتد برس" أنه من المرجح ألا يكتفي الرئيس الأمريكي بتدمير مجمع "يونج بيون" النووي، لتحقيق تقدم كبير في القضية خلال قمة فيتنام. ومن شأن اتفاق أكبر أن يتضمن قائمة مفصلة للأصول النووية لكوريا الشمالية، وربما نقل بعض القنابل النووية الكورية الشمالية أو الصواريخ بعيدة المدى خارج البلاد من أجل تعطيلها. وهي التنازلات التي من شأنها أن تكون مكلفة، فمن المرجح أن تطلب كوريا الشمالية في المقابل، تخفيفا جذريا للعقوبات، واستئناف صادرات الفحم والموارد المعدنية الأخرى. الاقتصاد.. الكارت الرابح في قمة «كيم - ترامب» حيث أن إعلان كوريا الشمالية عن تفاصيل برنامجها النووي سيوفر معلومات لا تقدر بثمن إلى واشنطن وغيرها، إذا تم التحقق منها بواسطة الاستخبارات الأمريكية. ومن شأن هذه المعلومات أن تمنح العالم نظرة على منشآت إنتاج الوقود النووي السرية، ومواقع نشر بطاريات الصواريخ الباليستية، وهذا هو السبب في أن بيونج يانج مترددة في تقديمها. ووفقا لتقديرات كوريا الجنوبية، يمكن لمجمع "يونج بيون" وحده أن ينتج 50 كيلوجرام من البلوتونيوم المخصص لأغراض عسكرية، وهو ما يكفي لبناء 6 إلى 10 قنابل، ومخزون من اليورانيوم عالي التخصيب يتراوح من 250 إلى 500 كيلو جرام، كافية لبناء نحو 25 إلى 30 قنبلة نووية.