رئيس «شعبة الدخان»: هل يوجد أسوأ من الصور الموجودة على علب السجائر للتحذير.. «اقتصادية البرلمان»: الحملة غير منطقية.. وأغلب المدخنين غير قادرين على الامتناع عنه خلال الأيام الأخيرة ظهر عدد من حملات المقاطعة لمنتجات بعض الشركات، آخرها دعوة أطلقها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى تحث المواطنين على مقاطعة شراء السجائر لارتفاع أسعارها، من خلال حملة «خليها فى المصنع»، وذلك بعدما أحدثت حملة «خليها تصدى» لمقاطعة شراء السيارات تراجعا نسبيا فى أسعار السيارات على مستوى الجمهورية. وحدد النشطاء أول فبراير المقبل لانطلاق حملة مقاطعة السجائر على أن تستمر لمدة 7 أيام، فى محاولة للضغط على الشركات المصنعة لخفض أسعارها مرة أخرى، الأمر الذى يطرح تساؤلا بشأن تأثير هذه الحملات، وهل تنتصر على ارتفاع الأسعار المستمر؟ ما المقاطعة؟ تعرف عملية المقاطعة بأنها عملية التوقف الطوعي عن استخدام أو شراء أو التعامل مع بعض السلع أو الخدمات أو المنتجات لجهة ما أو شركة أو دولة أو اشخاص، وهي سياسة يتم اللجوء إليها كأحد أشكال الاعتراض والاستنكار، بهدف الضغط على التجار والشركات أو المسئولين عند تلاعبهم بالأسعار، من أجل إلحاق الضرر بهم ما المقاطعة؟ تعرف عملية المقاطعة بأنها عملية التوقف الطوعي عن استخدام أو شراء أو التعامل مع بعض السلع أو الخدمات أو المنتجات لجهة ما أو شركة أو دولة أو اشخاص، وهي سياسة يتم اللجوء إليها كأحد أشكال الاعتراض والاستنكار، بهدف الضغط على التجار والشركات أو المسئولين عند تلاعبهم بالأسعار، من أجل إلحاق الضرر بهم من الناحية الاقتصادية. ارتفاع الأسعار لا يتوقف فى يوليو الماضي أصدر وزير المالية الدكتور محمد معيط قرارا وزاريا رقم 288 لسنة 2018 بتحديد أسعار بيع منتجات التبغ التي يتم على أساسها حساب قيمة ضريبة القيمة المضافة، في ضوء بدء تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل. وأكدت وزارة المالية أن تحصيل هذه الرسوم عن السجائر يمثل جزءا من تمويل تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل الجديد، إلى جانب مصادر أخرى للتمويل ومساهمات مالية من الخزانة العامة للدولة، والتي ستتحمل اشتراكات غير القادرين. وفى أكتوبر 2018 قررت شركة فيليب موريس مصر، زيادة سعر منتج سجائر "ميريت" بنوعيها ليصبح سعرها 42 جنيها للعلبة، ومارلبورو جولد 39 جنيها، ومارلبورو ريد 39 جنيها، معلنة عن طرح منتج جديد يعمل بتقنية الكبسولة، بسعر 39 جنيها، كما أعلنت الشركة عن ثبات أسعار بعض منتجاتها، منها: «L&M ب 29 جنيها للعلبة، ومارلبورو وسط بسعر 35 جنيها، مع العلم أن هذه الشركة تستحوذ تقريبا على أكثر من 90% من سوق السجائر الأجنبية في مصر. وفى ديسمبر الماضي أعلن محمد معيط، وزير المالية، خضوع بعض السلع المستوردة غير الضرورية لسعر الصرف المعلن للدولار من البنك المركزى، وشملت القائمة السيجار ومنتجات التبغ، وأكدت الوزارة أن قائمة السلع المطبق عليها قرار رفع سعر الدولار الجمركي متغيرة وليست ثابتة، ويمكن تغييرها بشكل شهري حال حدوث أي أثر سلبي من تطبيق القرار عليها، وذلك وفقا لما هو متبع في كل الدول. وكشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، في تقرير أصدره نهاية العام الماضي، أن أسعار السجائر شهدت ارتفاعا بنسبة 22.4% خلال سبتمبر الماضى، مقارنة بأسعارها في سبتمبر 2017، مما أسهم في ارتفاع معدل التضخم السنوى لشهر سبتمبر 2018 بمقدار 0.92%. وجاءت أسعار التبغ والمكيفات والمشروبات الكحولية، كأبرز السلع التي شهدت ارتفاع أسعارها خلال سبتمبر 2018، مقارنة بالشهر المماثل من 2017، حيث شهدت أسعار هذه المجموعة من السلع ارتفاعا بنسبة 21%. لن تُحدث أي تأثير من جانبه قال إبراهيم الإمبابي، رئيس شعبة الدخان والمعسل في اتحاد الصناعات، إن حملة «خليها فى المصنع»، التى دعا إليها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى لمقاطعة شراء السجائر، لن تحدث أي تأثير على أسعار السجائر، متسائلًا: «هل يوجد أسوأ من الصور الموجودة على علب السجائر لتحذير المواطنين منها، وعلى البرغم من ذلك لا تحدث أي تأثير». وأضاف الإمبابي، فى تصريح ل«التحرير» أن آخر زيادة حدثت فى أسعار السجائر كانت فى شهر أكتوبر الماضي، نافيا ما يتردد حول ارتفاع سعر التبغ خلال الفترة الحالية، وليس له دليل من الصحة ولا يجب الانصياع لها، لأنه تم استيراد كميات كبيرة من التبغ من خلال القطاع العام والخاص. وتابع: «هذا القطاع يورد لخزينة الدولة المصرية نحو 58 مليار جنيه سنويا، وهذا الرقم يعد أعلى من دخل قناة السويس، ويؤخذ على هيئة رسوم وضرائب، وللعلم الشعب المصري ملوش كتالوج، وصاحب هذه الحملة لديه فراغ عاطفى». عوامل نجاح أي حملة من جانبه يقول النائب حسن السيد، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن حملة «خليها فى المصنع»، التى دعا إليها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى لمقاطعة شراء السجائر، من الصعب أن تُحدث تأثيرا على أسعار السجائر، لأن أغلب المدخنين غير قادرين على الامتناع عن التدخين. وأضاف السيد، فى تصريح ل«التحرير» أن التدخين ينتج عنه أمراض وبائية كثيرة منها القلب والسرطان وغيرهما، أملا في أن يستجيب البعض لتلك الحملة ويبتعدوا نهائيا عن التدخين، من أجل صحة المواطن. وعن حجم الأموال التى تدخل خزينة الدولة من شركات تصنيع السجائر، أوضح السيد، أن ما تحصل عليه الدولة من تلك الشركات نصرف أضعافه على صحة المواطنين، مضيفا: "صحة المواطن أهم من أى أموال تدخل خزينة الدولة، نريد مواطنا صحيحا جسمانيا قادرا على البناء، والدولة قادرة على دعم التعليم والصحة من بنود أخرى كثيرة". وأشار إلى أن نجاح أي حملة للمقاطعة متوقف على منطقية الطلب، الأهداف المرجوة منها، وعدد من يتفاعلون معها، ووجود ثقافة المقاطعة لتكبيد التجار والشركات أكبر قدر من الخسائر، التى تجبرهم على الاستجابة لطلبات الحملة والتخلى عن جشعهم.