ماجستير وسائق توكتوك.. سعى لتحسين دخله فمات مذبوحاً

المجني عليه كان يعمل مدرسا في الصباح وسائق توكتوك آخر النهار ويذاكر الماجستير في آخر الليل.. الجناة استدرجوه لسرقة التوكتوك وألقوا جثته بجوار قسم السلام
«مسعود صلاح» شاب في مقتبل العمر، معروف بين الأهالي بمدينة السلام، ب«الدكتور»؛ حيث يعمل صباحا مدرسا في مركز للتخاطب، وتعليم الأطفال المتأخرين ذهنيا، وعصرا سائق «توك توك»، بينما في جوف الليل يراجع دروس الماجستير في التخاطب والسلوك، ليحسن دخله، وتكوين نفسه ماديا للزواج، ويُزيد من قوت يومه بالحلال.. عصر يوم الخميس الماضي، عُثر على جثة «مسعود» مذبوحا بالقرب من قسم شرطة السلام ثان، وذلك بعد أن خرج للعمل على «التوك التوك» ملكه بساعة واحدة، وأشارت التحريات الأولية إلى أن القتل كان بغرض سرقة «التوك توك».
«التحرير» انتقلت إلى مدينة النهضة بالسلام للوقوف على التفاصيل الكاملة للحادث الذي فجع قلوب الأهالي، لطيبة وشهامة المجني عليه وبشاعة الحادث. يقول «أحمد صلاح»، 32 عاما، شقيق المجني عليه «مسعود كان معروفا عنه الاحترام وكان محبوبا جدا من أهله وأصحابه ومن زمايل الدراسة ومن
«التحرير» انتقلت إلى مدينة النهضة بالسلام للوقوف على التفاصيل الكاملة للحادث الذي فجع قلوب الأهالي، لطيبة وشهامة المجني عليه وبشاعة الحادث.
يقول «أحمد صلاح»، 32 عاما، شقيق المجني عليه «مسعود كان معروفا عنه الاحترام وكان محبوبا جدا من أهله وأصحابه ومن زمايل الدراسة ومن أصدقائه في العمل، وكان مثالا لكثير من الشباب بسبب اجتهاده وإخلاصه في عمله».
ويضيف «أخويا بيشتغل من زمان وهو في ثانوي، ومتعوّد إنه يصرف على نفسه، ولمّا خلّص ثانوية عامة، ودخل معهد خدمة اجتماعية، اشتغل على توك توك، عشان يصرف على نفسه ويجيب مصاريف دراسته، واتخرج عام 2014 بتقدير عام جيد جدًا، واشتغل مدرس تربية وإخصائي نفسي في جمعية أصدقاء الغد المشرق لرعاية الفئات الخاصة».
معاشه 3700 جنيه.. ضبط متسول على كورنيش النيل بأسوان
ويستطرد الشقيق الأكبر «أخويا لمّا خلّص جامعة ودخل الجيش، كان بيرفض إنه يرتاح لمَا بينزل الأجازة بتاعته، وكان بينزل يشتغل أي حاجة، ولمّا كنت بتكلم معاه، وأقولُّه يرتاح، كان بيرد إنه بيعمل كده عشان يخفف الحِمل من على والدنا، عشان إحنا 6 إخوات (بنتين و4 أولاد)».
وتابع «لمّا اشتغل مدرس كان مرتبه ألف ونص، فعمل جمعية واشترى توك توك، عشان يزود بيه دخله، وكان كل يوم الصبح في شغله مدرس، ويجي ينام ساعة، وينزل على العصر يشتغل على التوك توك، وماكنش بيخجل إنه يسوقه، ده غير إنه كان بيحضّر ماجستير في علم النفس والسلوكيات، وده كان سبب احترام الجميع ليه، بسبب اجتهاده ورغبته في تكوين نفسه بالحلال».
وعن يوم الواقعة يقول «أحمد» والدموع تترقرق في عينيه حزنا على شقيقه «يوم الخميس اللي فات، (مسعود) نزل يشتغل على التوك توك الساعة 3 عصرا بعد ما رجع من مركز التخاطب، زي كل يوم، بعدها بساعة لاقينا الأهالي بتبلغنا إنهم لقوا جثته خلف القسم بحوالي 200 متر، على طريق مصر إسماعيلية الصحراوي».
ويضيف الشقيق المكلوم «نزلنا جري لاقينا الداخلية هناك، وجثته على الطريق غرقانة في بركة دم.. اللي سرقوه ذبحوه ورموا جثته في الشارع، كانوا أخدوا التوك توك وسابوه يعيش.. ليه يقهروا قلبنا عليه.. (مسعود) كان شرفا لأي حد ومثالا يُحتذى به للشاب الراجل المكافح اللي عرف ينجح في دراسته ويحصل على مؤهل عالي وكمان يشتغل شغلانتين مالهمش علاقة ببعض.. حسبي الله ونعم الوكيل.. ربنا ينتقم من اللي ذبحوا أخويا»، وناشد «أحمد» الجهات المعنية، بسرعة ضبط قاتلي شقيقه.
«ريحت البلد من شرها».. قصة رصاصة أنهت غرام الأفاعي
تفاصيل الواقعة ترجع إلى تلقي اللواء محمد منصور، مدير أمن القاهرة، إخطارًا من قسم السلام ثان، بعثور أهالي منطقة النهضة، على سائق توكتوك مقتولاً وملقي بجثته بجوار إحدى المدارس، وانتقل فريق بحث بقياد اللوء أشرف الجندي، مدير مباحث العاصمة، وتبين أن الجثة لشاب يدعى (مسعود.أ - 26 سنة)، سائق توكتوك، ومقيم فى مدينة النهضة.
ورجحت التحريات الأولية التى توصل إليها فريق البحث، أن الجناة استدرجوا الضحية، وقاموا بقتله بدافع السرقة والاستيلاء على مركبة التوكتوك ملكه، فيما أمر مدير الأمن بتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط مرتكبي الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وكلفت النيابة فريق البحث من قسم شرطة السلام ثان، بوضع خطة للقبض على مرتكبى الواقعة، وأمرت بسرعة الانتهاء من تقرير الأدلة الجنائية؛ للوقوف على ملابسات القتل، وصرحت بدفن الجثة بعد الانتهاء من تقرير الصفة التشريحية.