الصوفية تحتفل بذكرى المولد النبوي بالأوراد والحضرات والابتهالات ومواكب في المحافظات وتزويع الحلوى على الدوائر القريبة والإنشاد وحلقات الذكر في ساحة الحسين "الثلاثاء المقبل".. تحل الذكرى السنوية لميلاد خير البرية الحبيب المصطفى صلوات الله عليه، تلك الذكرى التى تهل علينا بنسيم من المحبة والسلام والتعايش، كأسس قامت عليها السيرة النبوية، تلك المناسبة التى يحرص جموع الشعب المصرى على إحيائها، غير أن للطرق الصوفية طقوسا خاصة بها كمراسم لها فى احتفالاتها بالمولد النبوى الشريف. وحددت دار الإفتاء، عقب استطلاع هلال شهر ربيع الأول، يوم ذكرى المولد النبوي الشريف والذي يوافق 12 من شهر ربيع الأول، يوم 20 من نوفمبر الحالى. حلقات ذكر وابتهالات وإنشاد ديني ولعل من أهم وأبرز تلك الطقوس التى تمارسها الطرق الصوفية والبالغ عددها ما يتجاوز ثمانين طريقة رسمية بموجب القانون رقم 118 لسنة 1976، المعني بتنظيم الطرق الصوفية، إقامة العديد من الحضرات والابتهالات وحلقات الذكر والأوراد والأناشيد الدينية فى حب المصطفى. وتحرص كل طريقة حلقات ذكر وابتهالات وإنشاد ديني ولعل من أهم وأبرز تلك الطقوس التى تمارسها الطرق الصوفية والبالغ عددها ما يتجاوز ثمانين طريقة رسمية بموجب القانون رقم 118 لسنة 1976، المعني بتنظيم الطرق الصوفية، إقامة العديد من الحضرات والابتهالات وحلقات الذكر والأوراد والأناشيد الدينية فى حب المصطفى. وتحرص كل طريقة على إقامة حلقات ذكر فى مقرات الطرق الخاصة بها فى شتى محافظات الجمهورية، بابتهالات وأناشيد وأذكار عن حب المصطفى عليه الصلاة والسلام، وذلك ابتداء من غرة شهر ربيع الأول وصولا إلى ذكرى المولد النبوى الشريف. غير أن لتلك الحضرات أجواء روحانية عالية وتجليات كبيرة تملأ قلوب جموع الحضور من المريدين وأتباع الطرق الصوفية من الدراويش ووكلاء وأبناء الطرق بالمحافظات. شراء الحلوى وتوزيعها على المريدين ارتباط المصريين بشراء حلوى المولد النبوي ليس قاصرا على الصوفية من أبناء المجتمع، بل إن الشعب بأسره يفضل شراء الحلوى خلال تلك الآونة فرحة وبهجة بحلول المولد النبوي، باستثناء السلفيين باعتباره بدعة عندهم، إلا أن الصوفية لا تحرص على شراء الحلوى منذ عهد الفاطميين فحسب، بل تقوم بشرائها وتوزيعها على الأهل والأحباب والمريدين. فتحرص كل طريقة من الطرق الصوفية، على شراء كميات كبيرة من الحلوى ووضعها فى مقر الطريقة الرئيسي، ثم القيام بتوزيعها على كل من يتردد على مقر الطريقة من الدراويش والمريدين، احتفالا بفرحة المولد النبوي الشريف، ومن باب التهادى وأعمال البر والخير. الموكب الصوفي طقوس الصوفية باحتفالات المولد لم تقتصر على الحضرات والابتهالات والأذكار وشراء الحلوى فحسب، بل تحرص الصوفية على خروج ما يسمى بالموكب الصوفي السنوى، والمتعارف عليه منذ الفاطميين. وينطلق الموكب الصوفي، مع يوم الذكرى، وذلك عقب صلاة العصر من مسجد سيدى صالح الجعفري بالدراسة وصولا إلى المشهد الحسيني بساحة مسجد الحسين بالجمالية، ويتخلل الموكب مظاهر احتفالية عديدة، تبدأ بمشاركة عدد غفير من الطرق الصوفية قرابة ما بين 10 إلى 15 طريقة، وتحرص كل طريقة على وجود شيخها فى مقدمة الصفوف، رافعين الأعلام الخاصة بكل طريقة، ويسيرون على الأقدام من مسجد صالح الجعفري إلى الحسين. الفرحة والسعادة تغمر الحضور والمشاركين بالموكب، تلك الفرحة الغامرة التى تظهر جليا فى الابتسامات والتهاني المتبادلة من الحضور لبعضهم البعض، وقبل أذان المغرب يصل الموكب إلى المشهد الحسيني، ويكون فى انتظار وصولهم واستقبالهم شيخ مشايخ الطرق الصوفية وعدد من كبار أعلام التصوف، من علماء الأزهر الشريف، والمجلس الأعلى للصوفية. وخلال وصول الموكب وتوافد الطرق المشاركة به إلى ساحة الحسين، تعزف الفرقة الموسيقية بساحة الحسين النشيد الوطني الذي يردده الحضور في فرحة وسعادة، وتنشد العديد من القصائد الدينية في حب النبي، مما يضيف المزيد من الروحانيات على المشهد الاحتفالي. الاحتفال السنوي وعقب الانتهاء من الموكب الصوفي، يعد ذلك إيذانا ببدء الاحتفال السنوى للمشيخة العامة للطرق الصوفية، بحضور الدكتور عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وعدد من أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية، ولفيف من علماء الأزهر والأوقاف، وبمشاركة نقابة الأشراف وممثلين عنها. الاحتفال السنوي للمشيخة بالمولد، يبدأ بكلمة لشيخ مشايخ الطرق الصوفية بصحن مسجد الحسين عقب صلاة المغرب فى ذكرى المولد، ثم تتوالى كلمات للحضور وكلمة لإمام مسجد الحسين، ويكون عنوان تلك الكلمات السيرة العطرة للحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، وذلك وفقا لما جرت عليه العادة. وقال المهندس عبد الخالق الشبراوي، شيخ عموم أبناء الطريقة الشبراوية، إن جميع الطرق الصوفية تفضل وبقوة مشاركة الشعب المصرى فرحة قدوم المولد النبوي الشريف، مشددا على أن للصوفية طقوسا خاصة بها باحتفالات المولد. غرس القيم في النشء وشباب الصوفية وأضاف شيخ الطريقة الشبراوية ل"التحرير"، أن من طقوس الصوفية بذكرى المولد الحضرات والابتهالات والأذكار والأوراد الخاصة بكل طريقة، معنونة بحب الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، مؤكدا أن الصوفية تحرص خلال تلك المناسبة على نشر الوعي لدى النشء وشباب المتصوفة على ضرورة إحياء أخلاق المصطفى والعودة إلى المنهج النبوى فى نشر ثقافة السلام وقبول الآخر والتعايش، خصوصا أن المجتمع بل العالم العربي والإسلامى أصبح فى أشد الحاجة إلى مثل تلك الأخلاق لمقاومة أصحاب الفكر المتطرف، والأجندات الدولية التى تحاول لصق العمليات الإرهابية بعباءة الإسلام، والدين منها براء. وتابع: الصوفية تحيي المناسبة بزيارات ميدانية لشيخ الطريقة ونائبه ووكلاء الطريقة إلى مقرات الطريقة فى جميع محافظات الجمهورية فى جولات غير مطولة، وذلك من غرة ربيع الأول وحتى حلول الذكرى، وذلك من أجل مشاركة أبناء الطريقة الفرحة، فضلا عن غرس قيم الرسول عليه الصلاة والسلام من المحبة والتعايش لدى جموع أبناء ومريدى الطرق بالمحافظات، من خلال حضرات حب الرسول.