لم يشعر مسعود يومًا بالراحة، فهو من عائلة متواضعة ماديًا، بالكاد تستطيع أن تحصل على لقمة العيش، قرر مسعود أن يكمل دراسته الجامعية رغم الظروف القاسية التى تحيط به، لأنه كان شابًا لا يعرف معنى اليأس أو الفشل فعمل بكد أثناء دراسته حارسًا للأمن بإحدى الشركات مقابل القليل من الجنيهات التى كانت لا تكفى مصروفاته الدراسية. لم يشك «مسعود» يومًا ما، ولم يلعن الدنيا أو الظروف بل ظل صامدًا فى وجه المتاعب وتحدى نفسه ليأتى اليوم الذى يحلم به ويحصل على شهادته الجامعية، كان «مسعود» ينظر إلى شهادته بابتسامة عريضة وكأنها طوق النجاة الوحيد الذى يملكه للهروب من حياة مليئة بالقسوة. بعد التخرج بدأ الشاب اليافع المملوء بالأمل والطاقة طريقه فى البحث عن وظيفة تمكنه من مساعدة عائلته وتحقيق حلمه البسيط فى الزواج من الفتاة التى اختارها قلبه، أحلامه كانت متواضعة لا يريد اقتناء سيارة فارهة أو العيش فى أحد المنتجعات، ولكن كل ما يريده هو راتب شهرى يجعله يعيش، كل ما يتمناه ذلك الشاب هو أن يعيش فقط. مرت الشهور تلو الأخرى وذلك الشاب يبحث عن العمل الذى يمكنه من العيش، وبعد جهد طويل عثر على وظيفته وهى «معلم»، كانت الفرحة التى شعر بها «مسعود» لا توصف، فأخيرًا وبعد سنوات من الشقاء استطاع أن يحصل على ما تمناه وحلم به، ولكن دائمًا أحلام البسطاء صعبة المنال، فالوظيفة التى حصل عليها لا تمكنه من تحقيق حلمه البسيط فى مساعدة عائلته والزواج من حبيبته، لأن الراتب لا يكفى. قرر «مسعود» أن يعمل على توكتوك من أجل تحقيق أحلامه وكان مسعود يذهب إلى عمله مدرسًا بالصباح وعند عودته يعمل على التوكتوك. فى أحد الأيام خرج «مسعود» إلى العمل على التوك توك وأثناء سيره فى أحد الشوارع قام أحد الزبائن بإيقافه وطلب منه توصيله إلى شارع يسكن به وعندما وصل «مسعود» وفى انتظار أخذ الأجرة، طلب منه الزبون أن يترك التوتوك ويصعد معه إلى شقته بالعقار من أجل مساعدته فى حمل سخان المياه من أجل إصلاحه، لم يرفض طلب الزبون فهو لا يقول للرزق «لا». صعد «مسعود» برفقة الزبون إلى إحدى شقق العقار وأخذ السخان وحمله بمساعدة الزبون ونزلا إلى أن قاما بوضعه بالتوكتوك، ثم قاد «مسعود» التوكتوك إلى إحدى الورش التى أشار إليها الزبون لإصلاح السخان. وبالقرب من إحدى المناطق المهجورة، طلب «الزبون» من مسعود التوقف بالتوكتوك لأن هاتفه المحمول سقط منه، وبمجرد توقف «مسعود» فوجئ بالزبون يجذبه من ملابسه بقوة ويلقى به على الأرض ويضربه بقوة، فى تلك اللحظة تأكد «مسعود» أنه يتعرض لحادث سرقة، وأن التوكتوك مصدر رزقه هو المستهدف، فأخذ يتوسل إلى السارق بأن يترك التوكتوك لأنه مصدر رزق عائلة بأكملها، لكن السارق لم يستجب لتوسلات «مسعود»، كما أنه لم يخطط لسرقة التوكتوك فقط بل كانت خطته لن تنجح إلا بالتخلص من صاحب التوك توك وإنهاء حياته، فأخرج سلاحًا أبيض كان بحوزته وهجم على «مسعود» لقتله، والتى كانت آخر كلماته قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة فى نهاية غير سعيدة: «سيبنى أعيش عشان خاطر إخواتى وأهلى». بداية الواقعة عندما تلقى قسم شرطة السلام ثان، بلاغًا من الأهالى يفيد بالعثور على جثة «مسعود.م»، سائق توكتوك، مقتولًا، وملقى بأحد الشوارع، وبالانتقال والفحص تبين صحة البلاغ وحرر المحضر اللازم وتولت النيابة التحقيقات.