كتبت:- فاطمة واصل في يناير 2018، كتب كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم فلاديمير سكوسيريف، مقالا في صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية بعنوان «باكستان مستعدة لاستخدام سلاح نووي ضد الهند»، تحث فيه عن التهديدات المتبادلة بين دلهي وإسلام آباد، وتزايد خطر نشوب حرب طاحنة بينهما، وانطلق المقال من التهديدات المتبادلة بين الدولتين باستخدام أسلحة نووية، بعد تصريح قائد عسكري هندي بأن قواته يمكن أن تنفذ هجوما غير نووي ردا على هجوم إرهابي ينطلق من أراضي باكستان، التي طورت أسلحتها النووية التكتيكية، ورأت في ذلك دعوة إلى نزاع نووي. وأضاف سكوسيريف، في مقاله: «احتدمت العلاقات بين الجارتين في ظل تزايد الضغوط على إسلام آباد من شريكها العسكري واشنطن، وأسلحة باكستان النووية التكتيكية، هي في الأساس صواريخ تكتيكية قابلة للتزويد برؤوس نووية بأحجام صغيرة، وباكستان تنشر هذه الصواريخ منذ مدة طويلة على حدودها مع الهند، التي ليس لديها صواريخ بالستية بعيدة المدى، وتختبر باكستان صواريخ محمولة على السفن، وهناك صواريخ محمولة جوا، إنما المكانة الأولى، في عقيدتها العسكرية، لمواجهة العدو الافتراضي (الهند) تبقى لصواريخ أرض - أرض، وهي منشورة على طول الحدود منذ المواجهة بين البلدين في 2001 - 2002». وبحسب تقرير لموقع «بي بي سي» بالعربية، نشره في فبراير 2018، فإن باكستانوالهند من أقل الدول امتلاكا للأسلحة النووية، فالأولى لديها 140 سلاحا، والثانية 130 آخرين، فماذا لو وقعت حرب نووية بين البلدين، كيف سيكون حال الكوكب؟ اقرأ أيضا| لماذا تراجع نتنياهو عن نشر وثائق سرية حول نووي إيران؟ عواصف نارية أجرت 3 جامعات أمريكية هي: روتجرز، وكولورادو بولدر، وكاليفورنيا، دراسة لتوقع النتائج المترتبة على نشوب حرب نووية بين الهندوباكستان، خلصت الدراسة، التي نشرت نتائجها في عام 2016، إلى أن منطقة الخليج القريبة من مسرح أحداث الحرب ستكون أكثر المناطق تضررا، وسيتم استخدام 100 سلاح نووي، وهنا تجدر الإشارة إلى أن تأثير كل وحدة من الأسلحة المتاحة حاليا في ترسانات الهندوباكستان يكافئ قنبلة هيروشيما، والتأثير الكلي يعادل 0.05% من إجمالي القوة التفجيرية لجميع الأسلحة العملياتية المنشورة حاليا من قبل الولاياتالمتحدةوروسيا. وطبقا للدراسة فإنه سيتعرض 20 مليون شخص للموت من الآثار المباشرة للأسلحة، وهو ما يعادل تقريبا نصف عدد الأشخاص الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية، وسيتولد عن الانفجارات في المدن الكبرى في الهندوباكستان عواصف نارية هائلة، وسينتج عنها تصاعد من 1 إلى 5 ملايين طن من الدخان إلى ارتفاع 50 كيلومترا فوق مستوى السحاب في طبقة الستراتوسفير، ليحجب ضوء الشمس عن الوصول إلى الأرض. وتقول الدراسة إن غبار الكربون الأسود الناتج عن الحرب النووية في جنوب آسيا سيخفض ناتج محاصيل القمح وفول الصويا في الولاياتالمتحدة 10% على مدى خلال 10 سنوات، كما ستخفض ناتج الأرز في الصين 21% على مدى 4 سنوات، ثم 10% خلال ال6 سنوات التالية، أما محصول القمح في الصين فسينخفض 50% في السنة الأولى ويستمر أقل من المعدل ب31% ل10 سنوات. اقرأ أيضا| أمريكا تستعد للحرب النووية بتطوير القاذفة الشبحية «بي 2» بعد 10 أيام من الانفجارات بعد مرور 10 أيام على الانفجارات، ستصبح درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي أكثر برودة، وستكون آثارها غير مسبوقة، ما سيؤدي إلى انخفاض 10% في متوسط هطول الأمطار العالمي وانخفاض كبير في الرياح الموسمية الصيفية الآسيوية، وستدمر من 25 إلى 40% من طبقة الأوزون الواقية عند خطوط العرض الوسطى، وستدمر من 50 إلى 70% عند خطوط العرض العليا الشمالية، وينتج عن ذلك زيادات كبيرة في الأشعة فوق البنفسجية الضارة تؤدي إلى آثار سلبية للغاية على الإنسان والحيوان والحياة النباتية. وتتسبب هذه التغيرات في المناخ العالمي في تقصير كبير لفترات نمو الزراعات في نصف الكرة الشمالي لعدة سنوات على الأقل، وربما تنفد تماما مخزونات الحبوب العالمية، ومن المرجح أن توقف الدول المصدرة للحبوب صادراتها من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية الخاصة بها، فيما يتوقع بعض خبراء الطب أن يظهر مئات ملايين من الجياع ممن كانوا يعتمدون على واردات الغذاء، وربما يموتون جوعا خلال السنوات التالية للصراع النووي. ليس هذا فحسب، بل من المتوقع - بحسب الدراسة - أن تتسبب الحرب في مجاعة عالمية تقتل 2 مليار من البشر، ما يؤدي إلى القضاء على الحضارة الإنسانية، إذ تفوق الأسلحة النووية الحديثة في قدراتها بدرجة مخيفة القنابل الأمريكية التي قتلت أكثر من 200 ألف شخص في هيروشيما وناجازاكي عام 1945. اقرأ أيضا| غواصة روسيا النووية «Borei 2» تثير القلق في واشنطن وفاة مليار في العالم النامي تأتي الدراسة السابقة تأكيدا على دراسات أخرى سابقة، إذ خلصت دراسة أعدها لفيف من العلماء، تم نشرها في عام 2013، إلى أنه في حال نشوب حرب نووية بين الهندوباكستان، ستؤدي المجاعة الناتجة عنها إلى هلاك 2 مليار من البشر ونهاية الحضارة الإنسانية، وجاء في الدراسة أن التأثيرات الكارثية لحرب نووية - حتى لو كانت محدودة النطاق - ستعيث فسادا بالغلاف الجوي وتؤدي إلى دمار المحاصيل الزراعية، وذلك بحسب ما ذكره موقع «بي بي سي» بالعربية. وكانت الجهة التي أعدت الدراسة، وهي الأطباء الدوليون من أجل منع الحرب النووية وأطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية، والتي فازت بجائزة نوبل للسلام، قد نشرت دراسة مماثلة في عام 2012، توقعت أن يبلغ عدد من يهلكون نتيجة المجاعة في حال اندلاع حرب نووية 2 مليار من البشر، لكن في الدراسة الأخيرة، قال الباحثون إنهم قللوا بشكل كبير في دراستهم السابقة من الأضرار التي ستتكبدها الصين جراء حرب نووية بين الهندوباكستان، وأكدوا أن أكثر بلدان العالم سكانا ستواجه مجاعة خطيرة. وقال مؤلف الدراسة آيرا هلفاند: «إن مقتل مليار من البشر في العالم النامي كارثة لا توازيها كارثة في التاريخ البشري، لكن إذا أضفنا إلى ذلك احتمال تعرض 1.3 مليار صيني للخطر فسنكون قد دخلنا عصر نهاية الحضارة الانسانية»، موضحا أن الدراسة ركزت على الهندوباكستان نظرا للتوتر التاريخي بين الجارتين النوويتين اللتين خاضتا 3 حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا وتقسيم شبه القارة الهندية عام 1947. اقرأ أيضا| إسرائيل تستعد ل«الخطر الأكبر» وتعزز مواقعها النووية هذه ستكون النتيجة إذا وقعت الحرب بين دولتين من أصغر البلاد امتلاكا للأسلحة النووية، فماذا سيحدث لو نشبت الحرب بين روسيا التي تمتلك 7 آلاف سلاح نووي، والولاياتالمتحدةالأمريكية التي تمتلك 6 آلاف و800 سلاح نووي، وهنا تجدر الإشارة إلى أن فرنسا تمتلك 300 سلاح نووي، الصين 270، بريطانيا 215، إسرائيل 80، كوريا الشمالية 20.