يحتفل المسلمون في شتي بقاع العالم بعد غد بذكري مولد النبي محمد صلي الله عليه وسلم.. وفي هذا اليوم تحتفل كل دولة علي طريقتها الخاصة بهذه المناسبة العظيمة نظرا لاختلاف الثقافات والتراث الذي تتميز به كل دولة إسلامية. رصدنا بعض المظاهر التي تمارسها بعض الدول الإسلامية من خلال هذا التقرير : في البداية تتميز مصر أثناء احتفالها بالمولد النبوي بالعديد من الطقوس التي بدأت منذ دخول الفاطميين حيث أقيم أول احتفال في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله.. ويقوم المصريون بعقد حلقات الذكر والإنشاد داخل السرادقات التي تحيط بالمساجد خاصة الكبري مثل الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والمرسي أبو العباس وغيرها ويقوم المداحون بذكر مناقب الرسول صلي الله عليه وسلم والتغني بأخلاقه ومواقفه وتلاوة القرآن الكريم. كما أن ما يميز المناسبة العظيمة هو صناعة حلوي المولد النبوي التي تنتشر في جميع شوارع وميادين مصر بأشكالها وألوانها المتعددة.. كما تصنع بعض لعب الأطفال من الحلوي مثل الحصان والعروسة والتي تجذب انتباه الأطفال. عمرة المولد النبوي في السعودية تنتشر السياحة الدينية حيث يحرص المسلمون علي أداء عمرة المولد النبوي الشريف منذ بداية ربيع الأول وحتي نهايته تبركا بمولد المصطفي صلي الله عليه وسلم. في سلطنة عمان للمولد النبوي طابع خاص منذ القدم حيث يتحول الاحتفال إلي نوع من الفنون الشعبية الدينية من خلال تجمعات المحتفلين الذين يقفون في حلقات يرددون الأناشيد الدينية ويمدحون الرسول والمسلمين الأوائل.. كما ينتشر فن "الهوامة" الذي يقف فيه المحتلفون صفا واحدا أمام قائد الإنشاد يتمايلون ويرددون المديح النبوي. جدير بالذكر أن السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان قد خصص في قصره قاعة للاحتفال بالمولد النبوي يطلق عليها "قاعة المولد النبوي" يحضر بها كبار رجال الدولة من الوزراء والعلماء والشخصيات العامة للاحتفال بهذه المناسبة. في تونس تقاليد خاصة حيث تتزين الشوارع والميادين والمساجد بالأعلام والأضواء وتقام الاحتفالات لمدة 7 أيام وتتمثل في تلاوة القرآن وعقد الندوات الدينية داخل المساجد التي تتناول سيرة الرسول الكريم والأحاديث النبوية.. كما يقوم التونسيون بإعداد العصيدة والزقوقو وتبادل الزيارات بين الأهل والجيران. في المغرب تنتشر المواكب الدينية وتجوب الشوارع بما يطلق عليه "الموليدية" وتعقد مجالس العلم والإنشاد والمدح النبوي وسرد السيرة النبوية كما يكثر زوار الأضرحة وأولياء الله الصالحين وتوزع العائلات أطباقا من الكسكس المغربي علي الفقراء. احتفالات آسيا في ماليزيا تنتشر الكرنفالات يتخللها المواكب الضخمة في الشوارع كما تتزين المساجد والمنازل ويتم توزيع الصدقات من مال وأطعمة علي الفقراء والمساكين. في الصين يحتفل المسلمون بهذا اليوم علي غرار احتفالهم بعيدي الفطر والأضحي حيث يتوجهون إلي المساجد لأداء الصلاة والاستماع إلي الخطب والمحاضرات التي تتناول السيرة العطرة يليها تقديم الحلوي والأطعمة الصينية التقليدية. في باكستان تضاء الطرق الرئيسية بالضوء الأخضر من بداية شهر ربيع الأول وتتزين القري والمدن وتقام خيمة كبيرة تردد فيها الأناشيد وحلقات الذكر.. كما تجوب المواكب الشوارع وهي تحمل أعلاما مثبتة علي أعمدة عالية في الوقت الذي يتجمع فيه المسلمون في الحدائق العامة لتبادل التهاني والحديث عن سيرة المصطفي. في الفلبينپيتم إحياء المناسبة بفعل كل ما يقرب المسلمين من الله سبحانه وتعالي فيكثرون من إطعام الطعام وتلاوة القرآن وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله. في الهند لا يكتفي المسلمون بعقد الاجتماعات تحت إشراف الهيئات والجمعيات الإسلامية والتي يحضر فيها كبار الشخصيات وزعماء الوطن بل يرتدون الملابس الجديدة ويتبادلون الهدايا.