حاولت الصين خلال الفترة القليلة الماضية إجبار العديد من الأشخاص الموجودين في مركز إعادة التأهيل في شينجيانج على العمل القسري نظير الحصول على رواتب منخفضة للغاية. لم تتوقف الصين في الآونة الأخيرة عن العمل في جبهتها الداخلية، والتي على الرغم من محاولة بكين إظهارها متمساكة بشكل واضح، فإنها لا تزال تعاني من ملفات عديدة لم يتم حسمها على النحو الأمثل في السنوات القليلة الماضية. وعلى رأس الملفات التي لم تستطع الصين إسكات اللغط المثار حولها، هو مركز "إعادة التأهيل" الذي أقامته في إقليم شينجيانج الغربي، والذي كشفت تقارير مختلفة أن معظم المقيمين فيه من المسلمين الإيجور، وهم الفئات التي تسعى بكين للتأكد من عزلهم بشكل دائم. صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، أكدت أن الصين سعت للاستفادة الاقتصادية من تواجد الفئات المعتقلة في هذا المركز، وذلك عن طريق تشغيلهم في العديد من النشاطات الاقتصادية والصناعية أثناء تواجدهم في شينجيانج. لماذا يتجاهل العالم أزمة مسلمي الصين؟ التقرير الذي استند إلى شهادات موثقة من ذوي بعض العناصر المتواجدين صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، أكدت أن الصين سعت للاستفادة الاقتصادية من تواجد الفئات المعتقلة في هذا المركز، وذلك عن طريق تشغيلهم في العديد من النشاطات الاقتصادية والصناعية أثناء تواجدهم في شينجيانج. لماذا يتجاهل العالم أزمة مسلمي الصين؟ التقرير الذي استند إلى شهادات موثقة من ذوي بعض العناصر المتواجدين هناك، كشف أن الصين باتت توظف هؤلاء الأشخاص في الأعمال الصناعية والتجارية، وذلك نظير الحصول على مبالغ لا تتناسب مع طبائع عملهم. وأبرزت الصحيفة البريطانية حالة "آبل آمانتاي"، وهو مواطن كازاخستاني في الصين، وتم اعتقاله في العام الماضي، بعد أن حاول استخراج بعض الأوراق المطلوبة للإقامة، حيث تم اعتقاله وإرساله إلى "مركز إعادة التثقيف" المثير للجدل. وبعد الحصول على إذن هذا الشهر لزيارة منشأة شينجيانج، رأى والد "آمانتاي" ابنه، وعلم أنه كان يعمل في مصنع النسيج بالمركز، وذلك نظير الحصول على 95 دولارًا في الشهر، كما يُسمح للمواطن الكازاخستاني بإجراء مكالمة واحدة موجزة لزوجته بين الحين والآخر. وكشفت زوجة "آمانتاي" عن بعض التفاصيل التي تجري في المكالمة التي تجمعها به، حيث أكدت أن ذاكرته باتت ضعيفة للغاية، خاصة أنه في كل مرة "يسأل عن أسماء أطفاله، وأعمارهم، والصف الدراسي الذي هم فيه". بعد الحملة الأمنية في «شينجيانج».. 21% من معتقلي الصين «مسلمون» ويشير ظهور نظام العمل الجبري في معسكرات الاعتقال في شينجيانج هذا العام إلى أن بكين تقوم بإعادة إحياء سياسات نظام "لاوجياو"، والذي كان يفرض على المعتقلين السياسيين في الصين العمل قسريًا بالعديد من الوظائف الشاقة، مقابل الحصول على مبالغ متواضعة. وقالت سارة زهينباي، وهي مواطنة كازاخستانية فقدت الاتصال مع زوجها "داكي جونسكهان" بعد احتجازه في يوم رأس السنة في مقاطعة شينجي: "ظل يقول هناك أشياء لا يمكنني الإفصاح عنها، لأن هناك شرطيا ورائي". وقال دارين بايلر، عالم الأنثروبولوجيا في جامعة واشنطن والمتخصص في شينجيانج: "أوجه الشبه بين ما يحدث للإيجور وما حدث للأشخاص ذوي الخلفيات السياسية غير المرغوب فيهم، هو أن النظام حاليًا لا يسعى إلا لاستهداف أعضاء من مجموعات عرقية معينة، وتجنيدهم في هذا الشكل غير القانوني من العمل القسري". وتقدر الأممالمتحدة أن هناك ما لا يقل عن مليون شخص محتجزين في مثل هذه المرافق، وقد تم إدانة الصين دوليًا بشكل رسمي خلال الأشهر القليلة الماضية. بعد انضمام «الإيجور» ل«داعش سوريا».. هل تشارك الصين في معركة إدلب؟ وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنه على الرغم من كون تلك المعسكرات أعدتها الصين للاعتقال، إلا أنها باتت الآن تسير على نهج "مراكز التعليم المهني" التي ترتبط بالسجون. وفي أوائل عام 2017، بدأت السلطات الصينية في استخدام الاحتجاز خارج إطار القانون ضد المسلمين الإيجوريين والأقليات الأخرى، بما في ذلك الكازاخستانية، ضمن معسكرات الاعتقال. وتسعى الصين من وراء إجبار المتواجدين في المعتقل على العمل القسري، لتأكيد الهدف الرئيسي للمركز، وهو إعادة التأهيل للموجودين.