الوكيل: التعاقد مع الروس على توريد مولدات وتوربينات من تصميم وتصنيع "أوروبي أو غربي" للمشروع النووي.. وجنرال إلكتريك: إنارة 4 ملايين منزل.. وخبراء: ما بين التأييد والرفض أكد الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية، ما أعلنته شركة "جنرال إلكتريك للطاقة"، أمس الثلاثاء، عن فوزها بعقد توريد معدات منصات التوربينات إلى مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية فى مصر، مشيرا إلى أن الاتفاق "تم وفقا لمتطلبات الجانب المصري". وأضاف رئيس هيئة المحطات النووية في تصريحات ل"التحرير"، اليوم الاربعاء، أن التعاقد المبرم بين الجانبين المصري والروسي، يشترط أن تكون المولدات والتوربينات الموردة لمشروع إنشاء المحطة النووية لتوليد الكهرباء بالضبعة من تصميم وتصنيع "أوروبي أو غربي". وذكر أن فوز "جنرال إلكتريك" بالتعاقد يأتي متوافقا مع لائحة الموردين المعتمدين للمشروع، معربًا أن هذه الخطوة مهمة في طريق تنفيذ المشروع.وتضمن بيان شركة جنرال إلكتريك للطاقة، أن الشركة ستعمل على تزويد التصميم المبدئي لأربع منصات تقليدية، إضافة إلى أربع وحدات للمولدات التوربينية النووية، بما في ذلك توربينات وذكر أن فوز "جنرال إلكتريك" بالتعاقد يأتي متوافقا مع لائحة الموردين المعتمدين للمشروع، معربًا أن هذه الخطوة مهمة في طريق تنفيذ المشروع. وتضمن بيان شركة جنرال إلكتريك للطاقة، أن الشركة ستعمل على تزويد التصميم المبدئي لأربع منصات تقليدية، إضافة إلى أربع وحدات للمولدات التوربينية النووية، بما في ذلك توربينات Arabelle البخارية بنصف السرعة، إضافة إلى تقديم الدعم التقني في الموقع أثناء تركيب المعدات وتشغيلها. 4 ملايين منزل وتابعت: جنرال إلكتريك، أن الهدف من التعاقد هو تلبية الطلب المتنامي لتوفير الطاقة، حيث ستعمل محطة الضبعة للطاقة النووية على تعزيز استقرار شبكة الكهرباء المصرية، وتوفير الطاقة الخالية من ثنائي أكسيد الكربون مع خفض تكاليف إنتاج الكهرباء بشكل استباقى، وستصل القدرة الإنتاجية للمحطة عند تشغيلها إلى 4.8 جيجاواط، أي ما يكفي لتزويد الكهرباء إلى أكثر من 4 ملايين منزل فى مصر. ويطرح تساؤل: لماذا تم التعاقد مع شركة جنرال إلكتريك للطاقة، لإضافة أربع وحدات للمولدات التوربينية للمحطة النووية؟ لا سيما أن روساتوم تحتل المركز الأول في العالم من حيث عدد مشاريع البناء المنفذة في وقت واحد لمحطات الطاقة النووية، بعدد 42 وحدة الطاقة في مراحل مختلفة من التنفيذ، موزعين ما بين 34 في 12 دولة أجنبية و8 في روسيا"؟ بخلاف أن روساتوم واحدة من رواد السوق العالمي للتكنولوجيا النووية، واسمها بالكامل "المؤسسة الحكومية للطاقة النووية، وتقدم روساتوم مجموعة كاملة من الخدمات من "أ" إلى "ي" بكامل دورة حياة محطة الطاقة النووية. المحطة النووية وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمود عاشور، رئيس نادى تدريس هيئة الطاقة الذرية، إن المحطة النووية تنقسم لشقين، أحدهما خاص بالمفاعلات يخص الجانب الروسي بشكل كامل، إن لم تنص العقود بين مصر وروسيا على غير ذلك، وشق ثاني يتعلق بتوليد الكهرباء. "أساتذة في التوربينات ورقم واحد في العالم"، هذا ما أكده عاشور ل"التحرير"، فيما يخص قدرة شركة جنرال إلكتريك، على إنتاج وتوريد التوربينات الخاصة بتوليد الطاقة الكهربائية، مستشهدًا بما للشركة من نجاحات في التوربينات التي تعمل بعدد من محطات إنتاج الكهرباء في الفترة الحالية في مصر، ومنها على سبيل المثال توربينات السد العالي. وأفاد رئيس نادى تدريس هيئة الطاقة الذرية، بأنه يتحدث عن وجهة نظره فيما يخص كفاءة توربينات شركة جنرال إلكرتيك، بينما هو لم يُطلع على شروط العقود التي أُبرمت بين مصر ورسيا، كونه لم يخرج عن الدائرة المغلقة المسؤولة عن العقود، لا سيما من الجانب المصري. هل التكتم أفضل في مشروع النووي؟ سؤال طرحته "التحرير" على عاشور، معقبًا: مشروع الضبعة هو أحد أهم المشروعات القومية المصرية حاليًا، والأفضل أن تُعرض تفاصيله للرأى العام، والشفافية تعد أحد العوامل الرئيسية للتفاعل الشعبي مع المشروع، بدلًا من العمل كأننا "عاملين حاجة غلط"، وما نتحصل عليه من معلومات تخص المشروع تكون عبر البيانات الخارجية للشركات العاملة في المشروع النووي. ألستوم الفرنسية بدوره، قال الدكتور سيد البهي، عضو اللجنة الاستشارية لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، والخبير في الطاقة النووية حاليًا، إن الجانب الروسي كان متعاقدا مع شركة ألستوم الفرنسية لتوريد التوربينات الخاصة بإنتاج الكهرباء في مشاريع المحطات النووية، إلا أنه بعد بيع حصة الطاقة بشركة ألستوم لصالح جنرال إلكتريك، انتقل التعاقد على توريد التوربينات لصالح شركة جنرال إلكتريك. وأعلنت "جنرال إلكتريك" في نوفمبر 2015، GE، عن استحواذها على وحدات أعمال الطاقة والشبكات فى شركة "ألستوم"، وتعتبر أكبر صفقات الاستحواذ الصناعى فى تاريخ شركة "جنرال إلكتريك"، حيث توصلت إلى اتفاقية لشراء وحدات أعمال الأخيرة المتخصصة بالطاقة والشبكات مقابل 12.35 مليار يورو. وأضاف البهي ل"التحرير"، أن روساتوم الروسية هي المسؤولة عن إبرام التعاقدات فيما يخص مشروع المحطة النووية، والتعاقد مع جنرال إليكتريك لتنفيذ الجزء التقليدي من المشروع النووي، موضحًا أن الجزء التقليدي، هو أن تعمل التوربينات من خلال البخار الناتج عن المفاعلات الطاقة النووية، والبخار والذي يعمل بدلًا من الغاز في المحطات الغازية، يُشغل التوربينات وتنتج الكهرباء في النهاية، لهذا تسمى إنتاج الكهرباء من التوربينات بالجانب التقليدي في المحطة النووية، لافتًا إلى أن شركة جنرال إلكتريك من أكفأ الشركات في إنتاج التوربينات على مستوى العالم. وأضاف الخبير النووي، أن روساتوم ستتعاقد مع قرابة ال50 مقاولا من الباطن، على حد قوله، والتعاقدات مع كل المقاولين، ستتعلق بالجانب التقليدي أو الإنشائي، بينما الجانب النووي بأكلمه سيكون مقصورا على الجانب الروسي فقط ممثل في شركة روساتوم. أبو شادي يشكك على خلاف ما سبق، عقب الدكتور يسري أبو شادي، بالتشكيك في صدور مثل هذا البيان من الأساس، وقال ل"التحرير": "طالما روحنا للأمريكان في الآخر.. ما كان من الأول تعاقدنا مع جنرال إلكتريك لتنفيذ المشروع؟". وشدد أبو شادي في حديثه ل"التحرير"، على أن أحد أهم العوامل لاختيار روساتوم الروسية لتنفيذ المشروع النووي، هو البعد عن الشركات الأمريكية، مشيرًا إلى أن التعاقد مع شركة جنرال إلكتريك حق أصيل لشركة روساتوم الروسية، إلا أن هذا لا يمنع تحفظ مصر على تلك الخطوة. البداية.. 2026 ورفض أبو شادي التعقيب بأكثر من ذلك، مشككًا في نص البيان الصادر عن شركة جنرال إلكتريك باللغة العربية، مطالبًا "التحرير" بإرسال نص البيان باللغة الإنجليزية للتأكد من صدروه، وبالفعل أرسلنا له البيان باللغة الإنجليزية، ولم يصلنا منه رد حتى نشر التقرير. ووقعت مصر مع روسيا عقود المشروع النووي، وذلك خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر العام الماضي، على أن يشمل العقد بناء 4 مفاعلات قدرة المفاعل الواحد 1200 ميجاوات بإجمالى 4800 ميجاوات. ومن المتوقع، حسب ما أعلن وزير الكهرباء، الدكتور محمد شاكر، الانتهاء من الوحدة الأولى منها والاستلام الابتدائى والتشغيل التجارى بحلول عام 2026، والوحدات الثانية والثالثة والرابعة بحلول عام 2028.