يسمون أنفسهم أهل الحقيقة تمييزًا لهم عن أهل الشريعة.. وهم أهل الحقيقة لأنهم عرفوا الله ووصلوا إليه بالحب الذى ترجموه إلى عمل تميز بطقوس خاصة.. منها الذكر ومنها الإنشاد ومنها تلاوة الأوراد ومنها بذل الصدقات.. ولأنهم يحبون الله فهم يحبون أيامه ومن أيام الله شهر رمضان وفى طرقهم المختلفة هناك أساليب كثيرة للتعبير عن الفرحة بقدوم هذا الشهر الكريم وإحياء أيامه ولياليه.. عن الطرق الصوفية تتحدث.. وفى السطور القادمة نبحر معهم عبر دروبهم وأسرارهم. البداية كانت من مسجد (سيدى صالح الجعفرى) بالدراسة وجدنا بعض الأفراد يجلسون حول الضريح يقرءون القرآن ويذكرون الله ويدعونه والبعض الأخر يتحدث مع الشيخ محمد الجعفرى - كأنه موجود على قيد الحياة - وهذه الأفعال أنكرها علماء الإسلام وتحدثنا مع بعض المريدين لهذه الطريقة وهو الشيخ عيد وسنه يقترب من ال70 عام وأحد السالكين لهذه الطريقة من صغره ويحكى لنا عن أحد مشاهد الاحتفال برمضان حيث تنظم الطريقة كل عام موكبا يتجه الى مسجد الإمام الحسين وسط الأناشيد الدينية الصوفية واستعراضات التنورة وآلاف المريدين الحاملين الريات الخضراء مرتدين الأوشحة فى جو يملئه الفرحة والتجلى والروحانيات محتفلين بقدوم أعظم الشهور وهو شهر رمضان. التنافس فى طاعة الله وترجع كلمة صوفية والتى تنسب لها العديد من الطرق فى مصر إلى العصر الإغريقى فهى كلمة إغريقية معناها (طالب الحكمة) وتنقسم الطرق الصوفية فى مصر إلى الكثير ومن أشهرها الطريقة التيجانية وهى تعود إلى الشيخ محمد الحافظ التيجانى ويرجع نسبه إلى الإمام الحسين وعن هذه الطريقة تحدث إلينا شيخها أحمد محمد الحافظ التيجانى ويقول الهدف من الطرق الصوفية هى الوصول إلى طريق الحق والتصوف الحقيقى الصحيح الخالى من الشوائب والخرافات ومن يصل إلى هذا الطريق يكون بتوفيق من الله. وعن منهج الطريقة التيجانية يذكر الشيخ أحمد أن ما يميزها هو الأوراد واحدة فى جميع أنحاء العالم ما تقرأه فى مصر هو ما تقرأه فى أندونسيا وفرنسا وجنوب أفريقيا وأكد الشيخ على أن كل هذه الطرق تتنافس فى طاعة الله. والطريقة الرفاعية نسبة إلى مؤسسها سيدى أبى العباس أحمد الرفاعى والذى نشأ فى العراق ودخلت الطريقة مصر على يد الشيخ أبو الفتوح الواسطى. أما الطريقة المرغنية وهى نسبة إلى الشيخ محمد عثمان المرغنى وانتشرت هذه الطريقة فى مصر والسودان وأثيوبيا أما الطريقة النقشبندية وهى من أشهر الطرق فى مصر وتعود إلى الشيخ بهاء الدين النقشبندى حيث تتبع هذه الطريقة الكتاب والسنة فى دعواتها وأيضا الطريقة البرهامية والتى أسسها الشيخ إبراهيم الدسوقى والذى نشأ فى محافظة المنوفية ويرجع نسبه إلى الأشراف وغيرها من الطرق مثل الطريقة الحامدية الشاذلية والطريقة البرهامية والطريقة السطوحية والطريقة الشهاوية والطريقة السعدية والطريقة العمروسية الشاذلية والطريقة الدسوقية والطريقة الجعفرية والطريقة العزمية الشاذلية والطريقة البيومية والطريقة الحلبية والسلامية. وأثناء الذهاب لمركز العلم للطريقة المحمدية الشاذلية ومؤسسها الشيخ محمد ذكى إبراهيم قابلنا أحد شباب الأمانة العامة للطريقة ويدعى طارق شعبان والذى وصف لنا المنهج العلمى للطريقة بأنه يحارب البدع والمنكرات لبعض الطرق الصوفية والتى تحيد عن منهج سيدنا محمد ? وهو الطريق الصحيح للوصول إلى أعلى درجات التصوف الحقيقى. طقوس خاصة وتتسم الطرق الصوفية فى مصر بطقوسها الخاصة التى تختلف وتتميز بها عن جميع الطرق الموجودة فى الدول الإسلامية الأخرى فهذه الطرق الصوفية لها طرق وطقوس تمارسها طول العام وتتركز فى الذكر والمديح وإقامة الحضرات وترديد الأناشيد الصوفية والذكر والتسبيح والسناء على الرسول ? ولكن خلال شهر رمضان تختلف الأمور فتصبح المساجد الصوفية كالرجل الكريم فاتحة أبوابها طوال النهار والليل لخدمة المسلمين مقدمين للزوار جرعات كبيرة من الذكر والعبادة خلال أيام الشهر الكريم فتنصب الحضرات التى تميز الطريقة الصوفية بشكل عام فكل طريقة لها طقوس فى الحضرة تختلف عن الطرق الأخرى فهناك طرق يحضر أتباعها مقر المسجد الخاص بالطريقة ويجلسون فى حلقات يتوسطهم شيخ الطريقة يجلسون يمدحون فى النبى ?مرددين الأذكار بشكل جماعى وبطريقة منظمة وهم جالسون. وهناك طرق أخرى تقضى ليل رمضان فى تلاوة القرآن والقيام بصلاة التراويح وصلاة التهجد. وهناك طرق أخرى تردد الأذكار وهم واقفون وعندما تزداد لديهم الروحانيات يقموا بهز رؤوسهم يمينا وشمالا ولكل طريقة مقر داخل أحد المساجد وأشهر هذه المساجد هو مسجد الإمام الحسين ومسجد السيدة زينب ومسجد السيدة نفيسة ومسجد الشيخ الرفاعى ومسجد الشيخ صالح الجعفرى والذى تقام فيه الطريقة الجعفرية. صلاة التراويح وما يميز هذه المساجد فى رمضان عن غيرها هى صلاة التراويح والتهجد حيث يكون للصوفيين طريقة خاصة فى إقامة هذه الصلاة حيث تتخلل الصلاة رفع الأذكار التى لا تقال إلا فى هذه المساجد وعقب صلاة التراويح يتم ختم القرآن الكريم كاملا كل ليلة. ومن أشهر الطقوس التى يقوم بها الصوفيون فى شهر رمضان هى قيام المريدين الصوفيين بإقامة موائد الرحمن طول شهر رمضان للفقراء والمساكين حيث يقوم العاملين على المائدة بذبح الذبائح وتفريق جزء منها للناس والجزء الآخر للمائدة ويقول أحمد عبد الرحمن وهو من متبعى الطريقة الجعفرية بإنه يجد السعادة فى توزيع الطعام على الصائمين والعمل على خدمة زوار المسجد من المصلين طول اليوم وأكد أحمد أنه اعتاد على تلك الطقوس منذ سنوات فهو يلتزم بحضور جميع الحضرات التى تقام داخل المسجد ويلتزم أيضا بحفظ كل التواشيح والأناشيد الخاصة بالطريقة الجعفرية وعلى النقيض نجد أن هناك بعض الطرق التى تعتمد بشكل كبير على الخلوة والابتعاد عن الناس وتخصيص الليل لمناجاة الله والصلاة وقراءة القرآن والإكثار من الأذكار منقطعين عن عائلتهم والانشغال بذكر الله والسناء على رسول الله ? فقط. حلقات الذكر ويرى سيد عبد الغفار أنه كان مشتت العقل قبل انضمامه إلى الطريقة الأحمدية الشاذلية حيث وجد حلاوة العبادة والذكر فى هذه الطريقة موضحا أن التصوف له قدر كبير داخله فهو يذكى الروح ويطهر الأنفاس بذكر الله وأكد سيد أن الحضرات وحلقات الذكر والندوات التى تعقد داخل المسجد تقوى من إيمانه وقدرته على مقاومة الشيطان فهو أعتاد على أن يأتى كل يوم فى رمضان هو وأولاده وزوجته إلى مسجد الحسين لأداء صلاة التراويح وينهى صلاته بترديد الأذكار فى خشوع وتعاطف مادحا النبى ?. مولد السيد البدوى ومن أشهر المظاهر التى تعرف بها الطرق الصوفية خلال العام هى إقامة الموالد حيث يوجد أكثر من 50 مولد فى السنة يتم الاحتفال بهم فكل مولد يقام بجوار المقام والمولد هو تكريم لهؤلاء الذين توفوا وإحياء لذكرى ميلادهم فيتم إضاءة الجامع والمقام الذى يتم الاحتفال بصاحبه ومن أشهر الموالد المعروفة فى مصر مولد الحسين ويقام فى 25 من ربيع ثان ويحضره ما لا يقل عن مليون محتفل حيث تقام الاحتفالات وموائد الطعام للفقراء ويحتفل الجميع مغنيين ومنشدين لذكرى ميلاد الحسين حفيد النبى ? وأيضا مولد السيدة نفيسة ومولد زين العابدين والذى يقع مسجده بجوار مسجد السيدة زينب ومولد السيد البدوى فى محافظة الغربيةطنطا ومولد السيدة زينب ومولد الشيخ الدسوقى فى كفر الشيخ.