الرسائل التي وجهتها تركيا للتنظيمات قبل يومين كانت حازمة، وتنذر بعواقب وخيمة لفشل الاتفاق على إدلب وعلى الأمن القومي التركي ولجوء الجيش السوري لاستخدام القوة كحل. يبدو أن المفاوضات التركية مع هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة" بشأن محافظة إدلب تقترب من الفشل في ظل الرفض المستمر من قبل الجماعة الإرهابية لنزع السلاح الثقيل والانسحاب إلى مناطق آمنة تنفيذا للاتفاق بين أنقرة وموسكو، وهو ما زاد من وتيرة الصدام بين حلفاء الأمس، خاصة أن الجانب التركي يرفض القيام بعمل عسكري في إدلب التي يعيش فيها نحو 3 ملايين شخص، بعضهم جاؤوا إليها من مناطق المصالحات التي جرت بين المعارضة السورية المسلحة والنظام السوري في الغوطة والقلمون وجنوب البلاد. أمس، ذكرت صحيفة "الوطن" السورية أن تركيا وجهت رسائل شفوية تحذيرية إلى التنظيمات المتشددة مثل "هيئة تحرير الشام" - (تنظيم جبهة النصرة الإرهابي)، مفادها أن استمرار تعطيلها لاتفاق سوتشي حول إدلب سيكون معركة "خاسرة حتما".ونقلت "الوطن" عن مصادر معارضة مقربة من فصائل "جبهة تحرير سوريا" قولها: إن "لجوء أنقرة أمس، ذكرت صحيفة "الوطن" السورية أن تركيا وجهت رسائل شفوية تحذيرية إلى التنظيمات المتشددة مثل "هيئة تحرير الشام" - (تنظيم جبهة النصرة الإرهابي)، مفادها أن استمرار تعطيلها لاتفاق سوتشي حول إدلب سيكون معركة "خاسرة حتما". ونقلت "الوطن" عن مصادر معارضة مقربة من فصائل "جبهة تحرير سوريا" قولها: إن "لجوء أنقرة إلى دبلوماسية الرسائل ناتج عن المخاوف من وصول اتفاق اتفاق إدلب إلى طريق مسدود في وقت قريب ما لم يجر تنفيذ البند الثاني من الاتفاق القاضي بانسحاب التنظيمات المتشددة. "المصادر" أكدت أن الرسائل التي وجهتها تركيا للتنظيمات قبل يومين كانت حازمة، وتنذر بعواقب وخيمة لفشل الاتفاق على إدلب وعلى الأمن القومي التركي المهدد بموجات نزوح غير مسبوقة في حال فشل الاتفاق ولجوء الجيش السوري والقوات الحليفة له لاستخدام القوة كحل وحيد لطرد الإرهابيين. وسرعان ما أظهرت رسائل تركيا التحذيرية إلى جبهات حلب ردودا إيجابية بين الفصائل المسلحة دون "النصرة"، حيث واصلت تلك الجماعات سحب سلاحها الثقيل من المناطق المنزوعة السلاح غرب وشمال غرب حلب في منطقتي الزهراء والبحوث العلمية. أضف إلى ذلك أن فصائل "الزنكي" و"فيلق الشام" و"ثوار الشام" المندمجين في "الوطنية للتحرير" سحبوا آليات ثقيلة لهم من غرب حلب استجابة لرغبة تركيا بتحقيق تقدم في اتفاق سوتشي. الصحيفة السورية أكدت أن تركيا ستواصل ضغطها على جبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية مثل "الحزب الإسلامي التركستاني و"حراس الدين" وحلفائه من تنظيم القاعدة الذين اندمجوا فيه لمواصلة سحب سلاحهم الثقيل ثم مقاتليهم من "المنزوعة السلاح" في إدلب وحماة. محللون سياسيون يرون أن تصنيف تركيا لجبهة النصرة منظمة إرهابية هو محاولة لعزل التنظيم المتشدد عن باقي التنظيمات الأخرى، المتحالفة مع تركيا، والتي ستضطر إلى عقد مصالحات مع النظام السوري بدلًا من خوض معارك خاسرة، بحسب "إرم نيوز". وأضاف المحللون أن القرار التركي هو نوع من التكتيك لشراء الوقت بهدف تأجيل توقيت المعركة، مشيرين إلى أن تخلي تركيا عن الجبهة في هذه اللحظات الحاسمة سيدفع الكثير من عناصرها إلى البحث عن فرصة للنجاة، وهو ما سيضعف التنظيم، الأكثر قوة في إدلب. فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لن يجد أفضل من معركة إدلب لإثبات جدية تحالفه مع روسيا في وقت يعيش فيه وضعًا حرجًا بسبب انهيار عملة بلاده، وتراجع علاقاته مع أمريكا وأوروبا، مما يتسبب في انهيار شعبيته، بحسب المحللين.