كعادته كل صباح يخرج «فوزى» مستقلا «التوك توك» الخاص به بحثا عن لقمة العيش لمساعدة والده فى نفقات أسرتهما، لكن ذلك اليوم لم يكن كسابقه وكأن قلبه يشعر بالمصير الذى ينتظره فعلى غير عادته انتظر والدته حتى أحضرت له الطعام وتناول الإفطار معها وسط أشقائه، ووعدهم بالعودة لشراء كل ما طلبوه منه، قبله أفراد أسرته على أمل أن يعود لهم بالحلوى، ولكن شاء القدر أن يعود لهم جثة هامدة، بعدما اعترض طريقه مسجلان خطر لسرقة «التوك توك»، وعندما حاول مقاومتهما أطلقا عليه وابلاً من الرصاص حتى سقط غارقاً فى دمائه وألقيا بجثته فى الترعة. «فوزى صالح» شاب فى بداية العقد الثانى من عمره ينتمى لأسرة بسيطة كل حلمة فى الحياة أن يكمل تعليمه، فقد كان دائماً ما يلقبونه ب«الباشمهندس» فوزى، لكن الرياح تأتى دوما بما لا تشتهى السفن، فوالده عامل بسيط بالكاد يجد قوت يومه، وفى يوم من الأيام عاد من عمله وهو يشعر بالإعياء الشديد وبإجراء الفحوصات الطبية له تبين أنه مصاب بمرض خبيث ولم يقدر على مواصلة العمل بنفس جهده، ذرفت عين الشاب الصغير الدموع حزناً على والده فهو سنده فى تلك الحياة، وتحجرت الكلمات فى حلق الصبى وعجز عن إخراج ما بداخله ليعلن بذلك خروجه من المرحلة الثانوية ليحمل على كتفيه عبء الأسرة عن والده ولم يجد أمامه سوى توك توك للعمل عليه وتوفير متطلبات واحتياجات أسرته المكونة من ثلاثة أشقاء «محمد وهدير ومى». مرت الأيام والصبى أصبح شاباً وبلغ من العمر 21 عاماً كل همه هو مواصلة عمله وعدم التقصير فى أداء التزاماته نحو والديه اللذين يعتمدان عليه فى تدبير نفقات الحياة. وفى يوم الحادث استيقظ «فوزى» كعادته إلا أنه فى ذلك اليوم تأخر عن الخروج فى الميعاد الذى تعود عليه، وفضل تناول الإفطار مع والدته وأشقائه وكان قلبه على علم بأنه سيكون الإفطار الأخير. خرج «فوزى» لممارسة عمله وكله أمل أن يعود مما يحقق حلم أشقائه الصغار، إلا أن حظه العثر أوقعه فى زبائن السوء التى أذهبت عقلهما المخدرات وحولتهما إلى وحوش آدمية، يبحثان عن أى مصدر عن المال على حساب الأبرياء وقاما باستدراجه إلى منطقة نائية وأطلقا عليه الرصاص، وألقيا بجثته داخل ترعة المريوطية وبعد عدة أيام انتفخت الجثة وطفت على السطح وقام الأهالى بانتشالها. تفاصيل الجريمة يرويها أحمد خميس «الشهير ب«أفندينا» الذى أبدى ندمه على قتل ذلك الشاب الذى توسل إليهما بعينين تملأهما الدموع بتركه يعيش وأخذ «التوك توك»، إلا أن الشيطان الذى تملك عقلهما والجحود الذى كسا قلوبهما وأعمى أبصارهما جعلهما يتخلصان منه. وأضاف المتهم أنه يوم الحادث ظل يتناول المخدرات طوال الليل هو وصديقه عبدالرحمن علاء حتى نفدت كل أموالهما وفى الصباح استدرجا سائق «توك توك» لسرقته منه وبيعه لشراء مخدرات يتعاطونها فى الليلة المقبلة، ويتابع المتهم: «منها لله المخدرات ضيعت عقلى وموتنا واحد بريء»، ويضيف أنه وصديقه استوقفا الضحية بمنطقة دهشور وطلبا منه توصيلهما الى قرية «منشية كساب» وأثناء سيرهما بالطريق تظاهر صديقه بشعوره بحالة إعياء وطلبا منه التوقف، ثم قتلاه. وأضاف عبدالرحمن المتهم الثانى «احنا حرامية وبنسرق التكاتك لكن مبنتقتلش والمجنى عليه هو إللى اضطرنا لقتله بعدما حاول مقاومتنا وإفضاح أمرنا فقتلناه حتى لا يبلغ عنا وهربنا». فوزى ترك «التوك توك»، وتوسل لنا بتركه لأنه أكل عيشه وبيصرف على أسرته، ولكن رفضنا فحاول الاستغاثة بالأهالى فخشينا من فضح أمرنا فقمنا بخنقة وشل حركته حتى سقط جثة هامدة، وبعد ذلك ألقينا بجثته فى الترعة، وأخذنا التوك توك وهربنا، وبعناه لميكانيكى بنتعامل معه.