ترى الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي أن تكتفي بما قدمته في ملف كوريا الشمالية، وألا تتخذ خطوات أحادية الجانب لتخفيف حدة التوتر وتحفيز نزع السلاح النووي في البلاد. على الرغم من عدم إحراز تقدم في مجال نزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية، فإن واشنطن قد لا تفكر في أن تستخدم عوامل محفزة من جانب واحد وإعفاءات جزائية لبيونج يانج كطريقة للحث على نزع السلاح النووي، إلى أن تتخذ الأخيرة خطوات كبيرة لتفكيك برنامجها، وهذا ما حرصت عليه الإدارة الأمريكية خلال الفترة الماضية، وذلك من خلال دراسة كل الأوضاع التي من الممكن أن تسهم بشكل رئيسي في تسريع وتيرة التعاون مع كوريا الشمالية للبدء بشكل فعلي في تفكيك منشآتها النووية الفترة المقبلة. وحسب ما جاء في شبكة "فويس أوف" أمريكا، "كان من المفترض أن يجتمع ستيف بيجون، الممثل الخاص للولايات المتحدةلكوريا الشمالية، مع نظيره الكوري الشمالي في أعقاب الزيارة الرابعة لوزيرة الخارجية مايك بومبيو إلى كوريا الشمالية خلال وقت سابق من أكتوبر الجاري، غير أن مناقشة بيجون التي كانت متوقعة حول نزع السلاح وحسب ما جاء في شبكة "فويس أوف" أمريكا، "كان من المفترض أن يجتمع ستيف بيجون، الممثل الخاص للولايات المتحدةلكوريا الشمالية، مع نظيره الكوري الشمالي في أعقاب الزيارة الرابعة لوزيرة الخارجية مايك بومبيو إلى كوريا الشمالية خلال وقت سابق من أكتوبر الجاري، غير أن مناقشة بيجون التي كانت متوقعة حول نزع السلاح النووي مع نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي تشوي سون هوى لم تحدث. ومنذ أن وافق الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون على إخلاء كوريا الشمالية بالكامل من الأسلحة النووية في قمة سنغافورة خلال يونيو الماضي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كانت بيونج يانج تطالب بإزالة العقوبات وتنفيذ إجراءات بناء الثقة التي تقول إنها ستضمن لكوريا الشمالية الأمان. وبعد عدة أيام من رحلة بومبيو الأخيرة إلى بيونج يانج، أخبر دبلوماسي كوري شمالي اللجنة السادسة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بضبط العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، وفقا للشبكة الأمريكية. ورغم أن الخبراء ينظرون إلى تدابير بناء الثقة باعتبارها جانبًا أساسيًا للحفاظ على علاقة حساسة بين واشنطنوبيونج يانج، فإنهم يحذرون من منح تنازلات من جانب واحد ما لم تتخذ كوريا الشمالية خطوات متبادلة يمكن التحقق منها. ويمكن أن تتراوح تدابير بناء الثقة للحد من التوترات العسكرية والتنازلات الاقتصادية مثل تخفيف العقوبات، إلا أن مباحثات إدارة ترامب لم تتفق مع هذه الآراء، ورأت ضرورة الاستمرار في النهج الحالي مع بيونج يانج. وقال سكوت سنايدر، مدير برنامج سياسة الولاياتالمتحدة تجاه كوريا في مجلس العلاقات الخارجية: إن "تدابير بناء الثقة ضرورية، ويجب أن تتضمن بشكل أساسي إجراءات متفقا عليها بشكل مشترك". ووفقًا لما قاله إيفانز ريفير، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية والذي تفاوض مع كوريا الشمالية بشكل مباشر، فقد اتخذت الولاياتالمتحدة إجراءات مهمة من جانب واحد تجاه تخفيف حدة التوتر وبناء الثقة مع بيونج يانج. وصرح ريفير الذي بات الآن زميلًا في معهد بروكينجز: "تعليق الولاياتالمتحدة وكوريا جنوبية للتدريبات العسكرية الكبرى، على سبيل المثال، كان تدبيرًا أحادي الجانب قلل من الاستعداد العسكري الأمريكي، في حين لم تتخذ كوريا الشمالية خطوات مماثلة لخفض التدريبات العسكرية الخاصة بها". وعلى الناحية الأخرى، قال تشول كيم السكرتير الأول للبعثة الكورية الشمالية لدى الأممالمتحدة في نيويورك: إنه "أمر غير طبيعي أن يبقى مجلس الأمن الدولي، الذي كان حريصًا جدًا على التعبير عن مخاوفه بشأن الوضع المتوتر في شبه الجزيرة الكورية، صامتًا حيال الاتجاه الإيجابي الحالي للسلام الذي يحدث في تلك المنطقة حتى الآن". وأضاف الدبلوماسي: "حتى بعد مرور أكثر من عام على توقف كوريا الشمالية للتجارب النووية واختبار إطلاق الصواريخ، لم يقم مجلس الأمن الدولي برفع أو تخفيف قرارات العقوبات الخاصة به عن طريق غض الطرف عن المتطلبات التي تنص على مراجعة دورية للجزاءات مع تغير الأوضاع".