فى بلاد استبد الظلم بها حتى توحش وضاعت إنسانية الحاكم تحت أقدام مطامعه فطغى وتجبر، ورسمت دماء الشعب طريقا للحرية، يظل الدم شاهدا والحلم باقيا. وأمام عجز العالم عن وقف نزيف الدماء العربية، قرر شباب ثورتى سوريا واليمن مساندة بعضهم بعضا رمزيا بتوحيد اسم الجمعة لتصبح «جمعة النصر لشامنا ويمننا»، وتبادل رفع الأعلام السورية واليمنية. تأتى مظاهرات الجمعة فى وقت تتواصل فيه عمليات جيش الأسد ضد المدنيين والمنشقين فى الرستن وريف دمشق كما يتواصل سقوط شهداء سوريا دون توقف، فأمس قتلت قوات الأمن فتاة سورية بمنطقة البياضة بحمص، كما أكد المرصد السورى لحقوق الإنسان مقتل 17 شخصا أول من أمس بمناطق مختلفة بينهم 14 بحمص وحدها. أيضا قام مؤيدون للأسد بإلقاء الحجارة والطماطم على السفير الأمريكى روبرت فورد ودبلوماسيين أمريكيين آخرين فى أثناء زيارتهم أمس لحسن عبد العظيم، معارض من تيار الوسط، بالعاصمة دمشق، وألحق الاعتداء أضرارا باثنتين من سيارات السفارة. على الجانب الآخر، أعلنت كتيبة آل هرموش التابعة للجيش السورى الحر، مقتل 80 من عناصر الأمن والشبيحة بعد استهداف الكتيبة المنشقة 6 حافلات للأمن والشبيحة ردا على الحملة العسكرية التى يشنها الجيش على مدينة الرستن. وبينما يواصل الشعب السورى خروجه فى المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، يقف مجلس الأمن عاجزا عن الحركة وقد استأنف أمس محادثاته بعد أن فشل أعضاؤه ال15 أول من أمس فى التوصل إلى صيغة مشتركة لمشروع قرار بعقوبات دولية ضد الأسد. وعلى الساحة اليمنية، شهدت العاصمة صنعاء أمس اشتباكات عنيفة وقصفا بالمدفعية وإطلاق نار كثيفا بين قوات الحرس الجمهورى وأنصار الزعيم القبلى صادق الأحمر المؤيد للثورة، وهو ما اضطر كثيرا من السكان إلى الفرار من منازلهم مع تصاعد القتال الذى أنهى هدوءا استمر 3 أيام فى العاصمة وحطم الهدنة بين الجانبين. أيضا سقط قتيل و6 جرحى على الأقل فى قصف لقوات صالح على مدينة تعز، وقد جاءت هذه التطورات فى وقت دعا فيه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر خلال زيارته للبلاد، الأطراف المتصارعة إلى تجنب الانزلاق إلى حرب أهلية، مؤكدا ضرورة أخذ مطالب كل الفئات بعين الاعتبار ووقوف الأممالمتحدة مع مطالب الشباب فى التغيير والديمقراطية ودولة القانون.