ما بين اعتبار اليوم عطلة رسمية وعقد جلسات الذكر والتواشيح أو تناول أنواع معينة من الأطعمة، يحتفل العالم العربي والإسلامي ب"المولد النبوي الشريف"، حيث اعتادت شعوب بعض الدول على عادات وطقوس معينة في هذا اليوم، بما لا يخالف تعاليم القرآن الكريم والسُنة النبوية. وتختلف مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي من دولة عربية إلى أخرى، وهو ما رصدته "الفجر" في السطور التالية لطقوس بعض الدول خلال الاحتفال بالمولد النبوي. مصر تعتبر مصر من الدول التى تتميز باحتفالاتها الرائعة بالمولد النبوي الشريف, حيث تقام سرادقات كبيرة حول المساجد الكبرى فى شتى أنحاء الجمهورية، ومنها مسجد الإمام الحسين، والسيدة زينب "رضي الله عنهما، وتضم تلك السرادقات زوار المولد من مختلف قرى مصر، يتواجد بجانبها الباعة الجائلين بجميع فئاتهم، وتعقد حلقات الذكر والإنشاد والمدح فى رسول الله آل بيته، وذكر صفات النبي الحميده ومواقفه الشجاعة وأخلاقه السمحة، ويتم تلاوة القرأن والأحاديث داخل المساجد. كما تتميز مصر بصناعة حلوى المولد النبوي الشريف، منها "السمسمية والحمصية والفولية وغير من الحلويات.
تونس في ذكرى المولد النبوي تشهد الأسواق والمتاجر المختصة في بيع الفواكه الجافة وخاصة باعة حبات "الزقوقو" أو ما يعرف بحبات الصنوبر التي تمثل المكون الأساسي لعصيدة الزقوقو التونسية وتعدّ هذه العصيدة خصيصا احتفالا بالمولد النبوي الشريف. وتعد مدينة القيروان من أكثر المدن احتفالا بهذه المناسبة حيث تنعقد اللقاءات والمسامرت الدينية و تتزين المدينة التي تستقبل ضيوفا من مختلف أنحاء الجمهورية للاحتفال بهذه المناسبة. لبيا وفي ليبيا ينظم الصوفيون مسيرة احتفالية فى قلب العاصمة طرابلس للاحتفال بالمولد النبوى حيث يقوموا بعمل سرادقات لقراءة القرآن والإنشاد وتوزيع الحلوى، وكذلك ينشد الأطفال في الشوارع أنشودة...(هذا قنديل يشعل في ظلمات الليل) وكذلك تمتلئ المساجد والجوامع بحلقات ذكر الله والمدائح النبوية، والتذكير بسيرة حياة الرسول الكريم وما فيها من مواعظ وحكم، بالإضافة إلى ذلك يتبادل الأهل والأصدقاء الزيارات تخرج الفرق الدينية في الشوارع والساحات لإنشاد المدائح والموشحات الخاصة بهذه المناسبة.
السودان يتجمع أطفال السودان في هذه المناسبة بأراضٍ مخصصة للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، في المدن الثلاث (الخرطوم وأم درمان وبحري) ، حيث تنصب الخيام فيها وتتلألأ الأنوار وتدق الكاسات وترفع الرايات وتسير المواكب الصوفية يتقدمها رجالات الدولة ومشايخ الطرق الصوفية والموسيقى العسكرية ، يتبعهم حملة الزي الصوفى والشارات والأعلام، وصولا إلى أرض الاحتفال حيث تبدأ الدروس والحضرات وقصائد المديح التى تمتد حتى الليلة الختامية التى تختم بصلاة الصبح. وتعتبر "السمسمية" من أشهر أنواع الحلويات التى يقبل عليها الكبار في هذا اليوم، وتكون الوجبة الأكثر حضورًا فى احتفالات المولد فهى الفتة أو "الثريد" التى توزع فى أطباق كبيرة على الحضور مجانًا .
المغرب وفى المغرب تنتشر المواكب الدينية بالشوارع كما تنعقد مجالس العلم والتثقيف الديني، وتلاوة آيات القرآن الكريم، والإنشاد والمدح النبوي، وترديد الأذكار، وسرد السيرة النبوية الشريفة، وإقامة المولديات في المساجد. كما تشهد الأضرحة نشاطا متميزا في هذا اليوم، حيث يكثر زوارها هى وأولياء الله الصالحين، التي تنظم بها أمسيات للسماع والمديح وترتيل القرآن الكريم بصورة جماعية
الكويت كان يطلق الكويتيون على المولد النبوي الشريف اسم "المالد" كنوع من الاحتفال الديني، حيث يجتمع الناس لقراءة ما كتبه "البرزنجي" عن مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وأوضح ان البرزنجي هو زين الدين جعفر بن حسن البرزنجي المتوفى عام 1764 وقد عرف بأنه فقيه أديب من أهل المدينةالمنورة، و كانت تبدأ بعد صلاة العشاء فيضيق المسجد على سعته بالمستمعين احتفاء بهذه المناسبة، بينما كانت تدار فناجين القهوة والشاي بين الحضور التي غالبا ما تكون تبرعا شخصيا من سكان المنازل المحيطة بالمسجد والاحتفال بهذه المناسبة كان فرصة محببة للجميع حتى الصغار كانوا يتجمعون في (السكيك والفرجان) ويشترون الحلوى من الباعة المتجولين الذين يستغلون هذه الفرصة لترويج ما لديهم من بضاع.
الأردن تستقبل الأردن ذكرى المولد النبوى الشريف بكل مشاعر البهجة والفرح والسرور، حيث تعطل الدوائر الرسمية والحكومية أعمالها احتفاء بهذه المناسبة التاريخية والدينية العطرة . ففى المساجد والمراكز الدينية والثقافية وغيرها تستمر الاحتفالات بيوم المولد النبوى، حيث تقام مجالس السيرة النبوية والأناشيد الدينية التى تمجد ولادة ومسيرة وكفاح نبى الإسلام..
واعتاد المسلمون بالأردن على قراءة وتلاوة القرآن الكريم، ثم الأدعية والابتهالات الدينية.. والتواشيح الروحانية والمدائح، ومن بعض مظاهر هذه المناسبة الطيبة يلاحظ ازدياد القيام بأعمال البر والخير من مثل التصدق على الفقراء والمساكين، وزيارة الأرحام، وجلب الهدايا مثل حلوى المشبك، وغير ذلك من أطعم المأكولات الأخرى للاخرين، ثم تتلألأ الأنوار على المساجد وبعض البيوت والمؤسسات الحكومية..